البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8038


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تحل الدماء النازفة من رأسها ووجهها دون مواصلتها التشبث بتلابيب الجندي ذو الجثة الضخمة، لثنيه عن معاودة ما قام به. فقد جن جنون رابعة عندما شاهدت الجندي يقوم بوضع أحد ثلاثة من المقاومين الفلسطينيين الذين قامت وحدة خاصة في جيش الاحتلال بتصفيتهم للتو في حاوية للنفايات القريبة من المسجد الكبير في معسكر " المغازي " للاجئين وسط قطاع غزة،فخرقت هذه الفتاة نظام حظر التجول المفروض على المعسك، واندفعت لثني الجندي عن وضع المقاوم الثاني في الحاوية، فأوسعها الجنود ضرباً بأعقاب بنادقهم وركلاً بأرجلهم. كان ذلك في تموز من العام 1970، عندما كانت رابعة لم تتجاوز العشرين من العمر، والأن وبعد أكثر من 35عاماً لاتزال رابعة تذكر ذلك المشهد الأليم.

كان ذلك الجندي الضخم هو أحد أفراد وحدة " ريمونيم "، التابعة للواء المظليين، والتي كان يطلق الفلسطينيون على عناصرها " ذوي الطاقيات الحمراء " نسبة للون القبعات العسكرية التي يعتمرها افراد الوحدة. وكان الذي يقود هذه الوحدة مئير دجان الرئيس الحالي لجهاز " الموساد "، وكان وضع المقاومين القتلى في حاويات النفاية هي جزء من التعليمات التي أصدرها قائد المنطقة الجنوبية في ذلك الوقت الجنرال ارئيل شارون بدعم كامل من رئيس الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير، ووزير دفاعها موشيه ديان. ما ترويه رابعة حول الجرائم التي ارتكبتها " ريمونيم " تطبيقاً لتعليمات شارون، يرويه عشرات الالاف من الفلسطينيين في قطاع غزة. كان شارون يطبق في مواجهة حركة " الفدائيون " التي تعاظمت بعد حرب الأيام الستة، وتحديداً في قطاع غزة نظريته الامنية التي كان يطلق عليها " الصدمة سبيلاً للردع "، وهذه النظرية تقوم على ضرورة " صدم " الوعي الجمعي للفلسطيني بعمليات قمع قاسية من اجل اقناعهم بأنه من الأفضل لهم ترك خيار المقاومة. عناصر " ريمونيم " بشكل خاص وعناصر لواء " المظليين " كانوا مفوضين باطلاق النار على كل من يشكون به. ويذكر سلمان ابو بليم ( 73 عاما ) صباح ذلك اليوم من شهر شباط من العام 1970 عندما قصد مزرعته الواقعة للشرق من دير البلح، وسط قطاع غزة، ليجد اولاد جاره الثلاثة الذين غدوا على أرضهم لرعي قطيع الغنم الذي تملكه عائلتهم، و قد مزقت اجسامهم برصاص عناصر " ريمونيم ". ويعتبر شارون هو أول قائد عسكري يتوسع في تنفيذ العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين في القطاع. فكل من يشارك في عمليات المقاومة ولو بشكل غير مباشر كان يتم طرد جميع افراد عائلته للاردن، بعد تدمير منزلها. والى جانب دجان كان يعاون شارون في تنفيذ جرائمه الجنرال يوسي جينوسار الذي كان ضابطاً في جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلية " الشاباك "، والذي ارتقى في المنصب حتى وصل الى رتبة لواء، وبعد تسرحه من "الشاباك " وقبل موته كان شريكاً تجارياً لعدد من النافذين في السلطة الفلسطينية، وحلقة وصل سياسية بين قيادة السلطة ودوائر صنع القرار في الدولة العبرية.

الجرائم التي ارتكبها شارون في القطاع اوائل السبعينيات كانت في الحقيقة تواصلاً للجرائم التي ارتكبها منذ أن انضم للمنظمة " الهاجاناة "، الذراع العسكري شبه الرسمي للحركة الصهيونية قبل الاعلان عن الدولة العبرية في العام 1945.وبعد الاعلان عن الدولة لفت شارون الذي كان ضابطاً برتبة ملازم انظار قادة الدولة بسبب القسوة التي كان يتعامل بها مع الفلسطينيين. وفي العام 1952 عين قائداً لوحدة ( 101 ) الخاصة التابعة للواء المظليين، والتي اخذت على عاتقها تنفيذ عمليات انتقامية ردعية ضد عمليات التسلل التي كان يقوم بها المقاومون الفلسطينيون. ولعل ابرز ما قامت به هذه الوحدة كان تنفيذ مجزرة " قبية " في العام 1954. عندما قاد شارون قواته في حملة انتقامية ضد اهالي القرية التي تقع للجنوب من مدينة نابلس، بزعم انطلاق متسللين من القرية لتنفيذ عمليات داخل اسرائيل. أمر شارون بتفجير منازل القرية على رؤوس ساكنيها من اطفال ونساء وشيوخ، فقتل العشرات وجرح المئات. وفي العام 1956، وفي العدوان الثلاثي احتل قطاع غزة، وشارك شارون كقائد للواء المظليين في احتلال مدينة خانيونس جنوب القطاع، ونفذ هو و الجنرال ماتي بيليد مجزرة القلعة المشهورة التي قتل فيها العشرات من الاهالي.وقد تحول بيليد بعد تسرحه من الجيش الى تأييد حركات السلام الاسرائيلية، في حين ظل شارون يقدس " القوة العارية " سبيلاً للحسم. وفي العام 1982 وفر شارون الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع الظروف لتنفيذ حلفائه مجزرة " صبرا وشاتيلا "، التي قتل فيها الفين من الفلسطينيين. وبعد المجزرة تشكلت لجنة تحقيق اسرائيلية رسمية برئاسة القاضي إسحاق كاهن، وقد وجدت لجنة كاهن أن هناك "مسؤولية شخصية ملقاة على عاتق شارون"، فاضطر للاستقالة من منصب وزير الدفاع.ومع توليه منصب رئيس الوزراء في مارس من العام 2001 خلفاً لايهود براك، كان الشعار الذي رفعه شارون لمواجهة انتفاضة الأقصى هو " ما لم ينجز بالقوة، ينجز بمزيد من القوة "، فكان التوسع في تنفيذ عمليات الاغتيال ووصولها الى حدود غير مسبوقة طالت القيادات السياسية والروحية لحركات المقاومة، فضلاً عن تدمير منازل عوائل المقاومين وابعادهم. لكل ذلك يمكن فهم حالة الرضى والتشفي التي تسود الشارع الفلسطيني بسبب ما ألم بشارون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يهود، اسرائيل، فلسطين، شارون، مجزرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-07-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، العادل السمعلي، محمد شمام ، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، عبد الله الفقير، أنس الشابي، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، أبو سمية، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، أحمد ملحم، محمد يحي، سيد السباعي، مصطفي زهران، كريم فارق، د- محمد رحال، طلال قسومي، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، مصطفى منيغ، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، محمد عمر غرس الله، مجدى داود، صباح الموسوي ، تونسي، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، علي الكاش، عزيز العرباوي، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، رافد العزاوي، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، محمد الياسين، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، محمود طرشوبي، عواطف منصور، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، عمر غازي، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، علي عبد العال، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، خالد الجاف ، ماهر عدنان قنديل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة