البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

موسم سقوط الشعارات ... وبالجملة

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7658


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أي شعارات بعد تتنطح في الميدان ..؟

ما قيمة أي شعار إذا فتح الناس أعينهم ووجدوا أن كل ما لهثوا خلفه كان سراب في سراب ..؟ الأنظمة الدكتاتورية وضعت أنفسها في مواضع لا سلطة تمتلك الحق في أن تسألها، احتقرت الشعب وحقوقه الطبيعية، ولكن الثورات والانتفاضات تأتيكم وإن كنتم في بروج مشيدة ..

ونجد أن لابد من القول بادئ ذي بدء، أن الخطأ لا يكمن في الشعار بحد ذاته كمصطلحات سياسية، ولا في الأهداف السياسية التي آمن بها الشعب، وناضل من أجلها وقدم التضحيات، وأطاعت بانضباط أملاً في حرية لم يعانقونها يوماً، هي اليوم قد غدت طموح ما بعده طموح، وشعار عدالة اجتماعية هو اليوم بعيد المنال، الشعب العربي حقق وحدته على طريقته الخاصة، عندما وحد الثورة من المغرب العربي حتى مشرقه المشتعل، بشعارات موحدة: واحد .. واحد الشعب(التونسي، الليبي، المصري، اليمني، السوري) واحد / الشعب يريد .. إسقاط النظام، الشعب وحد ثورته من أقضى المغرب لأقصى المشرق، من الجنوب اليمني حتى أقصى بلدة في الشمال السوري، هذا شعار حقيقي يحققه قولاً وفعلاً الشعب بالدم وبالشهداء .

نعم الجماهير الصبورة ..... التي أنفجر صبرها اليوم وقطعت عقالها وانطلقت نحو الضوء .. تكفر اليوم عن صمتها الطويل، وعن تسامحها البرئ، سوف لن تردها أسلحة القمع القميئة، ولا ملهاة جديدة أو أمال أو وعود، الجماهير سحقت بنعالها على قوانين الطوارئ، والمحاكم الاستثنائية ولن تقبل بعودة كسيحة لئيمة لقوانين بديلة لتواصل سحق كرامة الإنسان.

أما شعارات الأنظمة، فقد خبرها الشعب وأختبرها وشبع منها وعوداً تداف في عسل الكلام، ولم يتحقق منها إلا عكسها تماماً، والعيب ليس في الشعار، وليس بالحركة السياسية التي رفعته، فالحركات السياسية جرى اختطافها، وأسرها، والقيادات الحزبية صارت رقمية ديجتال وإطارات هلامية، دخلت بهم الديكتاتوريات عصر الروبوت حتى قبل أن يعرفه العالم الصناعي، وهكذا صار الشعب يسمع بالقيادة (س) أو (ص)، ولكن في واقع الأمر هم أشخاص مورست أو سلطت عليهم ضغوط كثيرة، وروضوا ودجنوا وأصبحوا رهائن في يد نظام شاركوا في صنعه، ولم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم من براثنه، ليبصموا على قرارات، وليضعوا شرعية لما لا شرعية له، تماماً كما أسر الشعب ورفع نواباً طائعاً أم مرغماً، لما يطلق عليه زوراً بمجلس الشعب، ولكنهم في حقيقة الأمر ما هم إلا أدوات مزيفة لإرادة الشعب، يبصمون على قوانين هيكيلية، صيغت في دوائر المخابرات والأمن، حتى صار النواب السوط في أيدي الحكام والقائد الضرورة، ومثل هؤلاء وزراء بائسون يقبضون ثمن الصمت الموجع مزايا وأمتيازات، والكل سقط تحت إرهاب منظم يقوده مختصون يتفننون في صنع مجد سخيف لدول الطغيان والفساد، قائم على التهريج والتصفيق وإلقاء الأشعار والأغاني البذيئة.

نعم الشعب تعرض لاختطاف، ومثله الحزب، وكذلك الجيش الذي صارت مهمته حفظ النظام، وغدا مصير البلد والشعب في يد القائد، الكل تهتف وتصفق وتبتهج والويل لمن لا يبدي أشد حالات البهجة والفرح والابتهاج في مشهد يثير الاشمئزاز، فيما تدور رحى عملية مؤلمة مؤداها، سحق البلاد والشعب وزجه في غياهب من الظلم والظلام، حتى غدت حرية الكلام ... مجرد حرية الكلام والتعبير وأبسط حقوق الإنسان حلماً من الأحلام.

لا أيها السادة ... الأمر ليس فتنة، ولا مؤامرة خارجية، ولا تضعوها بظهر السلفيين، على أمل أن تتملقوا وتثيروا عطف الولايات المتحدة مع همجيتكم، الحركة الشعبية، شعبية بكل معنى الكلمة، الشعب بكل قواه وشخصياته في الحركة، عدا قلة تنتظر أن ينجلي الموقف أكثر، وباختصار لم يبق لكم في الشوارع سوى أزلام تافهون ومجندون أمنيون في شبكة عنكبوتية ضمن النظام الأمني.

ربما كان الأمر في ابتدائه تنفيس عن غضب، ولكنه قد غدا أكبر بكثير من أن تحسمه كتيبة دبابات ولا حتى جيش مدرع بأكمله، والفضل يعود لسوء استخدامكم العقل والسلاح معاً، فنجم عن ذلك ما يستعصي حله إلا بإراقة الدماء .. ثم المزيد من الدماء، وبذلك فأنتم أدخلتم أنفسكم في شرك خطأ كبير، لا تتهموا أحداً، فللأسف أنتم وليس سواكم، من لجأ إلى ما يفرق الشعب، لفئات ومناطق وقبائل لتضمنوا فئات منه، أو لتحيدوا فئات أخرى، فهي لعبة مخابراتية قذرة.

فكما أحرق بوعزيزي نفسه من قلب اليأس احتجاجاً على مصادرة أمله الأخير، وفعلته قادت لأحتجاجات عفوية، وتظاهرات ليس من يخطط لها، حتى صارت حركة شعبية واسعة بلورها غباء القمع وعدم القدرة على الاستيعاب والتعالي على الجماهير والمراهنة على ألحاق الهزيمة بها، والإيمان المطلق بقوة القمع. ولكن هذه المرة لم يعد لدى الجماهير ما تتنازل عنه، فأضحت مقولة طارق بن زياد: البحر من ورائكم وفساد وطغيان الدولة من أمامكم وسياط خدم السلطة تلهب ظهوركم ....... أين المفر ...؟

والحاكم أسرف في غيه، وفي ظنه أن بضعة تنازلات سيادية، وقليل من الإهانات لنظامه ولدولته يبلعها بروح رياضية، وكثير من الرصاص يصبه صباً في أفواه الجماهير، قد تنفذه ونظامه البائس، وقد فاته أن الوقت لم يعد خمسينات أو ستينات القرن العشرين، فالأنترنيت والفيسبوك ونقل الصور عبر الهاتف النقال، تمزق كل الأقنعة وتجعلهم مثار للسخرية، ولكن أنى للقائد الضرورة أن يدرك ذلك ..؟ وكيف وهو لا يقبل مقترحاً بتغير لون بدلته ..؟

واهم كل الوهم أي ديكتاتور أو طاغية، يعتقد أن بوسعه أن يحكم الشعب كما كان عليه الحال قبل يناير / 2011

هيهات أن يعود الماضي، فعمود التراكم بلغ حداً لا يستقيم معه نظام علاقات ..

وبما أن لكل أجل كتاب، أيتها الجماهير القابضة بالنواجذ على الغد، الغد القادم الذي تلوح تباشيره، إياكم أن تتنازلوا عن حقكم في حياة حرة كريمة، وفي حياة تليق بالبشر، فالحرية والكرامة تستحق أن يناضل الإنسان نضالاً سبارتكوسياً حتى الموت ....

-----------
جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 11 / أيار / 2011
-----------
وقع حذف جزء من العنوان الأصلي كما وردنا، لطوله
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ثورات شعبية، الثورة، تونس، مصر، سوريا، اليمن، ليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-05-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، مصطفي زهران، أبو سمية، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، أحمد ملحم، رافع القارصي، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، صفاء العربي، محمود سلطان، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، كريم فارق، د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، خالد الجاف ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد شمام ، عراق المطيري، مصطفى منيغ، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، علي الكاش، طلال قسومي، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، صلاح المختار، سعود السبعاني، منجي باكير، كريم السليتي، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، حاتم الصولي، أنس الشابي، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، فهمي شراب، صلاح الحريري، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، فتحي الزغل، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، تونسي، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة