البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7008


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عند تحليل نتائج الإنتخابات الإسرائيلية، فإن القاسم المشترك للقرآت العربية أن المجتمع الإسرائيلي انزاح نحو اليمين والتطرف، على إعتبار أن عدد المقاعد التي حصلت عليها ما توصف بـ " أحزاب يسار الوسط واليسار "، قد تهاوى من 63 مقعد الى 44 مقعد موزعة على كل من حزبي " كاديما " و " العمل " وحركة " ميريتس "، في حين حصلت الأحزاب اليمينية على 65 مقعد. أن هذا التحليل صحيح بصورة نسبية، فإن كان ثمة أحد يرى أن الإنتماء ليسار ويسار الوسط في إسرائيل يعني الإعتدال، فإن علينا أن نذكر الحرب الإجرامية الأخيرة على غزة والتي أشرف على تنفيذها كل من حزبي العمل وكاديما، والتي لم تجرؤ على شنها حتى أعتى الحكومات الإسرائيلية يمينية وأشدها تطرفاً، ناهيك عن مسلسل التسويف والمماطلة الذي تعاملت به حكومة كاديما والعمل مع ملف التسوية، وتحويلها مؤتمر " أنابوليس " إلى نقطة إنطلاق في تكثيف الأنشطة الإستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية. المفارقة أن هناك من العرب من يبدي أسفه لسقوط حكومة " كاديما والعمل "، وهي الحكومة التي عرفت بلاءاتها الشهيرة: لا لعودة اللاجئين، لا للإنسحاب الى حدود العام 67، لا لتقسيم القدس.

تواطؤ بلاثمن



أن أنظمة الحكم في دول ما يسمى بـ " محور الإعتدال " انزعجت من نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس لأن صعود اليمين الصهيوني سيضر بالقضية الفلسطينية أو حتى المصالح القومية للدول التي تحكمها تلك الأنظمة، بل لأن صعود اليمين سيعري هذه الأنظمة، ويحد من قدرتها على تبرير مواقفها المتخاذلة. ففي وجود اليمين الإسرائيلي لن يكون بوسع بعض الأنظمة العربية الزعم أن حركة حماس تهدد الأمن القومي لدولها، وذلك لتبرير محاصرة الحركة والتآمر عليها والتواطؤ مع إسرائيل في ضربها كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة، ومحاصرة الشعب الفلسطيني والضغط عليه على أمل أن يثور ضد الحركة. فعلى سبيل المثال ليس بوسع هذه الأنظمة تبرير موقفها من حماس في الوقت الذي يتولى فيه أفيغدور ليبرمان زعيم حزب " إسرائيل بيتنا " منصباً هاماً في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهو الذي يطالب بقصف السد العالي من أجل إغراق شعب مصر، وهو الذي انتقد سفر المسؤولين الإسرائيليين للقاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك، قائلاً " فليذهب مبارك للجحيم ". وليبرمان هو الذي يدعو إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في صحراء سيناء، فضلاً عن دعوته لتدمير القصر الرئاسي في دمشق. لن يكون من المريح لأنطمة الإعتدال أن يكرر ليبرمان دعوته لفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه، ونزع الشرعية عن وجود فلسطينيي 48 فوق أرضهم، ناهيك عن مطالبته بإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة من أجل القضاء على الوجود الفلسطيني مرة وللأبد.

بلا ورقة توت



في ظل وجود حكومة اليمين لن يكون بوسع " محور الإعتدال " بمواصلة التبشير بثمار " المسيرة السلمية "، فإن كانت حكومات الوسط واليسار في إسرائيل قد حولت المفاوضات العبثية إلى هدف بحد ذاته وهو ما راق لأنظمة " الإعتدال "، التي ظلت تواظب على تحميل حماس المسؤولية عن إفشال جهود التسوية، فأن الأخبار السيئة لـ " المعتدلين " العرب تتمثل في أن حكومة اليمين لن تقبل مواصلة مجرد المفاوضات رغم عبثيتها. نتنياهو في أحسن الأحوال سيعود لمعزوفة " السلام الإقتصادي "، أي العمل على تحسين ظروف حياة الفلسطينيين مقابل تنازلهم عن حقوقهم الوطنية، ومقابل كل ذلك، فأن حكومة اليمين ستطالب العرب بالتعاون معها في القضاء على حكم حماس، وضرب المشروع النووي الإيراني.

في ظل حكومة اليمين لن يكون بوسع النخب في العالمين العربي والإسلامي سواءً الحاكمة أو المثقفة تسويغ مشاركتها في مؤتمرات والتطبيع والتقارب بين الأديان التي تجمع المسؤولين الصهاينة بالمسؤولين العرب والمسلمين. فالكثير من قادة أحزاب اليمين الديني التي ستشارك في الحكومة القادمة يؤمنون بحكم " علقيم " التوراتي، والذي ينص على أنه يجوز قتل الفلسطينيين سواء كانوا شيوخاً أو أطفالاً أو نساءً وحتى الدواب. وعندما يسيطر الخطاب الصهيوني في نسخته الأكثر عنصرية وتخلفاً لن يكون من السهولة بمكان على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس نفث أكاذيبه و تمرير أحابيله وتضليله.

لا تطبيع



سيحرج عرب " الإعتدال " ولن يتمكنوا من تسويع تطبيعهم للعلاقات مع إسرائيل في ظل وجود حكومية يمينية، لسبب بسيط أن الساسة اليمينيين في إسرائيل لا يولون اهتماماً نحو التطبيع مع العرب. ففي العام 2004 رفض ليبرمان وكان وزيراً للبنى التحتية دعوة من قطر لحضور أحد المؤتمرات التي عقدت هناك، قائلاً إن إسرائيل ليست في حاجة لعقد مثل هذه المؤتمرات.

صعود اليمين للحكم سيكون مصدر حرج أيضاً للإدارة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وسيفضح المعايير المزدوجة وسياسة الكيل بمكيالين التي تحكم السياسات الأوروبية والأمريكية في كل ما يتعلق بالعلاقة مع العرب وإسرائيل. لقد لعب الغرب دوراً هاماً ومحورياً في فرض الحصار على الشعب الفلسطيني ومنع عنه الطعام والدواء وحرم أطفاله من الحليب فقط من أجل دفع الشعب الفلسطيني للتمرد على حركة حماس، لكن هذا الغرب أعلن بشكل واضح وجلي أنه سيواصل التعاون مع الحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل. على الرغم من هذا الموقف إلا أنه سيكون من الصعب أيضاً على الغرب تسويغ نفاقه، وسيكون عليه اتخاذ موقف أكثر أخلاقية عندما يعبر قادة الحكومة الإسرائيلية الجديدة عن مواقفهم العنصرية الواضحة والجلية، والتي تهون الى جانبها مواقف النازية والفاشية.

رب ضارة نافعة، فعسى أن يشكل صعود اليمين في إسرائيل نقطة تحول فارقة تدفع نحو بلورة ترتيب جديد لسلم الأولويات، ويتم إعادة تحديد التهديدات التي تواجه العرب، وبكل تأكيد يفترض أن تساهم التطورات في إسرائيل في فتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، والعلاقات العربية العربية.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، انتخابات، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-02-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، أبو سمية، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، محمد الياسين، منجي باكير، تونسي، نادية سعد، فتحـي قاره بيبـان، محمود طرشوبي، عمر غازي، فتحي العابد، ياسين أحمد، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، رافد العزاوي، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، طلال قسومي، فوزي مسعود ، أحمد النعيمي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، أحمد ملحم، عبد الله الفقير، كريم فارق، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، سلام الشماع، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، كريم السليتي، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، د - الضاوي خوالدية، حسن عثمان، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمد رحال، مجدى داود، سلوى المغربي، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، محمد العيادي، علي الكاش، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة