البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

كلمة العدد (54) من مجلة "ذوات"

كاتب المقال سعيدة شريف - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2113


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تعد "الطائفية" من أشد المعضلات التي استشرت في المجتمعات العربية الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، بسبب الصراعات العرقية والإثنية المتزايدة، وبسبب المصالح السياسية المتضاربة لمجموعة من الأطراف والجهات، التي تعطي لهذه النزاعات الطائفية لبوسا دينيا، حتى تبلغ أهدافها السياسية وطموحاتها في السلطة والانتشار، كما تعتبر "الطائفية" لدى باحثي العلوم السياسية أحد أبرز مؤشرات عدم الاستقرار في الدول.

يندرج مفهوم "الطائفية" ضمن مفاهيم علم الاجتماع عامة، وعلم الاجتماع السياسي خاصة، ويقصد به التعصب لطائفة معينة ومحاباتها على حساب بقية الطوائف، وقد يحيل أيضا إلى التنوع في المعتقدات والممارسات الدينية، و"الطائفية" كما يقول الدكتور طه جابر العلواني: "مفهوم مشتق من جذر متحرك، فهو مأخوذ من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف)، فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه، بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه لقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)".

يثير مصطلح "الطائفية" عدة قضايا؛ فالسياق الدلالي الذي احتضن هذا المصطلح في الثقافة العربية مختلف عن نظيره الغربي؛ ففي اللغة العربية لا توجد لمصطلح "طائفة" أية حمولة سلبية، فهو يعني الجماعة أو العصبة أو الفرقة من الناس، عكس الثقافة الغربية التي يحيل فيها مصطلح SECTARISME بالفرنسية على التبعية، وهو معنى سلبي يستعمل للتنديد بمواقف لا تقبلها الحضارة الإنسانية، وهو المعنى الذي أصبح للأسف يغلب على استعمال مصطلح "الطائفية" في الأدبيات العربية، خاصة بعد ثورات "الربيع العربي"، وتلبس الطائفي بالديني والإثني والسياسي، خاصة بعد الصراعات والحروب والتطاحنات التي شهدتها العراق وسوريا ومجموعة من البلدان العربية التي عانت وما تزال من تعصب الحركات الإسلامية المتشددة، ومن توجهاتها التي تتعارض مع الدولة المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية.

الطائفية ظاهرة معقدة تتداخل فيها العديد من الأطراف، فهي تعبير صارخ عن الهدر الوطني، وشرخ مقومات استقراره، وتفسخ بناه المجتمعية، ومهما اختلفت المقاربات في تناول هذا الموضوع وتنوعت رؤى أصحابها، فإنها تجمع على أن الخطاب الطائفي خطاب تعصب بامتياز، قد يتعداه إلى الغلو الذي لا رجعة فيه، والذي يصل إلى إقصاء الآخرين، وهي بهذا نتاج للعصر الحديث وتداعياته السياسية والفكرية والدينية، ولا نخفي سرّا إن قلنا إن "الطائفية المذهبية" هي أخطر أنواع الطائفية، لأنها تقوم على تراكمات ترتبط بالسياسة والقبيلة، وتأخذ طابع القداسة، وتجعل صراعاتها مع الطوائف الأخرى صراعا عقديا مصيريا.

وفي محاولة لاستقصاء أبعاد الظاهرة الطائفية، وتفكيك مصطلحاتها وبُناها المعرفية وحدود ممارساتها في الواقع العربي المثقل بحمولات مدمرة بالنظر إلى الحالة التي وصل إليها الوضع في عدد من الدول التي فعلت فيها الطائفية أفاعيل الحروب والأزمات والدمار، خصصت مجلة "ذوات" ملف عددها (54) لموضوع "الطّائفية.. من الديني إلى السياسي" الطائفية، باعتبار عاملي الدين والسياسة هما العنصران الأكثر إسهاما في خلق المجال العام للطائفية، كي تنشأ وتنمو في مجتمعات مصابة بالجشع السياسي أو الطموح الديني المضلِّل. ويتضمن الملف، الذي أعده الباحث والكاتب الأردني مروان العياصرة، أربع مساهمات بحثية لباحثين عرب، تختلف زاوية النظر بينهم إلى الظاهرة الطائفية، تبعاً لمحددات علمية، وأحيانا لمحددات متصلة بالمكان الذي يتم دراسة الظاهرة في سياقة السياسي والديني، الأولى مساهمة الباحث الأردني الدكتور جمال الشلبي، بعنوان "تحولات الطائفية في العالم العربي من العقيدة الدينية إلى التجاذبات الدولية"، والثانية للباحث السوداني جهاد حسين بعنوان "حزب الله والعنف الطائفي المقدس، مقدمة حول العنف الديني"، والثالثة للباحث والكاتب السوري نبيل علي صالح تحت عنوان "المسألة الطائفية في الاجتماع الديني والسياسي العربي: مقاربة في البنية والمآلات العملية"، ثم المساهمة الرابعة للباحث والأكاديمي العراقي الدكتور إحسان محمد التميمي، بعنوان "الطائفية السياسية والعنف في العراق: قراءة وصفية". أما حوار الملف، فهو مع الباحث المصري الدكتور عمار علي حسن، الذي قال إن أفضل طريقة للولوج إلى الحديث حول الطائفية هي ردّها إلى أولياتها في التاريخ، من خلال طرح أسئلة: كيف نشأت؟ ولماذا انطلقت؟ وما هي الأفكار الأساسية الحاكمة لها؟ ومن هم الرجال الذي عملوا على تعميقها في الواقع المعيش؟ وما مستوى تأثير أفكارهم القديمة على اللاحقين من أتباع الطائفة؟، باعتبارها أسئلة مفتاحية لفهم هذه الظاهرة المتنامية، معتبرا أن النشأة النظرية للطائفية بدأت حين انزلق التعدد في الآراء والاتجاهات والتصورات الاعتقادية أو الدينية إلى تعصب أعمى.

وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (54) من مجلة "ذوات" أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "كيف تراجع العقل الفقهي؟" للباحث اليمني عبد الله القيسي، و"الرّواية المحرمة وسوسيولوجيا التلقي" للكاتبة والباحثة المصرية د. مروة مختار، و"الحجاب وعقدة الذّكورة المتضخمة" للكاتب السوري رسلان عامر؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للناقد والكاتب المغربي د. بوزيد الغلى بعنوان "قيم البداوة في مواجهة التغير الاجتماعي في رواية "إمارة البئر" لمحمد سالم الشرقاوي"، والثاني للباحث اليمني محمد فائد البكري، بعنوان "التعبير بالمرأة في مجموعة "نصف امرأة مؤقتا"".

ويقدم باب "حوار ذوات"، لقاء مع المخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، المخرج الذي أثار الانتباه إلى موهبته وعمق رؤيته الفنية والفكرية منذ أفلامه القصيرة الأولى، وفي فيلميه الطويلين، وهي أعمال تضافر فيها إتقان اللغة السينمائية مع مرجعية قوية صقلها عبر تنشئته كمشاهد عاشق للسينما. الحوار من إنجاز الإعلامي المغربي نزار الفراوي. أما "بورتريه ذوات" لهذا العدد، فقد خصصناه لعالم الاجتماع العراقي الراحل الدكتور علي الوردي، الذي كان من الأوائل الذيم تنبهوا لخطر الطائفية، وخصصوا لها كتابات متميزة. البورتريه تحت عنوان "الطّائفية بعيون علي الوردي: جمر يرقدُ تحت رماد الإنكار" بقلم الباحث الأردني نادر رزق.

وفي باب "سؤال ذوات"، يستقرئ الكاتب والإعلامي الأردني مروان البطوش، آراء مجموعة من الكتاب والباحثين العرب حول موضوع الملف، من خلال سؤال: هل يمكن القضاء على الطائفية التي اجتاحت المجتمعات العربية والإسلامية؟، وفي "باب تربية وتعليم" يتناول الباحث التربوي التونسي الدكتور مصدق الجليدي موضوع "الأحقاب المعاصرة للتربية الحديثة، من بناء المعنى إلى الانعطاف الإستيتيقي"، فيما يقدم الباحث المغربي عبد الرحيم رجراحي، قراءة في كتاب "نقد المفاهيم" لعبد الله العروي، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، المخصصة لأحدث تقرير للبنك الدولي حول "المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2019: عقد من الإصلاحات"، والذي يؤكد أن النساء عبر العالم لا يحصلن سوى على ثلاثة أرباع ما يتمتع به الرجال من حقوق قانونية على مستوى العالم، وهو ما يعوق قدرة النساء على الحصول على فرص عمل أو إنشاء الأعمال، واتخاذ قرارات اقتصادية، تصب في مصلحتهن ومصلحة عائلاتهن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مجلة "ذوات"، الطائفية، مجلات فكرية، مجلات ثقافية، المغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-04-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، إيمى الأشقر، ياسين أحمد، صالح النعامي ، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، علي عبد العال، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، تونسي، سامر أبو رمان ، أبو سمية، حاتم الصولي، عواطف منصور، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، د - عادل رضا، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، علي الكاش، أحمد الحباسي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، جاسم الرصيف، سيد السباعي، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، رشيد السيد أحمد، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، أنس الشابي، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، عراق المطيري، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، عمر غازي، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، مراد قميزة، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، سعود السبعاني، رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، صباح الموسوي ، محمد يحي، وائل بنجدو، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، أحمد ملحم، رافع القارصي، عزيز العرباوي، منجي باكير، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، فوزي مسعود ، رمضان حينوني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء