البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

مورو والغنوشي.. هل يبدأ صراع الشيخين الآن؟

كاتب المقال خباب عبد المقصود   
 المشاهدات: 2207



مورو رسمياً مرشح لحزب النهضة على مقعد الرئاسة، وهي الخطوة التي يخاف منها كثير من الإسلاميين في العالم العربي.

والسؤال الذي يجب طرحه الآن هو: لماذا مورو في الرئاسة والغنوشي في البرلمان؟
إجابة السؤال تكمن في عدة مستويات.. بداية لا يمكن للشيخين النهضاويين أن يجتمعا في مجلس واحد، ولا في سلطة واحدة!

طبيعتُهما المختلفة في التفكير وإن اتَّفقت مشاربهما لا تجعلهما متوافقين على طول الخط، وإذا كانت النهضة تبحث عن فوز حقيقي بمقعد رئيس الجمهورية، فهي تحتاج إلى رئيس توافقي يستطيع الناخب التونسي أن يعطيه صوته في المرحلة الثانية من الانتخابات.

وتشهد الحالة الانتخابية ضبابيةً حقيقيةً في مشهد مليء بالمرشحين المجاهيل في السياسة التونسية، وزخماً يعم بعد وفاة أول رئيس منتخب، وتحديد موعد مبكر للانتخابات.

مَن سيختارُ التونسيون مِن نجوم السياسة المرشحين؟
يوسف الشاهد، نبيل القروي، قيس سعيد، محمد عبو، عبدالفتاح مورو، عبدالكريم الزبيدي، عبير موسى، مهدي جمعة، حمادي الجبالي، حمة الهمامي… والقائمة مازالت تحمل أسماءً يمكن أن تكون رقماً في المعادلة الانتخابية.

نعود لمورو، الذي مشى وحيداً مرتجلاً خلفَ السبسي، لماذا تدفع النهضةُ بنائب مجلس الشعب والمحامي الأكثر شعبية من الإخوان أنفسهم عند الشعب التونسي؟

يتمتَّع مورو بشعبيته، نتيجة كونه محامياً ودعوياً متمسكاً بتراثه التونسي حتى النخاع، يضاف لذلك طبيعته المرحة، التي تُناسب الذوق التونسي، غير أنَّه ليس متشدداً دينياً، وهو أمر يُقلق كثيراً من التونسيين الذين يعتبرون الدين أساسياً في حياتهم، لكن تكوينهم البورقيبي جعلَهم في حياتهم اليومية أقربَ إلى العلمانية، أو الليبرالية في تقديرات أخرى كثيرة.

أما راشد الغنوشي، الصوت الأقوى في النهضة، فعندما يُقرِّر أن يكون برلمانياً فإنَّ الأمر يجب أن يجعل الجميع يضع عينه على منصب رئيس مجلس الشعب التونسي القادم! قد يكون هو الغنوشي نفسه، وتصبح السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في يد حزب النهضة الإسلامي، ذي الانتماء الإخواني فِكراً.

بعد ثماني سنوات من الثورة إذاً استطاعت النهضةُ الحصولَ على ضمانات من أصوات الناخبين، بعد الانتخابات البلدية العام الماضي، بأنها يمكنها أن تنافس وبقوة على كلِّ الصناديق.

لكن ماذا لو كانت الانتخابات القادمة وسيلةً أخرى لضمان السيطرة وتحويل الدولة الثورية الحديثة لدولة برلمانية، وأن تبتعد عن السلطة المركزية، فهل نتوقع من النهضة عرضَ تعديل دستوري لتحويل الدولة إلى دولة برلمانية، ويكون الغنوشي مديراً للبلاد لحين إجراء انتخابات مبكرة لانتخاب الحكومة.

الأسماء المطروحة للمنافسة كلٌّ له حيثياته في الحصول على أصوات، لكن يبدو أنَّ التونسيين دائماً على موعد مع أحد المحامين ليصبح حاكماً للبلاد.

يتمتَّع أصحابُ القانون في هذه البلاد بتقدير عالٍ في الحياة السياسية، يعرفون أزقَّتها تماماً، ويستطعيون تخديم مخاخهم (مصطلح تونسي) لنيل رضا الجمهور في تقديم برامج انتخابية تلقى رضا الكثيرين.

أزمة تونس ليست أزمة صراع سياسي على مناصب سياسية، لكنها أزمة اقتصادية، تحتاج برامج حقيقية ووعوداً ليست انتخابية فقط، يحتاجون لبرامج واضحة المعالم يمكن تحقيقُها في خُطط خمسية يلمسون نتائجها.

الاقتصادي الوحيد في المعركة الانتخابية هو رجل الأعمال نبيل القروي، لذلك استطاع الحصول على نصيب وافرٍ في استطلاع رأي نية الناخبين، وإن لم يكن هو المتصدر، لأن قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري استطاع أن يضع اسمه رقماً في المعادلة، لكن السبب الأكبر في عدم تصدُّر نبيل القروي للاستطلاعات يكمن في الحملات الممنهجة ضدَّه من منظمات المجتمع المدني، التي تتَّهمه بالتورُّط في قضايا فسادٍ مع نظام ما قبل الثورة، وتُنظر هذه القضايا حالياً أمام القضاء التونسي.

هل يجد التونسيون أنفسهم أمام إعادة في المرحلة الثانية مع رجال القانون، قيس سعيد وعبدالفتاح مورو؟ وهل يُغَلب التوانسة المستقل أم الحزبي؟ هذا حديث له وقته.

شخصية مورو التوافقية سياسياً وتونسياً وشعبياً قد تجعله صاحب الأولية في هذا السباق الثاني على منصب رئيس الجمهورية.

أما عن راشد الغنوشي وعبدالفتاح مورو فيمكن القول إن الغنوشي استطاع إهداء مورو فخ نهاية الخدمة السياسية في كل الأحوال، إذا فاز مورو بالرئاسة، فقد ضمن السلطة التنفيذية والتشريعية، وإذا خسر مورو الانتخابات فقد فاز الغنوشي بكونه أصبح الرجل الحديدي في البرلمان الذي يستطيع أن يتحكم في الكثير، بداية من تشكيل الحكومة وإسقاطها، بالإضافة للتوافقات السياسية في بلاد تحتاج لكثير من النصوص لتستقيم أمورها على نهج البلاد الديمقراطية.
ويبقى السؤال الأهم، اقتصادياً ماذا يمكن للمرشح الرئاسي تقديمه لبلاد قامت بها ثورة بالأساس من أجل الخبز؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، راشد الغنوشي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-08-2019   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: عربي بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، رضا الدبّابي، صفاء العربي، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، صباح الموسوي ، علي عبد العال، عمار غيلوفي، محمد شمام ، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، أبو سمية، رافد العزاوي، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، وائل بنجدو، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، محمد يحي، عبد الله الفقير، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، د. خالد الطراولي ، محمود طرشوبي، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد بوادي، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، سيد السباعي، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، نادية سعد، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، سامح لطف الله، كريم السليتي، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، مجدى داود، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، صفاء العراقي، محمود سلطان، إيمى الأشقر، منجي باكير، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، سلوى المغربي، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، عبد الله زيدان، عراق المطيري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء