البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مخانيث الحراك المواطني والشارع الديمقراطي (*)

كاتب المقال د. زهير اسماعيل - تونس   
 المشاهدات: 570


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الخروج من "الوظيفيّة" عملية صعبة، وتتطلب شجاعة سياسية لا تتوفّر إلا قليلا، لأنّها لو توفرت لحَمَتْ صاحبها من الوظيفيّة.

لكن مغادرة الوظيفيّة ليست مستحيلة. وتُصبح ضرورة، عند الوظيفي، عندما يشتدّ الفرز وينذر ببلوغ مداه (انقلاب/ديمقراطية) ويكون المرور إلى ابتداع العناوين والخلاصات السياسية المناسبة (جبهة خلاص مثلا..) المعبرة عن مراحل متقدمة من المواجهة.

والخطوة الأولى للخروج من الوظيفيّة غالبا ما تكون بالمزايدة على الجهد المبذول وخلاصاته السياسية بدل المراكمة عليه دعما ونقدا وتسديدا. فيكون المقترَح صورةً مطابقة للسائد من جهة السقف السياسي والهدف (إسقاط الانقلاب). وهي مطابقةٌ لا يحجبها التصرف في صفة الإطار السياسي (خلاص، وطنية، ديمقراطية).

لحظة المزايدة هي في حكم المنزلة بين المنزلتين بين الانقلاب والشارع الديمقراطي. وتكون هذا المنزلة أشدّ إحراجًا عندما يكون من هو فيها "داخل لسوق الزعامة بلا شروطها". والتزعّم طموح مشروع، ولكنه لا يتحقق خارج شروط موضوعية تكون الرغبة الفردية من بينها ولكنها لاتكفي وحدها لتحقيقه.

هذه المنزلة بين المنزلتين والعجز عن الخروج من الوظيفيّة رغم الالتحاق بمواجهة الانقلاب تغري بتسمية هؤلاء المترددين والمزايدين بـ"مخانيث الحراك المواطني والشارع الديمقراطي". وليس في التسمية منحى تهجينيا، بقدرما هي محاولة لرصد حالة تردّد ولحظة انتقال يجب ألاّ تصبح مستقرا وقاعدة تبنى عليها المواقف السياسية.

وكما أنّه لهؤلاء مطلق الحرية في اختيار السقوف التي يريدون، فإنّ من انخرط في مناهضة الانقلاب لا يمكن أن ينزل تحت سقف استكمال إسقاط الانقلاب وإعداد البديل الديمقراطي بمرجعيّة الدستور والديمقراطية، وإلاّ بقي تحت سقف 25 وإن توّهم مغادرته.

وإنّ من دعا إلى عنوان مدعوّ إلى المضيّ فيه، فمن شأن الممارسة أن تُفصح عن الهدف السياسي وترسم سقفه. وهذا معنى "إذا اختلفنا فلنمارس": جملة تصلح لسياسة الاختلاف داخل الجسم السياسي الواحد وبين الأجسام السياسية المختلفة. فالممارسة تُخرجنا من المزايدة اللفظية إلى الفعل. والمرجو "إضافة عمودية"، أمّا "الإضافة الأفقية" بما هي مجاورة بين المتطابقات فإنها لا ترتقي إلى أن تكون"خبرا".

وفي كلّ الأحوال فإنّ خصوصية المرحلة واتجاه الفرز إلى الجذريّة لن يسعفا حالة التردّد التي عليها البعض، فبين الانقلاب والشارع الديمقراطي مساحة سياسية في انحسار سريع ستختفي مع لحظة الحسم (في أيّ اتجاه كان هذا الحسم). فلْيَخْتر كلٌّ موقعه.

———
(*) قياسا على عبارة "مخانيث الخوارج" تسمية أسندت إلى أهل الاعتزال من قبل خصومهم فسمّوهم المعطّلة، والقدرية، والجهمية، والمثنوية، و"مخانيث الخوارج" (في اختلافهم عن الخوارج في موضوع مرتكب الكبيرة). بل إنّ عبارة "معتزلة" هي بدورها تسمية الخصوم، قبل أن تكتسب دلالة جديدة رسمها عطاؤهم الفكري والكلامي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، الثورة المضادة، إتحاد الشغل، اليسار الوظيفي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، سعود السبعاني، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، أحمد بوادي، أبو سمية، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، عمر غازي، عراق المطيري، كريم فارق، سيد السباعي، علي الكاش، محمد الطرابلسي، منجي باكير، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، مصطفى منيغ، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، محمود سلطان، أنس الشابي، حاتم الصولي، كريم السليتي، صفاء العربي، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، العادل السمعلي، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، تونسي، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، سلوى المغربي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة