البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نزيف هجرة الادمغة في تونس في السنوات الاخيرة

كاتب المقال أنيس التومي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 432


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انتهجت الدولة التونسية في مجال التعليم منذ الاستقلال في سنة 1956 سياسة إجبارية التعليم ومجانيته مما قلص بشكل كبير نسبة الأمية في المجتمع التونسي.
وتواصلت هذه السياسة في كافة المراحل التي عاشتها تونس إلى يومنا هذا
وفي إطار تطوير هذه السياسة عرف التعليم في تونس تطورا لافتا و ملحوظا خلال بداية الألفية الثانية وذلك بتوجيهها إلى الصناعات التكنولوجية المتطورة ذات القيمة المضافة العالية خاصة بعد احتضان تونس للقمة العالمية لمجتمع المعلومات سنة 2005.
و بذلك أحدثت عديد الشعب التكنولوجية في كافة الجامعات التونسية التي يتلقى فيها الطالب دروس و محاضرات متنوعة خاصة في مجال لغات البرمجة.
وبغض النظر عن جودة التعليم في العديد من هذه المؤسسات العلمية أصبحت تونس تعج بالمتخرجين في هذا المجال مما شجع المئات من الشركات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها للانتصاب في تونس لاستغلال هذه الموارد البشرية الهامة الزهيدة و ذات الكفاءة العالية من ناحية و لاستغلال التشجيعات الكبيرة التي تقدمها الدولة التونسية للشركات الأجنبية وخاصة منها المعدة كليا للتصدير من خلال إعفاءها من عديد الضرائب من ناحية أخرى.
أسفر هذا الوضع الى تكوين جيل جديد من المبرمجين و العاملين في هذا المجال ذات تكوين عالي ومتميز يضاهي في قدرته في الابداع ما يوجد في البلدان المتقدمة خاصة بعد الاحتكاك المباشر مع المسيرين و المكونين في هذه الشركات
ومن جهة أخرى ظل الكثير من المتخرجين الذين لم يلتحقوا بهذه الشركات لأسباب يطول شرحها عددهم بعشرات الآلاف عاطلين عن العمل أو يعملون في وضع أقل ما نقول عنه هو وضع مزري.
و بعد التحولات السياسية والاقتصادية التي عرفتها تونس سنة 2011، أغلقت العديد من هذه الشركات الأجنبية واختارت أن تتحول للانتصاب بالمغرب نظرا للاستقرار الأمني والاجتماعي وتوفر موارد بشرية ذات كفاءة.
هذا الأمر أحال العديد من الموظفين في تلك الشركات إلى البطالة القسرية و زاد من تفاقم الوضع للمتخرجين حديثا والذين لم يجدوا شغل في السابق.
نظرا لهذه العوامل أصبحت الهجرة أمرا حتميا لهؤلاء فزادت طلبات الإقامة في البلدان الأوربية بصفة غير مسبوقة خاصة في السنوات الأخيرة ووصلت إلى مستويات قياسية خاصة نحو فرنسا وألمانيا.

وانتصبت عديد الشركات العاملة في هذا المجال بطريقة قانونية او غير قانونية والتي تقوم يوميا بتسفير العشرات من الكفاءات التونسية إلى الخارج بعد تقاضيها لعمولات هامة مقابل إيجاد الكفاءة المناسبة. بل أصبح تجميع السير الذاتية للعاملين في مجال التكنولوجيا في تونس تجارة مربحة للعديد من مقتنصي الفرص.

وفي هذا الإطار وعدت الحكومة الفرنسية بتسهيل اجراءات الهجرة لحاملي الشهادات التونسيين لتسير التحاقهم بالشركات الموجودة هناك حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة .

أدى هذا النزيف لعدة مشاكل خاصة للشركات الوطنية التي أصبحت تجد صعوبة كبيرة في إيجاد الكفاءات المناسبة فضلا على استحالة الإبقاء على موظفيها الحاليين نظرا لعدم استطاعتها توفير ما تقدمه الشركات الأوروبية لموظفيها.
أما الدولة التونسية الآن هي عاجزة وتقوم بدور المتفرج على هذا النزيف الذي لن يتوقف في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة حاليا.
و يبدو ان الحكومات المتعاقبة لم تعر الاهتمام اللازم لهذا الأمر وذلك يتجلى أننا لم نرى مسؤولا واحدا تطرق لهذا الأمر.

-------
أنيس التومي / تونس
باحث في علوم التسويق الححديث
--


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الهجرة، هجرة الأدمغة، الكفاءات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-03-2023  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
العادل السمعلي، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، خالد الجاف ، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، علي الكاش، أحمد النعيمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، عبد الله الفقير، فهمي شراب، رضا الدبّابي، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، صفاء العربي، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، محمود طرشوبي، مصطفي زهران، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، رمضان حينوني، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، أبو سمية، أحمد ملحم، سلام الشماع، فتحي العابد، علي عبد العال، صلاح المختار، الهادي المثلوثي، نادية سعد، تونسي، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، سامح لطف الله، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، صالح النعامي ، رافع القارصي، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة