البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

لإخفاء معالم الجريمة.. هل يتم التخلص من رئيس الحكومة التونسية؟

كاتب المقال سليم عزوز   
 المشاهدات: 1074



لا أعرف حقيقة الصورة المتداولة لرئيس الحكومة التونسية المقال، وهي الصورة التي تؤكد صحة ما نُشر من تعرضه للاعتداء الغاشم في قصر قرطاج لإجباره على الاستقالة، وإذا كانت الواقعة صحيحة، لهبطت بقيس سعيد من كونه رئيس دولة إلى شبيح من الدرجة الثالثة، ذلك لأن ممارسة البلطجة لها أصول وقواعد!

لقد نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريراً عن تعرض رئيس الحكومة هشام المشيشي للاعتداء بواسطة ضباط "مصريين وإماراتيين"، يقيمون في الفترة الأخيرة في القصر الرئاسي، وهو أمر لو صح لفقد قيد سعيد ليس فقط شرعيته، ولكن - أيضاً - أهليته كمواطن، يستدعي "الأغراب" للاعتداء على تونسي مثله، هذا بجانب الخروج عن تقاليد ممارسة البلطجة. وكل المهن، ما يُحترم منها وما يُحتقر، لها تقاليد وضوابط تحكمها، ولكننا هنا نكون أمام شخص مسيّر لا مخيّر، مسلوب الإرادة، ويفتقد للحدود الدنيا التي تؤهله لممارسة منصب كالذي يشغله!

لقد كان الإعلان مبكراً عن قبول رئيس وزراء تونس (موضوع النزاع بين البرلمان والرئاسة) قرار إقالته من جانب الرئيس قيس سعيد، لكنه لم يظهر للناس، في وقت شاع أنه رهن الاعتقال. وربما فكر القوم في اعتقاله، لكن غيابه قد يدفع لقيام الأسرة بإعلان اختطافه القسري، فكان الدفع به إلى المنزل، ليتولى هو السيطرة على أسرته، فهل وقع عليه الاعتداء فعلاً؟!

القبول بالقرار

من العبث القبول بأن رئيس الحكومة (موضوع النزاع) قد استقال أو قبل إقالته بنفس راضية، ما لم يكن قد تعرض لضغوط هائلة دفعته لذلك، وعندما يدير الرؤساء ضغوطاً من هذا القبيل على شخصيات بهذا الحجم، فإنهم لا يهبطون إلى مستوى أداء شبيح من الدرجة الثالثة.

وقد مارس نظام مبارك ضغوطاً على المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، عندما قرر عزله، بما له من شعبية جارفة داخل الجيش، وكان من يدير المفاوضات معه في القصر الجمهوري هو أمين نمر، أمين عام جهاز المخابرات العامة، بينما مبارك يجلس في الغرفة المجاورة. ورضخ أبو غزالة بكل حضوره وقوته، لمجرد التهديد بالاعتقال، فليس من المنطق أن يترك لحاله ولمنصبه بعد هذا اللقاء، عندئذ قبل إقالته وتعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية، وهو منصب وهمي!

رئيس الحكومة التونسية ليس مناضلاً، أو مقاتلاً، فهو ليس أكثر من موظف قد يرفض الضغوط في البداية، لكنه في النهاية سيخضع لها في مواجهة ما تملكه السلطة وأجهزتها من قدرة على التهديد، دون ممارسته، ولم يكن الأمر يستدعي الاعتداء عليه على النحو الذي نشره موقع "ميدل إيست آي"، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا في سياق الرعونة والغباء المستحكم!

القرائن التي ترتقي إلى مرتبة الدليل تشير إلى أن واقعة الاعتداء صحيحة، وأولى هذه القرائن أنه عندما نشر هذا التقرير، انطلقت اللجان الالكترونية تطعن في مصداقية موقع "ميدل إيست آي"، وتنقل على لسان رئيس الحكومة المقال نفيه أن يكون قد تعرض للاعتداء في قصر قرطاج!

ولم يظهر رئيس الحكومة، ولا ندري ما هي الجهة الإعلامية التي نشرت هذا التصريح، وأين التقته، وما دام الرجل متاحاً على هذا النحو فلماذا لم يظهر بشكل مباشر؟ ولماذا لم تفكر أي وسيلة إعلامية في الالتقاء به ما دام مرحباً بإقالته ونافياً واقعة الاعتداء عليه من قبل ضباط في القصر الرئاسي؟

مصداقية الموقع البريطاني ليست محل شك، رغم الحملة الشعواء التي أطلقتها اللجان الالكترونية، وقد تبين أن موقع هذه الحملة منذ البداية في عاصمتين عربيتين: القاهرة وأبو ظبي. وهذا الموقع هو الذي سبق له أن نشر وثيقة الانقلاب التي سيقودها قيس سعيد، وهو تسريب من داخل الرئاسة، وقد أثبتت الأيام صحة المنشور، بما يؤكد أن له مصادره الخاصة داخل قصر قرطاج!

والموضوع الآن ليس مصداقية الموقع، فماذا ينتظر رئيس الحكومة ليظهر للرأي العام، ويمارس حياته بشكل عادي، وقد قبل بإقالته على النحو المنشور على لسانه، إلا إذا كان قد تعرض لإصابات كبيرة فعلا، يصعب معها ظهوره للناس؟ وهذا الغياب هو قرينة ترتقي إلى مرتبة الدليل على صحة واقعة الاعتداء!

والقرينة الأخرى أن البرلمان هو من منح ثقته في رئيس الحكومة، وإن كانت لديه رغبة في الاستقالة فكان ينبغي أن يقدمها للبرلمان، ليقطع الشك باليقين، ويقطع قول كل خطيب، وإذا كان الأمر بهذه السهولة، وأن لديه رغبة ملحة في وقف الصراع، وقد كان اختياره هو المشكلة، فلماذا كان مصرّاً طول الفترة الماضية على الاستمرار في موقعه مع احتدام حدة الصراع بين البرلمان والرئاسة، ومن أيلول/ سبتمبر 2020 وإلى الآن؟!

الطرف المجهول

إن هذا الإعلان من قبل الطرف المجهول عن قبول هشام لقرار إقالته من قبل قيس سعيد، قد لا يعني تعرضه للاعتداء، وقد يعني أن ضغوطاً معنوية قد مورست عليه. لكن هذا الغياب، وإن كان في جانب منه قد يعني عدم تسليمه بقرار إقالته، إلا أنه في المقابل قد يعني أن واقعة الاعتداء قد حدثت فعلاً، وقد يظهر مستقبلاً بعد أن تلتئم الجروح وتختفي آثار العدوان!

اللافت هنا أن من وجه تقرير موقع "ميدل إيست آي" أصابع الاتهام لهم؛ لم يهتموا بالرد على ما نشر، على خطورته، وكان أمامهم اللجوء للقضاء البريطاني وهو هنا لا يرحم، إذا كان المنشور غير صحيح، ويحكم بتعويضات هائلة، ويلزم الوسيلة الإعلامية بنشر تكذيب واعتذار بجانب التعويض في حال عدم صحة الوقائع. وقد كوّن الشيخ راشد الغنوشي ثروة من التعويضات التي حكم له بها القضاء البريطاني في فترة اللجوء، بسبب الهجوم الإعلامي عليه، وواقعة جريدة "الشرق الأوسط" السعودية نموذجاً!

قديماً قيل إن خبر اليوم بفلوس غداً سيكون مجاناً (وهو مثل شعبي نذكره بتصرف)، وإذا لم تكن أجهزة الاستخبارات العالمية قد سبرت أغوار ما جرى، فإن غداً ستنشر الحقائق، وإذا صحت الواقعة، فسيكون قيس سعيد يستحق لعنة التونسيين إلى يوم القيامة. فالصامت لن يصمت أبداً، وقيس سعيد هو ابن موت، وحتى لو نجح انقلابه، فلن يستمر في السلطة، فليس هو البديل المناسب لمن خططوا للانقلاب، ووجوده في الصورة لا يعني أنه قائده أو أنه رقم صحيح فيه!

فهل يتم التخلص كلية من دليل الاتهام، لإخفاء معالم الجريمة؟!





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، هشام المشيشي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-08-2021   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، محمد يحي، طلال قسومي، كريم فارق، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، منجي باكير، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، محمد العيادي، سيد السباعي، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد بشير، رشيد السيد أحمد، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، مجدى داود، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، أنس الشابي، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، أحمد بوادي، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، عزيز العرباوي، محمد الياسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، نادية سعد، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، تونسي، د. عبد الآله المالكي، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، صباح الموسوي ، حسن عثمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء