البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

آدم وحواء

كاتب المقال سحر الصيدلي - سوريا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4489


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مساء مقمر بين نسمات الشتاء الباردة وبين كوب من الشاي يبعث الدفء والحيوية في يدي المرتعشتين بردا وشوقا لكتابتي وأنا بجانب مدفأتي أوقدها لأتنعم بدفئها ولتزيل عني البرد المتراكم في جسدي دون باطنه...هامت روحي بالخيال وشردت مع السكن والسكينة ..وتاه فكري في ملكوت الرحمن وعظمة الخالق والخلق..فغسلت قلبي بنور الإيمان ومسحت جبيني بنور الرحمن وقرأت آيات من القران فيها قصة الإنس والجان ..وكيف خلق الله عز وجل أبو الجن وكان أول من عبد الله في الأرض يسبح بحمده وشكره ..ولكن أمة الجن لم تداوم على حمد الرحمن وعاثت في الأرض فسادا وسفكت دماءا وطغت وتجبرت ...أمر الله ملائكته باجتثاثهم والتخلص منهم فقتلوا من قتلوا وفر بعضهم وأسر أصغرهم وهو إبليس....

تربى مع الملائكة حامدا شاكرا طائعا لله فأعطاه الله منزلة رفيعة وعينه سلطان السماء الدنيا فانغر إبليس وتباهى بنفسه...

...وعندما أراد و شاء بارئنا أن يخلق آدم عليه السلام تكبر وتجبر وأبى أن يسجد لمن خلق من تراب وهو من نار فطرده العلي القدير من رحمته عقابا له على العصيان والتجبر

كان آدم حالما متنعما عاشقا للجنة ونعيمها يتهادى بها كريشة تطير من غصن إلى غصن يتفيئ بظلها ويأكل من ثمارها ما لذ وطاب لنفسه ويهيم عشقا في هواها فهي الجنة ولا سواها وهي الروعة سبحان من سواها وهي الجمال والسحر والبهاء ..ولكن غصة الوحدة باتت في محياه يحلم بزوجة تؤنس وحدته وتكون توأما لروحه وأنيسا لقلبه يتمتعا معا بالجنة ونعيمها ويكونا السكن والسكينة لبعضهما.... فانقلب حاله وضاقت نفسه وبات يمشي بالجنة وحشيا هائما سارحا بأنيس أو رفيق أو زوج وبعد تفكير عميق غلبه النعاس مع أحلام وردية

أحب رب العالمين أن يهديه هدية تسعده وتملأ حياته بهجة وسرورا فأخذ ضلعه الأيسر وشكل تلك الحورية التي رقدت بجانبه تحنو عليه وتنظر لعينيه ...ولتكون سكنا له ولقلبه ...هب أدم من نومه على أنيس بجانبه ينعش القلب ويحيي الفؤاد ويسبح في ملكوتها عشقا وجمالا وسعادة
أنت الزوج وأنت الروح وأنت النفس بك سأحيا وسأعيش يا من خلقت مني ومن ضلعي ومن جانب قلبي سأحنو عليك وأشكر ربي على ما وهبني وقام ليسكن إليها ..سمع نداء الرب يقول يا آدم حواء بحاجة لمهر أن تسبح الله وتحمده وتكبره ففعل على عجالة ما طلب منه وتزوجها
سألته الملائكة ما اسمها يا آدم ؟؟؟قال حواء ...ولما حواء؟؟لأنها خلقت من شئ حي مني ..فهي لحمي ودمي..هي قطعة من جسدي ...هي مسكن قلبي وتحتمي بيدي..فكيف لا أحتويها بكل كياني وقلبي..اطمئن يا ملاكي ستكون قرة عيني

كان آأدم قلبه خامدا نظرته باردة...ولكن مع حواء تفتحت أوصاله واشتد شغفه وهامت نفسه وتمتعا معا بالجنة ونعيمها ودعا ربه ..يا ربي إني أصبحت منك في نعمة وستر فأتمم علي نعمتك وليس لي رجاء سواك...قال الله...يا آدم الجنة لك ولزوجك بكل نعيمها وأكلها وما لذ وطاب بها و لكن لا تقرب هذه الشجرة فإنها محرمة عليك...هنا وجد إبليس فرصته لينتقم من الذي أنزله عن عرشه فوسوس لآدم وزوجه بأن يأكلا من تلك الشجرة ..لأنها شجرة الخلد ...كل يا أدم وتمتع مع حواء بها ستعيش للخلود

ضعف آدم المسكين أمام وسوسة الشيطان الرجيم أكل من الشجرة التي عيشته بالبؤس سنين
هنا غضب عليه رب العالمين لأنه عصى ربه فغوى.ثم اجتباه فتاب عليه وهدى وأنزلهم الى أسفل السافلين وكل واحد منهما في مكان عن بعضهما مغتربين..

هبط آدم المسكين في بلاد الهند وحواء المسكينة في مكة المكرمة..والاثنان يبحثان عن بعضهما وبينهما مسافات وبحور

مشى آدم حائرا تائها متفكرا بين قلبه وعقله يبحث عمن خلقت من ضلعه من تحت ذراعه من جانب قلبه ليحيا بها ويعيش...حزن على معصية الخالق وعلى فراق الزوجة التي كانت أقرب لنفسه من نفسه وبات هائما يضرب الأرض طولا وعرضا يبحث عن توأم روحه عن سكنه وسكينته ...شعر أن روحه تشعر بالضيق والحزن ولوعة الحرمان وألم الفراق

وظل يمشي ويمشي وأمل اللقاء يحتويه لم ييأس ولم يمل ولم يتذمر لأنه يبحث عن أحب شئ لديه .....واجتمع الحبيب مع زوجه بجبل عرفات ومن هنا أتى اسمه لأنه هنا تعارف على حواء واجتمع بها ..وبدأت الحياة الزوجية التي يغلفها الشوق والحنين والألفة والمحبة والسكن والسكينة والعيال الطيبين وتكونت أم البشرية ونحن فيها أجمعين

وختمت قراءة القران بهذه الآية الكريمة بسم اله الرحمن الرحيم...هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها...صدق الله العظيم

هل عرفتم يا أخوتي معنى السكن والسكينة التي نطالب بها المتزوجين ..دعوا حبكم زهرة جميلة واعتنوا بها لتكبر وتنموا واجعلوا زواجكم قوة كامنة في كل شخص منكم يملأه الحب والحنان والفخر والاعتزاز ودعوا بصيرتكم مضيئة والكلمة الطيبة أغصان تعانق السماء


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تاملات، خواطر، أدم، حواء، السكينة، الزواج،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  27-03-2012 / 08:47:01   سامح لطف الله
مرحبا بك يا سحر في موقع بوابتي

مقالة رائعة إزدانت بها بوابتي أتمني لك التوفيق دائما

  23-03-2012 / 15:59:07   إيمان الرباط
يا رب

اللهم زد بيوت عبادك بفيض من رحمتك و املأها بمزيد من الحب و التعظيم لحرماتك..شكرا لقلمك المبدع استاذتي و زادك سبحانه من نعيمه و رضاه.
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، نادية سعد، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، علي عبد العال، محمد العيادي، مصطفى منيغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، سيد السباعي، كريم السليتي، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، محمد شمام ، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، كريم فارق، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، عزيز العرباوي، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، العادل السمعلي، مراد قميزة، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، سلام الشماع، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، فهمي شراب، يحيي البوليني، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، عمار غيلوفي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، صفاء العربي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، عمر غازي، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، مجدى داود، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة