البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

حلف أعداء الديمقراطية يكشف عن وجهه في تونس

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 1429



يوم أمسك الرئيس قيس سعيد بمقاليد الرئاسة أعلنت الفاشية أنها لن تلتقيه، فهو عندها قادم من الثورة التي ليست أكثر من مؤامرة عبرية على بن علي ونظامه، ولاحقًا طلبت مقابلة الرئيس فرفض لقاءها دون إفصاح عن السبب وفهمنا حينها أنها قطيعة الرجل الديمقراطي مع الفاشية.

وعندما كانت تعربد في البرلمان محاولة مس السلامة الجسدية لرئيسه لم يسمح الرئيس بتدخل الأمن الرئاسي داخل القاعة لحماية رئيس البرلمان وحسبناها على الديمقراطية، لكن والفاشية تقتحم مقر جمعية قانونية تعمل في التراب الوطني بكفاءات تونسية وطبقًا للقانون التونسي غطى الأمن الرئاسي الاقتحام وحماه ولم يسمح لمن بالمكتب وأنصارهم أن يمنعوا الاقتحام، وأفقنا على وجه آخر للخديعة.

الفاشيست القدامى والجدد
هناك تحالف فاشٍ يعلن عن نفسه ضد الديمقراطية بين شقوق فاشية أضفنا إليها البارحة الرئيس وفريقه، وكنا قد حددنا سابقًا كل من انحاز إلى الفاشية وحماها في البرلمان ووقع على عرائضها وسار في مشروعها اليتيم ترذيل الثورة التونسية ومنتجاتها مثل البرلمان وعمله التشريعي والرمزي.

لقد تحدث الفاشيست البارحة حديث التحالف وأسفروا عن وجوههم بلا حياء، فإذا نحن أمام نفس الفريق الذي التف حول بن علي سنة 1990 وخاض معه حرب استئصال الإسلاميين.

هذه التكوينات السياسية لم تتغير في الجوهر، غيرت أسماءها وعناوينها السياسية وتحايلت على الثورة والمسار الديمقراطي لتعود من أبواب خلفية وتجر البلد إلى نفس المعركة التي أخسرته ربع قرن.

نكتب كل يوم أن نهاية هذه المعركة هي بداية التأسيس الديمقراطي الحقيقي ويبدو أنهم يقرأون لنا ويصدقوننا، لذلك يمنعون هذا الاحتمال لأنهم يعرفون أن بداية الديمقراطية هي نهايتهم، فمن لم يبلور فكرة جيدة أو خطة حكم طيلة وجوده السياسي (نصف قرن) ولم يمر بخلده إلا أن يقتل خصومه ويمنعهم من الحياة لا يمكنه أن يعيش داخل الديمقراطية أو أن يقدر فوائدها له ولغيره.

نحن إذن نجر من جديد إلى نفس المعركة، لكن هذه المرة أعدنا اكتشاف الوجه الآخر من خديعتنا في الرئيس المنتخب ديمقراطيًا ونراه يكشف عن وجهه الاستئصالي.

الخطة واضحة وسخيفة دومًا
لا عبقرية في الخطة، هي فقط جر الإسلاميين وحزب النهضة بالتخصيص إلى معركة عنف ليقوم الخطاب/العمل بعد ذلك على توريط لإسلاميين أعداء الديمقراطية المتربصين بها وطبعًا نعرف في تونس ومنذ الثورة من يمسك بشكيمة الإعلاميين ويوسوس لهم.

لقد صدرت أحكام قضائية برأت حزب النهضة من تهم تسفير الشباب إلى بؤر الإرهاب في سوريا خاصة وهي رواية كاذبة عاش بها الإعلام عشر سنوات (منذ انطلاق الثورة السورية) وقد ألف الفاشيست من حزب النداء والشبيحة لجان التحقيق في البرلمان ودفعوا ملفات إلى القضاء، وبعد سنوات من التداول صدرت أحكام، فوجدنا أن من يتهم النهضة بالتسفير مورطون في التسفير وقبضوا عمولتهم.

هذه البراءة أثارت جنون الفاشية فهاجمت مقر الاتحاد العام للعلماء المسلمين لأنها رأت أن براءة الإسلاميين من العنف ستظهر ساطعة ولا يمكن بعدها إعادة النقاش إلى هذه النقطة، أي سيفرض الأمر اختراع تهمة أخرى تستوجب خيالًا خلاقًا ومن أين للفاشية بالخيال الخلاق.

العجز عن إثبات تهمة الاغتيال السياسي والعجز عن إثبات التسفير وإدانة شهود الزور في قضية أخرى ملفقة بالقتل كلها صبت في صالح حزب النهضة بحيث يوشك أن يدخل الانتخابات بخطاب براءته من كل سوء لذلك وجب جره من جديد إلى العنف.

لم تفلح الفاشية في توريط نواب الحزب في العنف داخل البرلمان رغم تهجمها الشخصي على رئيسهم، فنقلت المعركة إلى الشارع حيت تتوقع وجود انفلات من شباب الحزب، فلم تظفر به في انتظار معركة أخرى.

السؤال الآن: لماذا انضم الرئيس إلى الفاشية وحماها؟ وهو الذي غنم تصويت الإسلاميين في الانتخابات وقد كان بإمكانه أن يصرح بعدم حاجته إلى أصواتهم.

نفس المنطق الفاشي، أصوات الإسلاميين حلوة في الصندوق لكن التعامل معهم كطرف سياسي ذي حقوق ممنوع، يصبح السؤال هل كان الرئيس خارج الحلف الفاشي قبل أن يصير رئيسًا؟ يبدو أنها خصلة أخرى نكتشفها بعد أن خبرنا لغته وشجاعته وطبيعة جملته (حول الخيانة العظمى)، لكن ماذا يكون مستقبل الفاشية في تونس؟

تقديرنا أن صبر الإسلاميين يدفع الفاشية إلى الجنون، صحيح أنهم يظهرون بمظهر الجبناء الهاربين لكن بين الصبر والتورط في العنف تبدو مكاسبهم الحزبية أفضل، لكن ما وضعنا نحن الذين ننتظر بناء الديمقراطية.

جر الإسلاميين إلى العنف ليس معركة الإسلاميين وحدهم، لقد خاضوها يومًا وحدهم فخسر البلد ربع قرن، واستدامتها هو جر البلد إلى معركة بن علي ويساره الفاشي والآن ينضم الرئيس إلى الحفل، حفل منع البلد من التقدم وفرض الأجندات الاستئصالية عليه.

إن انتظارنا أن يحسم الإسلاميون المعركة لندخل نحن على ساحة بلا فاشية يتحول إلى خيانة لا تختلف كثيرًا عن (اذهب أنت وربك فقاتلا)، المعركة ضد الفاشية هي معركة من أجل الديمقراطية لذلك فهي ليست معركة الإسلاميين وحدهم أو معركتهم قبل غيرهم، فهم بعض مكونات المشهد وإن كانوا الهدف الأول، لكننا نتذكر أنه لما استهدفهم بن علي في التسعينيات كان يمهد للقضاء على الديمقراطية وقد فعل ومن لم يحفظ ذلك الدرس يقف الآن مع الفاشية.

إن الحريات والديمقراطية ليست مغنمًا للإسلاميين وحدهم بل هي لمن يؤمن بها مهما كان انتماؤه لذلك وجب الدفاع عنها وليس بالضرورة أن يكون ذلك بجانب الإسلاميين، بل بالتوازي معهم، لذلك ندعو الذين يؤمنون بالديمقراطية أن يبرزوا للفاشية، فقد ركضت في الساحة وحدها طويلًا وقد آن الأوان للجم هذا الجموح الفاشي وإن كان معه الرئيس الذي لم يصدقنا في أي كلمة قالها منذ ظهر في السوق.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المضادة، عبير موسي، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-03-2021   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، فوزي مسعود ، أبو سمية، ياسين أحمد، د - عادل رضا، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، محمود طرشوبي، سلام الشماع، مراد قميزة، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، سيد السباعي، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، محمد يحي، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، حسن عثمان، نادية سعد، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، محرر "بوابتي"، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، صفاء العربي، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، د - مصطفى فهمي، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، أحمد ملحم، أنس الشابي، رافع القارصي، خالد الجاف ، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، علي الكاش، د. عادل محمد عايش الأسطل، إيمى الأشقر، عزيز العرباوي، صلاح المختار، منجي باكير، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء