البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

"ائتلاف الكرامة".. الثوريون يرصون الصفوف لانتخابات تونس المقبلة

كاتب المقال شمس الدين النقاز - تونس   
 المشاهدات: 2023



قبل 6 أشهر من الانتخابات البرلمانية الثانية التي ستشهدها تونس بعد انتفاضة 14 من يناير 2011، قرّر عدد من الناشطين السياسيين الثوريين في البلاد رص الصفوف لخوض الانتخابات المقبلة، في خطوة جريئة، يهدف من خلالها أصحاب فكرة المشروع، لتحقيق أهداف الثورة ودخول معترك الحياة السياسية من أوسع أبوابها.

"ائتلاف الكرامة" الذي أعلن تأسيسه المحامي سيف الدين مخلوف، قبل أسابيع قليلة، هو الاسم التنظيمي لهذا المشروع السياسي الجديد الذي يحاول القائمون عليه دغدغة مشاعر التونسيين الحالمين بالعيش الكريم، في دولة صار الفساد ينخرها من كل جانب، ولم يدع قطاعًا إلا ودخله وتغلغل فيه.

في استقراء أولي لمسار مسمّى "ائتلاف الكرامة" في تاريخ المشهد السياسي في تونس بعد 14 يناير، يبدو أن أصحاب الفكرة لم يبتكروا ولم يجتهدوا كثيرًا في اختيار هذا المسمّى، خاصة أن انتخابات المجلس التأسيسي في تونس خلال شهر أكتوبر 2011، اختار القيادي اليساري الراحل في الجبهة الشعبية، شكري بلعيد، الترشح على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي تحت اسم ائتلاف الكرامة تحصل من خلالها على 0.63% من الأصوات.

بعد أيام قليلة من إعلان إنشاء هذا الائتلاف السياسي، أعلن عدد من رموز "التيار الثوري" في البلاد، التحاقهم بالمشروع، معربين عن مساندتهم المطلقة لأهدافه ورؤاه وبرنامجه السياسي الذي لم يصدر بعد، كما أكد ناشطون سياسيون متحزبون وموالون لحركة النهضة في وقت مضى وبعض رموز التيار السلفي، لحاقهم بـ"مركب الثورة".

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أعلن هو الآخر، في بلاغ مساء الأحد 19 من مايو الحاليّ، الانخراط في مبادرة "ائتلاف الكرامة" والمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمات مشتركة في إطار هذا الائتلاف، معتبرًا هذه المبادرة التي يقودها المحامي سيف الدين مخلوف "الأكثر جدية في المشهد السياسي ويمكنها أن تكون مظلة لكل مكونات العائلة السياسية المنحازة إلى استحقاقات الثورة".

"المؤتمر"، دعا أيضًا باقي القوى السياسية من أحزاب وشخصيات وطنية إلى "الانخراط في هذه المبادرة الموحدة للصف الثوري والترفع عن كل الخلافات الجانبية بكل مستوياتها والمناكفات السياسية وتوحيد الصف الثوري في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وذلك تصحيحًا للمسار الثوري في مواجهة عودة المنظومة المعادية لتطلعات شعبنا إلى الحرية والديمقراطية والمتحالفة مع لوبيات العمالة والفساد".

ليس هذا فحسب، فاللاعب الدولي السابق للمنتخب التونسي لكرة القدم رياض البوعزيزي، أعلن هو الآخر مساندته لـ"ائتلاف الكرامة" الذي وصفه بكونه "مجموعة طيبة ونظيفة من أولاد الثورة ومن الشباب الصادق والواعي الذي يتشرف كل تونسي بالعمل معهم ومساندتهم"، مضيفًا بأنه "يشرفه كثيرًا إعلان انضمامه إليهم ودعمه التام لمرشحي ائتلاف الكرامة في الانتخابات القادمة"، داعيًا "كل الأصدقاء والأحباب وجميع التونسيين إلى دعمهم والتسجيل والتصويت لهم".

من المؤكد أن هذا التحالف السياسي الجديد نجح في تجميع رموز "التيار الثوري" بمختلف انتماءاتهم الأيديولوجية في تونس في مشروع موحّد، وهو ما يحسب له، لكن ذلك لن يكون بمفرده كافيًا لإحداث مفاجأة في نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أن "ائتلاف الكرامة" لم ينزل إلى العمل الميداني لحد اللحظة، وهو ما يطرح تساؤلاً عن مدى إمكانيته التعريف به وببرنامجه ومرشّحيه قبل 5 أشهر من موعد الانتخابات.

الأمور تبدو غير واضحة لحد اللحظة، ولكن ما هو مؤكد أن "ائتلاف الكرامة" سيراهن في حملته الانتخابية المقبلة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لكسب ودّ الناخبين وإقناعهم بكونه "البديل الثوري"، خاصة أن رموزه يمتلكون صفحات وحسابات رسمية وموالية للثورة تحظى بمتابعة عالية، لكن ذلك لا يبدو كافيًا أمام التسابق الاتصالي المتسارع الذي تقوده الأحزاب المسيطرة على المشهد السياسي في البلاد.

"ائتلاف الكرامة" لن يكون بمفرده حامل لواء الدفاع عن "الثورة" في الانتخابات المقبلة، فالتناحر بينه وبين أطراف "ثورية" أخرى على غرار حركة أمل التي يتزعمها النائب بالبرلمان التونسي الحاليّ ياسين العياري، بات على أشدّه على أرض الواقع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، في خطوة فُهم من خلالها استحالة جمع واجتماع "الثوار" على طاولة واحدة في تونس، بسبب اختلاف الأهداف والمنطلقات والمرتكزات رغم ادعاء مختلف الأطراف الإجماع عليها.

لا أحد قادر على التنبؤ بنتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكن الثابت أن "ائتلاف الكرامة" لن يكون فاعلاً ولا مفعولاً به في هذه الانتخابات، بقدر ما سيكون حرف جرّ، سيكسِرُ جليد مقاطعة "الثوريين" للحياة السياسية، ليضعهم أمام امتحان صعب قد يكون فيه الفشل آخر مسمار يُدق في نعش ثورة 14 يناير، الذي اقتربت حركة النهضة وحلفائها في الحكم من تصنيعه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات التونسية، إئتلاف الكرامة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-05-2019   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، صلاح المختار، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، علي عبد العال، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد يحي، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، مجدى داود، سفيان عبد الكافي، د - عادل رضا، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، تونسي، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامح لطف الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، محمد العيادي، نادية سعد، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، محمود سلطان، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، وائل بنجدو، محمد الطرابلسي، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، رافع القارصي، عواطف منصور، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، كريم السليتي، أحمد بوادي، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، عمر غازي، د. أحمد بشير، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، رضا الدبّابي، حسن عثمان، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، طلال قسومي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء