حمدى شفيق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6296
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم أكن راغبا فى مناقشة هذا الموضوع الشائك الاّن فى ظل حالة الاحتقان الطائفى التى تسود بعض المناطق فى مصر. لكن الإعلام الغربى الخبيث، وبعض قنوات الفتنة المملوكة لجهات التنصير تأبى الا الإثارة والتهجم على الآخرين بالإضافة الى الكذب والتضليل على طول الخط.
وإزاء هذا التصعيد والافتراءات المتواصلة لا يسعنا السكوت بأى حال بعد اليوم، خاصة وأن الأمر يهدد أمننا القومي، كما أننا لن نتمكن من احتواء الموقف وضمان عدم تكراره مستقبلا الا بإزالة أسبابه ودوافعه.
وأفضل ما يمكن أن نفعله هو سرد وتحليل ( بعض) الحقائق التى كشفت عنها التحقيقات، وهى كافية لإفحام أولئك المضللين فى الداخل والخارج.
فقد تبيّن أن الأمر ليس (شائعة) كما زعموا، وتحدثت السيدة المختطفة التي أسلمت -وهى عبير فخرى - إلى وسائل الإعلام، وأكدت بالفعل واقعة اختطافها ثم احتجازها بمبنى مجاور للكنيسة ولكنه تابع لها بعد اعتناقها للإسلام عن اقتناع تام وبإرادة حرّة.
وهناك بالفعل قضية مرفوعة منها أمام محكمة قويسنا للأسرة لتطليقها من زوجها القبطى لسوء المعاملة ثم لاختلاف الديانة، وهو ما تسمح به كل القوانين المعمول بها فى أى مجتمع متحضر وليس فى مصر فقط.
وثبتت الواقعة أيضا من تحقيقات النيابة وأجهزة الأمن.
نحن هنا أمام جريمة بشعة، هى جناية خطف مكتملة الأركان، ثم جريمة أخرى هى الاحتجاز بغير سند من القانون وبواسطة أشخاص ليست لهم صلاحية فعل ذلك، فلا هم جهة تحقيق، ولا هم قضاة لهم تلك السلطة.
واذا كنا نطالب بمحاكمة كل من يثبت تورطه فى أحداث القتل والتخريب التى وقعت فى إمبابة، فلابد أيضا من محاكمة كل من تورط فى ارتكاب كافة جرائم الاختطاف والاحتجاز غير القانوني تلك مهما كان موقعه أو منصبه، وبدون ذلك لن تتحقق العدالة و لن يستتب الأمن فى هذا البلد.
وليست واقعة عبير فخرى هى الأولى ولن تكون الأخيرة،فى ظل الانتشار الهائل للاسلام فى كل أنحاء العالم وخاصة مصر. وهناك شهادات متواترة فى عشرات الوقائع الأخرى التى ارتكبت فيها جرائم اختطاف واحتجاز وتعذيب لإجبار الذين اعتنقوا الإسلام على ترك دينهم الجديد. وقد قتلت سيدة أسلمت وقتل معها طفلها وزوجها مؤخرا،
كما أكد الدكتور زغلول النجّار العالم والداعية المعروف مقتل المهندسة وفاء قسطنطين، وهى زوجة لأحد القساوسة اعتنقت الإسلام وسلّمها نظام المخلوع مبارك إلى الكنيسة لتلقى حتفها دون أى اعتبار لحقها فى العقيدة أو حتى حقها فى الحياة !!
وهناك دعوى قضائية بهذا الصدد.
ومنذ سنوات طوال ترفض الكنيسة رفضا قاطعا السماح بظهور وفاء قسطنطين على شاشات التلفزيون، فهل السبب هو أنها ليست فى عالمنا الاّن اي فى ذمة الله !!
ولا مفر من الاعتراف بأن هذا الاضطهاد لمن يعتنقون الاسلام هو أحد أخطر أسباب الاحتقان الطائفي - وان لم يكن هو السبب الوحيد بالطبع- وأحداث إمبابة شاهد على ذلك.
فما هو الحل لضمان عدم تكرار تلك الكارثة ؟
الحل والضمان الحقيقى -فضلا عن تحقيق العدالة الصارمة -هو احترام حرية العقيدة فعلا لا قولا. وهذا يقتضى موقفا حازما من سلطات الدولة مع الكنيسة المصرية التى جعلت من ذاتها دولة داخل الدولة، وتصر على التعامل مع الكافة على هذا النحو !!
وعلى الأزهر الشريف أن يتوقف فورا عن تزويد أية جهة ببيانات من يأتون اليه لاعتناق الإسلام، أو إحالتهم الى اللجان الكنسية لمحاولة صرفهم عن دينهم الجديد الذى ارتضوه.
فللناس حق اعتناق ما يشاءون بلا رقيب أو حسيب، وتلك وصاية مرفوضة حتى بالمنطق الليبرالي الديمقراطي البحت الذى يتشدق به عبيد الغرب الأذلاء فقط عندما يتعلق الأمر بمن يتطاولون على الإسلام وحده!!
ولا يجب أن نعطى أى اهتمام لردود الأفعال المتشنجة فى الغرب، لأنه لن يكف عن الكيل بمكيالين فى كل قضايا العرب والمسلمين.
والدليل القاطع على ذلك هنا أن وسائل الإعلام و منظمات مايسمى بالمجتمع المدنى وأدعياء حقوق الإنسان بالداخل والخارج يتجاهلون تماما أصوات الضحايا فى وقائع خطف واحتجاز وتعذيب وأحيانا قتل المسلمين والمسلمات الجدد فى مصر.
رغم أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها -مثلا-عندما أفتى الخمينى بقتل المرتد سلمان رشدي الذي تطاول ببذاءة منكرة على الإسلام !!
ولا مفر من أن يأخذ القانون مجراه بالأخذ على أيدي (محاكم التفتيش ) الجديدة التى تقتفى أثر أختها الأوروبية فى عصور الظلام الوسطى التي كانوا يحرقون فيها المسلمين وغيرهم من مخالفيهم فى العقيدة أحياء،بلا جرم أو قضاء !!
لابد أن تحمى سلطات الدولة حق أولئك المواطنين والمواطنات -المسلمين والمسلمات الجدد- فى الحياة الآمنة الكريمة بعيدا عن أية تهديدات أو ضغوط من أي شخص أوأية جهة.
وضمان عدم إساءة استعمال دور العبادة، على النحو الذي ثبت من اطلاق رصاص من داخلها أو اصطناع (سجون ) فيها أو إلى جوارها، يحتجزون فيها من يسلم وجهه لله الواحد القهار.
ولا يفوتنا التذكير هنا بأن التحقيقات قد أكدت على نحو قاطع أن متعصبا قبطيا هو الذي أطلق النار أولا على المتجمهرين سلميا فى الشارع بإمبابة، ولم يكن أحد منهم قد اقترب من باب الكنيسة.
الى أن باغتهم ذلك المجرم برصاصه الغادر الذي أصاب قلب مصر بأسرها وليس الضحايا فقط، فاشتعل الموقف ووقع ما يعرفه الجميع من أحداث دامية.
و نحن نرفض رفضا قاطعا أى عدوان على دور العبادة، ونطالب الشباب باللجوء الى السلطات المختصة لمعالجة أية حالة مماثلة فى المستقبل.
لكن ذلك يقتضى بداهة أن يلتزم الطرف الآخر بدوره بالقوانين والخضوع لسلطات الدولة وأن يفرج عن المسلمات المحتجزات في "سجونه" بدون سند من دستور او قانون ، وألا يعتدي على الناس فى الشوارع والطرقات، ثم يتباكى زاعما أنه هو الضحية !!
وأيضا يجب على هؤلاء وغيرهم الكف عن ارتكاب جريمة خطيرة أخرى هى : التحريض والتطاول على قواتنا المسلحة الباسلة لأغراض خبيثة فى أنفس أشخاص مغرضين عاشقين للكراسي والمال على حساب البسطاء الغافلين من أتباعهم !!
الجيش المصري العظيم صاحب المواقف البطولية والتاريخ المشرّف هو الذي يتولى العبء الأكبر الاّن بحماية مصر فى الداخل والخارج، ومحاولة المساس به خط أحمر، ولعب بنار سيكتوى بها العابثون المغرضون قبل غيرهم.
ألا هل بلّغت...اللهم فاشهد.
-----------
وقع تحوير العنوان الأصلي كما وردنا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: