البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بعد ولادة تشكيل معارضٍ آخر بتونس...
قراءةٌ في نسيج المعارضة حاضرا و مستقبلا

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7779


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حملت لنا أخبار الأسبوع الماضي نبأ ولادة تشكيل سياسيّ جديد يقوده العائد من الماضي، أحد وزراء الرّاحل بورقيبة، و الذي تولّى الوزارة الأولى في مرحلة ما بعد سقوط النّظام البائد. و بهذه الولادة، يُضاف هذا التشكيل أو الحركة السياسية، لقائمة الأحزاب و الحركات التي فاقت المائة بكثير، و التي تشترك كلّها تقريبا - إلاّ إذا استثنينا حزبا أو حزبين من التيّار الإسلامي- في أنّها لا تستطيع أن تجمع ما يملأ ملعب كرة قدم من المناصرين.

و رغم أنّ هذا التّشكيل الوليد قد تفطّن لهذه المعضلة، بإعلان نفســــــــــــه جامعا لعديد التّيارات و الأحزاب و الشّخصيات، حتى لا يقع – مثل غيره- في معضلة العدد الهزيل، و رغم محاولته تجيـــيش أكثر عدد من المنخرطين و المناصرين... فإنّه لم يشذّ عن القاعدة. وهو أمرٌ لا يُمكن تجاوزُه حسب تقديري بالنّظر إلى أنّ الفئة التي أراد هذا التّشكيلُ جمعها، هي فئة محدودة أصلا في العدد، قد لفظها الشعب منذ الثورة. و هي الفئة التي تنحصر في أولئك الذين انتموا قديما وحديثا إلى الحزب الحاكم المنحلّ، و الّذين يتطّلعون إلى العودة بكلّ الطّرق إلى مكاسبهم الّتي كانوا يغتنمونها من صفتهم الحزبيّة تلك، عبر الوصول مجدّدا إلى الحكم كما يتصوّرون. و لعلّهم بمساعيهم تلك، قد أغفلوا حقيقة هامّة، و هي أنّ الشّعب عندما ثار لخلع النّظام، إنّما ثار أوّل ما ثار عليهم، و على سلوكهم. و أنّه بثورته عليهم إنّما لفظهم بلا رجعة. و أنّ كلّ محاولاتهم ستبوء بالفشل مهما اختلفت الوسائل.

لكن المثير للسّؤال، هو ما سيضيفه لنسيج المعارضة بالبلاد، تشكيلٌ، أعتبرهُ موجودا أصلاً في الحياة السّـــــياسيّة، و في الإدارة، و في الإعلام، و في المؤسسّات العامّة للبلاد قبل إحداثه رسميًّا؟

فكلّ أحزاب المعارضة و دون استثناء، تتّسم بضعف وجودها الفعليّ في الشّارع، رغم مساعي النّفخ الإعلامي المتواصلة ليلا نهارا، لتلميعها بتقديم رموزها و تغييب منافسيها. و ذلك الضعف راجع في تقديري إلى أنّها وقعت في فخّ انتقاد التّيار الإسلامي السّائد عدديّا في المجتمع، و انتقاد أفكاره و إيديولوجيّته. و إغفال تقديم برامج متكاملة بديلة للحكم تُقنع به نفسها قبل أن تُقنع به النّاس.

لذلك فإنّي ألمح فشلا لهذه الأحزاب و لهذه المعارضة في الانتخابات القادمة. فشلٌ بدأتُ ألمحهُ من بعيدٍ. يجعلني أُصدّق أنّنا مقبلون على توزيع سياسيٍّ لن تستطيع هذه الأحزاب المتشرذمة أخذ حصّة فيه. مثل اعتقادي في أنّ هذا التّوزيع سيقتصر مستقبلا، على كتلٍ حزبيةٍ لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. و هي الكتل التي ستكون لها مرجعيةٌ فكرية و إيديولوجية فقط...
حيث أنه سيقتصر المشهدُ كما أراه، على تيّار إسلاميّ سيستحوذ على الأغلبية في منظور الـخمسة عشر أو العشرين عاما القادمة على الأقل، بالنظر إلى تعاظمه المتواتر هذه الأيّام. و تيّار ليبرالي سيفرض نفسه بوجود نوابغ في الاقتصاد و السياسة فيه. و تيّار اشتراكي سيكون ثابتا دون تطوّر عدديٍّ يجمع فيما يجمع الحركات ذا ت الفكر الإيديولوجي القومي و الشّيوعي و غيره بتوافق سيُكرهون عليه لمواصلة بقائهم. و تيّار أخير يشكّل أقليّة في مجموع هذه التيارات لأنّه سيجمع كلّ الأفكار الّتي يصفها غيره بالمتطرّفة.

و سيكون بين هذا التّيار و ذاك، تشكيلات لا محالة... إلاّ أنها سوف لن تحيد عن تلك المسارات الفكريّة السياسيّة الظاهرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، الباجي قايد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، د- محمود علي عريقات، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، عبد الله الفقير، ضحى عبد الرحمن، د - صالح المازقي، رضا الدبّابي، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، علي عبد العال، د. أحمد بشير، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، العادل السمعلي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، سامح لطف الله، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، عمر غازي، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان، محمد العيادي، صفاء العربي، نادية سعد، علي الكاش، فوزي مسعود ، فتحي العابد، رافع القارصي، حسن عثمان، محمد يحي، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، أبو سمية، عمار غيلوفي، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، صالح النعامي ، محمد الياسين، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، مجدى داود، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، طلال قسومي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، صلاح الحريري، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، د - محمد بنيعيش، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة