البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عقلانية أم براجماتية أم انهزامية؟

كاتب المقال د. محمد مورو   
 المشاهدات: 9059



بدلًا من بناء نهضة شاملة عن طريق مشاركة جماهيرية واسعة، واستنادًا إلى الذات وتطويرها والاستفادة من كل العلوم والتقنيات العصرية، أو حتى انتزاعها انتزاعًا كما يطرح أصحاب المشروع الإسلامي للنهضة، فإن العلمانية التي حكمت بلادنا منذ قرنين تقريبًا، تعمدت تخريب الذات واستبعاد الجماهير بل وقمعها، ثم اختزلت مفهوم النهضة الصحيح إلى مجرد حداثة، تُعنى باستهلاك السلع الغريبة دون الحصول على البنية الصناعية اللازمة لإنتاج هذه السلع؛ وبذلك بددت الثروات العربية الهائلة في استيراد أحدث المقتنيات والسلع الاستهلاكية، وبعبارة واحدة؛ بددت الثروة وأحدثت انفصامًا في الشخصية العربية.

وفي تطور أخير له ما وراءه، قدمت لنا العلمانية شعارًا جديدًا يكشف عن الكذب والنفاق وإرهاب المصطلح، وهو "العقلانية"، وحولت هذا المصطلح إلى أيديولوجية كاملة لها سماتها، رغم أن العقل والعقلانية والأسلوب العقلي والعلمي والمنطقي أمر لا علاقة له بالأيديولوجية، ولا يمكن أن يشكل أيديولوجية في حد ذاته.

وبديهي أننا لسنا في حاجة هنا إلى أن نؤكد ما هو معلوم من الدين والتاريخ والحضارة والواقع بالضرورة؛ من أن الإسلام دين عقلاني، والحضارة الإسلامية حضارة عقلانية، أو دعوة القرآن الكريم في عشرات الآيات إلى التفكير واستخدام العقل والنظر والتدبر، بل جوهر الحوار القرآني والإسلامي عمومًا مع خصوم يدور حول دعوتهم إلى استخدام العقل، أي أن العقلانية واللاعقلانية محاولة لإخفاء السيئات النظرية والأيديولوجية الغربية تحت مصطلح يخفي معالمها ويروج سُمَّها بيننا.

على أي حال يعترف الدكتور "برهان غليون"، في كتابه "اغتيال العقل": (أن العقل ليس اكتشافًا جديدًا في الثقافة العربية، ولا هو غرة للحضارة الغربية). وكذا يعترف كلٌّ من "زكي نجيب محمود" و"محمود أمين العالم" بأن الإمام الغزالي، وهو عند العلمانيين أسوأ الصور الفكرية الإسلامية وأشدها تخلفًا: (عقلاني النظر إلى أقصى الحدود) [الوعي والوعي الزائف، محمود أمين العالم].

ويقول محمود أمين العالم أيضًا: (فالحق أنني أجد في الكثير مما كتب الغزالي مستوى رفيعًا من النهج العقلاني)، وما دام الأمر كذلك؛ فلماذا تلك الدعوة الغربية حول لاعقلانية التيار الإسلامي، أو لاعقلانية الحضارة الإسلامية، أو لاعقلانية الثقافة العربية؟!

الأمر في جوهره ليس دعوة للعقلانية، بل هو دعوة للبرجماتية في أسوأ صورها وتطبيقاتها، المطلوب هو القضاء على العقل العربي والإسلامي، وبناء عقل جديد يتحرر من كل شيء، ويعود إلى نقطة الصفر، والاعتماد فقط على جزئيات الواقع الموجود، أي الاعتراف بشرعية هذا الواقع، ثم عقلنته.

والواقع هو "إسرائيل" والنظام الشرق أوسطي والإنسان الشرق أوسطي، بدلًا من الإنسان العربي والإسلامي، هو النظام الدولي الجديد؛ اقتصاد السوق، هو البنك الدولي والتبعية، وعقلنة هذا الواقع تحت شعار "العقلانية".

هو أن يصبح عدوي هو صديقي، ويصبح "الإسرائيلي" مثلي إنسانًا شرق أوسطي، ويمكن التعاون في إطار سوق أوسطية تكون "إسرائيل" فيها صاحبة التكنولوجيا والخبرة، ويكون العرب أصحاب الماء والثروات والأرض، ويكون الاقتصاد الوطني جزءًا من الاقتصاد العالمي، أي أن المسألة ليست عقلانية؛ بل انهزامية، وربما أيضًا صهينة وأمركة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عقلانية، علمانية، محاربة الإسلام، براجماتية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-06-2009   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، سلوى المغربي، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، عواطف منصور، تونسي، د. طارق عبد الحليم، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامح لطف الله، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم فارق، أنس الشابي، صلاح الحريري، أحمد بوادي، أبو سمية، عراق المطيري، صالح النعامي ، حاتم الصولي، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، يحيي البوليني، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، رمضان حينوني، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، حسن عثمان، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، رافد العزاوي، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، العادل السمعلي، نادية سعد، كريم السليتي، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، سعود السبعاني، مصطفى منيغ، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، علي عبد العال، عبد الله الفقير، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة