الدكتور"العوّا" يتحدث عن الرّدة، ويتهم الفاتيكان بإعادة العالم لعصر الحروب الصليبية

صبحي عبد السلام
المشاهدات: 8154

أكد الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن سقوط شهداء ومصابين من الشعب المصري ‏في سبيل الحصول على رغيف الخبز هو جريمة ترتكبها الحكومة، التي عجزت وفشلت في توفير أدنى مقومات الحياة ‏لمواطنيها متمثلة في رغيف الخبز. ‏

وطالب العوا المصريين بانتزاع حقوقهم قائلا :"اجلسوا في الشوارع .. ماتروحوش حتى تحصلوا على حقوقكم" ، إلا أنه ‏عاد وأكد في الوقت ذاته عدم مشروعية الخروج على الحاكم أو رفع السلاح أو استخدام العنف حتى ولو كان هناك اختلاف ‏مع الحكومة . ‏

وأكد العوا في كلمته التي ألقاها في الندوة الشهرية التي يقيمها صالون المقطم الثقافي برئاسة الدكتور حسن الحيوان أن ‏الحكومة ارتكبت خطأ كبيرا بخضوعها للضغوط التي مارستها الكنيسة القبطية أثناء أزمة السيدة وفاء قسطنطين والتي ‏انتهت بموافقة الحكومة على تسليمها للكنيسة.. مؤكدا أن الكنيسة تخطت حدودها بإكراه وفاء قسطنطين التي اختارت ‏بمحض إرادتها اعتناق الإسلام. ‏

كما ندد بدور الكنيسة وموقفها من العرض المسرحي الذي عرضه عدد من الكنائس وتم توزيعه على أقراص مدمجة (سي ‏دي) بعنوان "كنت أعمى وأصبحت بصيرا"، مشددا على حرية كل فرد في اعتناق الدين الذي يقتنع به تطبيقا لمبدأ "لا ‏إكراه في الدين". ‏

وحول حكم التعامل مع المسلم الذي يرتد عن الإسلام ويعتنق دينا آخر، قال إن كل إنسان حر في اختياره الدين الذي يعتنقه، ‏مشيرا إلى أن الفقيه ابن تيمية أوضح أن الحد على المرتد عن الدين الإسلامي في حالات محددة، وهي أن يتم قتل المرتد ‏المحارب إذا ارتد أثناء الحرب بين المسلمين وأعدائهم، وذلك خشية أن يتسبب في الفتنة بين الجيش المسلم، كما تتم إقامة ‏الحد على المرتد وقتله إذا لم يكتف بارتداده عن الإسلام وقام بدعوة غيره إلى الردة، سواء كانت هذه الدعوة من خلال ‏إصدار الكتب أو الدعوة في وسائل الإعلام، أما إذا ارتد أي إنسان عن الإسلام ولم يلحق أي أذى بالمسلمين فإنه يجوز تركه ‏وعدم إقامة الحد عليه وقتله.‏

وفيما يتعلق بحوار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع الفاتيكان، أعلن العوا رفضه القاطع للحوار مع دولة الفاتيكان، مؤكدا ‏أنها مؤسسة تنهار وفقدت احترامها، وأن البابا الحالي بسياساته ومواقفه الحالية يعود بنا إلى عصر الحروب الصليبية ‏ويروج لها.‏

أما بالنسبة لحملات التطاول والإساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، سواء عبر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك ‏أو فيلم "فتنة" في هولندا ، فقد دعا الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين إلى مقاطعة شعبية تؤلم وتوجع هولندا والدنمارك ‏وتجبر حكومات هذه الدول على إصدار تشريعات تجرم الإساءة للأديان ، لافتا إلى أن المقاطعة الشعبية تصيب الدنماركيين ‏والهولنديين بالجنون ، خاصة أن المقاطعة لسلع الدنمارك في الأسبوعين الماضيين ألحقت بها خسائر قيمتها 200 مليون ‏يورو.‏

وردا على سؤال عن تضارب الفتاوى بخصوص العمليات الاستشهادية ، قال العوا إن هذا الاختلاف يرجع إلى أهواء ‏العلماء الذين يفتون بتحريمها ، وأن مقاومة الاحتلال واجب شرعي وفرض على كل مسلم لتحرير أرض المسلمين من ‏الاحتلال ، متسائلا عن السبب الذي أتى بالإثيوبيين إلى الصومال وبالأمريكيين إلى العراق وأفغانستان .‏
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي هي فرض وأمر شرعي ، وأننا إذا لم نجاهد لتحرير فلسطين ‏فسيستبدلنا الله ويأتي بقوم غيرنا يجاهدون لتحريرها، مشيرا إلى عدم جواز التسوية بين الإرهاب المشروع والإرهاب ‏الممنوع ، لافتا إلى أن الإرهاب المشروع مثل العمليات الاستشهادية وما تقوم به المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق ‏وأفغانستان والصومال ولبنان .‏

وندد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بموقف بعض الحكومات العربية التي أدانت العملية التي قام بها الشاب ‏الفلسطيني وقتل فيها عدد من الإسرائيليين داخل المدرسة الدينية بالقدس ، مشددا على أنها تدخل ضمن الإرهاب المشروع ‏لتحرير الأرض ، وأن المقاومة الفلسطينية نجحت في أن تتزايد الهجرة العكسية من إسرائيل.‏
من جهته ، أكد الدكتور حسن الحيوان رئيس صالون المقطم الثقافي في كلمته أن ظاهرة المد الإسلامي هي أكبر ظاهرة ‏سياسية اجتماعية في العصر الحديث ، وتمتد تأثيراتها على كل مجريات الأمور في الشرق والغرب ، رغم أن المسلمين ‏حاليا في حالة تخلف وتراجع حضاري ، منتقدا عجز المسلمين عن توصيل رسالتهم وشرح رسالة الإسلام الصحيحة ‏للآخرين.‏

02-04-2008 almesryoon.com

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك