البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على كوكب الكوارث

كاتب المقال عزيز العرباوي - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6224 Azizelarbaoui017@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إننا نعيش على كوكب زاخر بالأوبئة والكوارث الخطيرة التي تقتل يوميا آلاف الناس في كل مناطق العالم. وفي الحقيقة إن هذه الأوبئة والكوارث لم تدفع بعدُ حكومات الدول والبلدان في العالم، سواء كانت هذه الدول من العالم المتقدم أو كانت من العالم المتخلف أو النامي إلى تبني استراتيجية تحد من خطورتها ومن نتائجها المدمرة للبشر والطبيعة. وقد أصبح لهذه الكوارث مؤخرا مناعة تقيها من ردود فعل البشر الذين عجزوا عن معالجة مسبباتها العديدة التي كانت من إبداعه والتي ساهم في ظهورها.

ولكي نمنع الكوارث من حصولها يجب التفكير في معالجة أسباب حدوثها. هذه الأسباب التي تكون غالبا بشرية تساهم بقوة في حدوث الكوارث والمصائب في عالم اليوم لتحصد معها البشر جملة وتفصيلا. وكل صيحات الاحتجاج العالمية التي يطلقها بعض الغيورين على البيئة العالمية وعلى كوكبنا العجيب لا يعيرها مسؤولو الحكومات في العالم الصناعي أي اهتمام، بل تزيدهم إصرارا على تجاهلها وعلى المساهمة في تدمير البشرية والإنسانية. إنه قانون الغاب بالفعل.

لم يحدث أن استولت الكوارث والأوبئة والأمراض الخطيرة الناتجة عن أفعال البشر كامل اهتمام منظمات الأمم المتحدة والمنظمات المستقلة بطريقة تفيد أنها قادرة على فرض تغيير واقعي على ما يقع في العديد من البلدان المساهمة في تدمير البيئة وخلق المزيد من الأوبئة فوق كوكبنا الأرضي. بل كانت هذه المنظمات قريبة إلى سلوك منطق المهادنة مع دول صناعية تساهم مساهمة مباشرة في انتشار غلإشعاع الحراري وغيره من الإشعاعات الأخرى التي تؤثر على الغلاف الجوي للكرة الأرضية، ولا تستطيع في نفس الوقت أن تفرض عليها قرارات تمنعها من الاستمرار في هذه الأفعال التدميرية. وكل همِ هذه المنظمات الدولية هو التنديد وكتابة التقارير التي تبقى حبرا على الورق ولا يتم تفعيل أي قرار ملزم لدولة صناعية كبرى من الحد من سلوكاتها الصناعية المدمرة للبيئة والناس.

وإذا ما نظرنا إلى الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم نجد أن العولمة بكل تجلياتها التي ساهمت في خلق تنافسية صناعية لم تضع في نصب أعينها كل التحذيرات التي قادت إلى تدمير البيئة وخلق أوبئة وأمراض انتشرت بين البشر كانتشار النار في الهشيم، فأصبح للعولمة جانبها السلبي المدمر، وأصبحت قادرة على إنتاج أمام منظمات منتشرة في العالم تؤمن بالسلام وببيئة صحية وسليمة لمواجهة كل السلوكيات المدمرة التي تقدم عليها العديد من الحكومات في العالم الصناعي الذي لا يؤمن إلا بالإنتاج والمردودية بطريقة عمياء لا تعير اهتماما لتحذيرات العلماء والمهتمين.

إن النمو الهائل الذي أصبح باديا على العديد من الدول التي تصنف على أنها دول صناعية كبرى، بل وتضافر التصنيع فيها وثورة الإنتاج غير المبني على محاذير بيئة ساهم في تدمير المناخ العالمي وزاد من انتشار الإشعاعات الحرارية وبالتالي التأثير على الغلاف الجوي لكوكبنا الأرضي. ولعل البحث عن تحقيق الإنتاج بوفرة ومنافسة القوى الأخرى جعل البعض من الدول تتراجع عن التزاماتها وعن توقيعها للعديد من المواثيق والعهود التي تمنع تدمير البيئة، وتتنصل كذلك من كل التزاماتها المادية والمعنوية تجاه منظمات تناهض هذا التدمير الممنهج.

وتوضح الوقائع والأحداث الناتجة عن فعل الإنسان أن هناك احتمالا كبيرا لزيادة نسبة التدمير للبيئة والطبيعة والأرض، وبالتالي القضاء على الوجود البشري سواء عن طريق الكوارث أو عن طريق أمراض وأوبئة تؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي والبشري على كوكبنا المسكين الذي أصبح لا حول له ولا قوة أمام إصرار بشري على تدميره وإضعاف مناعته ضد الكوارث والأمراض والأوبئة المختلفة. بل سيكون من الصعب مستقبلا التحكم في نزيف التدمير والتخريب الذي تنتجه هذه الكوارث والأوبئة بحكم فشل الحكومات في العالم عن مواجهة هذه المخاطر التي أصبحت تتعدى قوة البشر وذكائهم في مواجهتها وتتحدى كل الاكتشافات العلمية للحد منها .

ومن المفترض على الإنسان اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يبحث عن مخرج للخروج من هذه الأزمة الكونية المتمثلة في تدمير الإنسان والطبيعة وإنتاج الأوبئة والكوارث المختلفة والمخربة للكوكب والكون كله. فالنموذج الأمثل الذي يجب على العالم التوحد حوله هو خلق تكتل عالمي للبحث عن طريقة مثلى لإيجاد الحلول ورفع مستوى النحدي ضد كوارث وأوبئة بدأت تحصد الملايين من الأرواح وتدمر الملايين من الهكتارات من الأراضي الزراعية التي تعتبر الموئل الكبير للناس فوق كوكبنا الأرضي. على أن كل الأبحاث لن تجد لها كبير أثر إذا لم تكن محط اهتمام كل العالم واهتمام كل الناس بكل توجهاتهم وعرقياتهم وجنسياتهم بحكم أنهم يشتركون نفس الكوكب .

إن أهمية الإنسان في تحقيق التوازن الطبيعي فوق كوكبنا الأرضي يقودنا سريعا إلى الوصول إلى نتائج مهمة وقادرة على الخروج بالبشرية من هذا النزيف الطبيعي والبشري. وبالتالي فالإنسان هو المخول أولا للبحث عن حلول ناجعة لإيقاف هذا التدمير الخطير، بل هو القادر على فك رموز أحداث كارثية ساهم بنفسه في خلقها وإنتاجها .



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

وباء، أوبئة، الأمم المتحدة، كوارث، كارثة، بيئة، كوكب الأرض، مستقبل الأرض،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الروائية زهرة المنصوري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة قراءات نقدية في أعمالها الروائية
  العدد الثامن من مجلة "الموروث" يحتفي بالثقافة الشعبية وموروثها الثقافي
  مجلة ذوات (41) تناقش موضوع "الإسلام السياسي والثورات العربية"
  العدد 40 من مجلة ذوات: الإسلام السياسي وأزمة الانتماء
  في عددها 34: مجلة "ذوات" تحتفي ثقافيا بالكتابة النسائية في مواجهة العنف
  مجلة "ذوات" تثير سؤال التاريخ في الدراما التلفزيونية
  مجلة "ذوات" تفتح ملف المنظمات الإسلامية في العالم العربي ودورها التضامني الإنساني
  الأدب الشعبي والموروث الثقافي: عناوين العدد الثاني من مجلة "الموروث"
  ينظم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم بشراكة مع مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي ندوة دولية بعنوان: "من أجل بيداغوجية جامعية تنفتح على المحيط وتتفاعل معه"
  عبد الله سليماني: بقدر ما أنا سعيد بحضوركم المميز بقدر ما أنا حزين بانتهاء الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  سعيد عاهد: ذاكرة متشظية وعلاقات متعددة
  لقاء الشعر: مع سعيد التاشفيني ومراد الخطيب
  "عزلة الكاتب" لمحمد عبد الفتاح، و"مسار طفل" لمحمد الشعالي في مساء السرد
  ياسين عدنان: رواية "هوت ماروك" رواية تعبير عن التلفيق والتدليس في الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  "هسيس الذاكرة": توقيع ديوان الشاعر مراد الخطيبي بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا
  الشعر المغربي الحديث، موضوع العدد الجديد 15/16 من مجلة عبقر السعودية
  "قفل فرنسا 1880" جديد الإصدارات القصصية للكاتب المغربي إبراهيم الحجري
  بمناسبة اليوم العالمي للشعر: المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني تنظم ملتقى "أشعار وأوتار"
  العولمة وأثرها على اللغة العربية
  "أزمة النخب العربية: الثقافة والتنمية": قراءة في كتاب الدكتور حسن مسكين
  الدورة التكوينية الثانية في الطرق الحديثة لتعديل سلوك طفل التوحد
  المفسرون المغاربيون المعاصرون (*)
  تباعد الأزمنة وتقارب الغايات: قراءة في كتاب "رحلتان إلى اليابان"
  صدور العدد 19 من مجلة "الثقافة الشعبية"
  علي القاسمي يلقي مرساة الغربة في رواية "مرافئ الحب السبعة"
  العقل السياسي: رؤية نقدية
  السياسة وتطلعات المواطن
  المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم: قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي
  المسرح والدعوة إلى التجديد(5)
  المسرح والدعوة إلى التجديد(4)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، نادية سعد، مجدى داود، عراق المطيري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، محمد يحي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، جاسم الرصيف، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، تونسي، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، منجي باكير، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، عمر غازي، يحيي البوليني، عواطف منصور، سيد السباعي، د - صالح المازقي، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، د - عادل رضا، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، د- جابر قميحة، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، محمود طرشوبي، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، أحمد الحباسي، حسن عثمان، صالح النعامي ، أبو سمية، رمضان حينوني، سامح لطف الله، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة