البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

عيد ثورة حزين في تونس

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 1709



حزن مهيمن في سماء تونس. لم نحتفل بالثورة في تونس. لقد ألزمنا الوباء بيتونا فانكفئنا على أنفسنا إلا بعض مغامرين طاب لهم مناكفة الحجر الصحي. صار نجاحنا في التصدي للموجة الأولى ربيع 2020 حلما بعيدا. ونعيش في تونس بجملة مرة في حلوقنا هل صار نجاحنا دوما خلفنا. ونتهم الحكومات وزاد الرئيس المنتخب بنسبة عالية في مرارة حلوقنا. وجب أيضا أن نتهم التسيب الشعبي وعدم تصديق خطورة الوباء رغم أننا تجاوزنا ست مائة حالة وفاة (وكم بودي أن أقول شهداء). المرارة زادت في اليوم الذي لم نستطع فيه ممارسنا هوايتنا الثورية برفع الأعلام في الشارع الكبير. ما جدوى البحث عن الأسباب في بلد لا يتعظ من أخطائه. نحتاج ترويض العبارة كي لا تمر مرارة الجمل إلى قارئ غير معني بفرحنا الصغير في بلدنا الصغير.

خجلون من رئيسنا
في ذكرى الثورة حيث لا عيد ولا زغاريد نخجل من رئيسنا. فحتى الشهرين الأولين من انتخابه عشنا بأمل أننا أنقذنا به أنفسنا من منافسه اللص الصغير. لم نتصالح مع منافسه وهو في عيني وفي أعين الكثيرين لص أبدي لكن أملنا في الرئيس تلاشى كأن لم يكن ونحن نعيش عارنا خاصة أمام الفلسطيني الذي هنأنا بحرارة على تلك الجملة الثورية (التطبيع خيانة عظمى).

كانت جملة من قلب الثورة التي رفعت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين فإذا الجملة خطاب انتخابي سفيه وإذا الرئيس يقبل كتف من احتل بلده ونهب ثرواته وعمل على إجهاض ثورته ولا يزال يخرب اقتصاده. لم نجد الثوري وجدنا الإنقلابي الذي يتضايق من أحكام الدستور ويعمل جاهدا على تجاوزه بالاستيلاء على صلاحياته لم تخول له. (نقطة مضيئة في العتمة، قيمة دستورنا تزداد في أعيننا لقد احتاط المؤسسون لمثل هذه الحالة).

كانت الحكومة تعبث بالوضع الصحي (وتغرق في شبر ماء) وكان بإمكان الرئيس أن يتدخل بما له من صلاحيات دبلوماسية للاستباق والمشاركة في إنتاج اللقاح ليتسنى توفيره في أوقات مناسبة لكن الرئيس انشغل بتوسيع كرسيه ولم يتدخل إلا بعد فوات الأوان فإذا به يستلف اللقاح من الجزائر التي تصدقت شفقة على جار بائس. والله وحده يعلم إن كان المستقطع من حق الجزائريين سيكفي التونسيين.

لقد انتهى الرئيس في عامه الأول ونحن نعيش بشكل الرئيس لا بدوره. ولنا الله في حزن الثورة وفي أحزان كورونا.

خجلون من نخبتنا أيضا
عشر سنوات من النقار الأيديولوجي أسقطت كل الحكومات حتى صار عندنا جيش من الوزراء السابقين يتلمظون امتيازات المنصب بعد الخروج منه وينفشون علينا ريشا مزيفا في المقاهي. كأنهم دخلوا الحكومات من أجل لقب وزير سابق.

توجد حقيقة أشد سطوعا من الشمس، في هذه البلاد مكون إسلامي يمارس السياسة ويشارك يخطئ ويصيب (لم يضع القمر بيميننا ولا الشمس بشمالنا) لكنه ماكث بينا وله حق لكن يعيش بيننا قوم يرفضون التعامل مع هذه الحقيقة بصفتها تلك وإنكارهم المرضي يكلفنا اهتزاز الوضع السياسي برمته. في هذه المعركة وبسببها سقطت كل الحكومات منذ الثورة وانحرفت النقابة عن مسارها وتملكت حق تخريب البلد على من فيه لإقصاء هذا المكون ولو كلف ذلك انهيار البلد وهو ما نراه ماثلا يهدد المستقبل بعد أن خرب الحاضر.

كل من يعيش خارج هذه المعركة يشعر بأنه قوة مكبلة لا تفيد ولا تستفيد، فالمطلوب أن ننحاز إلى طرف كي تتسع المعركة، وكلفة عدم الانحياز هنا تحولت إلى عائق عضوي فنخبة البلد المستقلة عن معركة الأيديولوجيا تعاني الإقصاء من كل الأطراف وهذا يجعل عيد ثورتنا مرا والكلام في المستقبل نوع من التجديف السياسي.

إننا نشهد احتضان اليسار والقوميين للفاشية وتوسيع مجال عبثها بالمسار السياسي نكاية فقط في الخصم المرفوض حتى صارت كل كلمة ضد الحزب الفاشي ومهرجته الأولى تهمة انحياز إلى الخوانجية. كأنه ليس مطلوبا من النخب المستقلة بحر فكرها وموقفها أن تكون ضد الفاشية فهذه تهمة ولاء للإسلاميين. ولقد رأينا عجبا يحتفل فرقاء الأيديولوجيا بالثورة ويضعون أيديهم في يد الحزب الفاشي الذي ينكر الثورة ويعتبرها مؤامرة على بن علي ونظامه الفاشي. هذه النخبة الفاشية تخجلنا وليس مستغربا أن نجدها الآن منحازة إلى الرئيس المخجل.

سنحتفل بالثورة رغم ذلك
لقد احتفلنا بيوم الانطلاق (17) ونحن نعتبر أن ذلك هو العيد الحقيقي وليس يوم الرابع عشر (14) من يناير غير إننا نكثف الفرح بالحرية ونختلق المناسبات ونعم.

كل هذا الأسباب المخجلة ستنتهي في يوم غير بعيد. الثمن مكلف ومر ولكننا نشعر بضرورته لكي تتضح الصورة لكل غشيم. إنه فرز ضروري كل خيبة فيه درس لوحدها. الفرز يجري بأسرع مما جرى في تجارب أخرى سبقت تجربة تونس. ربما كنا استعجلنا الفرح ولكن الحرية حتى الآن لم تمس وإن رغب الكثير في تقليصها ولكن طير الحرية يرفرف فوقنا وما إرباك الوباء لفرحنا إلا أمر طارئ سيزول. نؤمن برغم المرارة أن سيبقى بهذه البلاد من يمارس الفرح الطفولي بالحرية وبالبناء.

تونس حضيرة بناء مفتوحة في كل مجال وعوام الناس من سيبنيها وقد بدأوا بمراكمة الوعي وما فعلوه بالنقابة في قفصة وصفاقس مؤشر وعي يبنى عليه ولا يستهان به. على ألسنة قوم كثير الآن، أن النقابة هي الجزء المتبقي من نظام بن علي وهو ينهار من داخله وينكشف خواءه وسوء فعله بالناس.

لقد انتقل الخوف إلى آخر مكون من مكونات المنظومة الفاشية أي النقابة وهي تحاول الحفاظ على هيكلها الخرب بتجاوز قوانينها الداخلية لأن القيادات المتصدرة الآن والتي قادت معركة الايديولوجيا عرفت أنه لم يعد لها قبول في القاعدة وهي على الكرسي الطيار في كل انتخابات محلية. (لذلك هي تمنع المؤتمرات المحلية كي تحافظ على أنصارها بشكل غير ديمقراطي) ومن لم ير في هذا مؤشر حرية فهو يحلل بأشواقه المريضة لا بالوقائع على الأرض. على هذه الأرض حدثت ثورة وخلقت ما يستحق الحياة وسنحزن لموتانا ونواصل الفرح.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، ذكرى الثورة، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-01-2021   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، محمد الياسين، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، عمر غازي، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، رافع القارصي، الناصر الرقيق، عواطف منصور، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، سلوى المغربي، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، العادل السمعلي، فوزي مسعود ، مجدى داود، أحمد النعيمي، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم فارق، منجي باكير، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، تونسي، أبو سمية، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، د - عادل رضا، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، د - صالح المازقي، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، صلاح المختار، كريم السليتي، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد شمام ، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، المولدي الفرجاني، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، محمود طرشوبي، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، أنس الشابي، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء