البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

ما حظوظ "نداء تونس" في الانتخابات المحلية القادمة؟

كاتب المقال محمد عبد المؤمن - تونس   
 المشاهدات: 2406



تعيش تونس اليوم على وقع الحملات الانتخابية البلدية التي يمكن أن ننظر اليها من عدة جوانب، منها الاجرائية والقانوية، لكن رغم أهميتها فان هناك جانبًا آخر قد لا نبالغ إن اعتبرناه الأهم وهو ارتباط نتائج هذه الانتخابات بإعادة رسم المشهد السياسي ككل في تونس.

لو أخذنا الجانب الاجرائي فإننا نشير كون موعد هذا الاستحقاق تأخر كثيرا، بل أكثر من اللازم، فقد كان من المفروض أن تجرى هذه الانتخابات قبل 2014 وعلى أقصى تقدير بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة، لكن تمت عرقلتها من قبل حزب نداء تونس بعدة طرق منها تعطيل المصادقة على القانون الانتخابي في مجلس نواب الشعب ثم تعطيل المصادقة على مجلة الجماعات المحلية، وكل هذا له سبب معلوم في تونس وهو عدم استعداد النداء لهذه الانتخابات خاصة في ظل الخلافات والصراعات التي أنهكته منذ وصوله الى السلطة.

لكن وبما أنه لم يعد ممكنا أن يؤجل هذا الاستحقاق أكثر، اضطر النداء للقبول به مكرها لكن الى جانب الاضطرار هناك عامل آخر دفعه للقبول أخيرا بإجراء هذه الانتخابات وهو ما سنأتي عليه لاحقا. بالنسبة للجانب القانوني فيما يخص هذه الانتخابات فهي تجري بينما مجلس نواب الشعب بصدد المصادقة على مجلة الجماعات المحلية رغم أنه كان من المفترض أن يستكمل هذا العمل قبل موعد الانتخابات البلدية.

لكن علينا أن ننتقل إلى أهم معطى مرتبط بإجراء الانتخابات البلدية، وكما قلنا سابقا فإن هذا العامل كان سببًا في قبول نداء تونس بإجرائها أخيرًا، وما نعنيه هو ارتباطها بإعادة تشكل المشهد السياسي في تونس.

فالنداء اليوم ليس هو نداء ما قبل انتخابات 2014، وهو يدرك هذا جيدًا خاصة بعد أن فقد ثلث نوابه في مجلس نواب الشعب وبعد أن تفتت إلى عدة الأحزاب بل أكثر من هذا، فرغم أنه الحزب الحاكم فعليًا باعتبار أن أغلب أعضاء الحكومة منه وإليه تعود رئاسة مجلس نواب الشعب ورئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يتمكن إلى الآن من عقد مؤتمره العام وهو ما يؤكد حدة الخلافات التي يعيشها رغم أنه يعمل على التغطية عليها.

فهذه الانتخابات هي أهم مقياس بالنسبة لنداء تونس، لمعرفة حجمه السياسي والشعبي الحالي. لكن السؤال: هل نداء تونس مرشح لتحقيق فوز ساحق كما حققه في الانتخابات السابقة، أي في 2014؟

هذا السؤال يطرح حاليا داخل النداء بشدة، لكن الأهم من طرحه نظريًا هو قياس مدى قوة "الماكينة" الانتخابية التي مكنته من الفوز في 2014 والتي تداخل فيها الإعلامي بالمال الفاسد بالأيديولوجيا، أي أن النداء عاد لتشغيل نفس "المنظومة" أي تحريك مراكز القوى المالية والإعلامية لصالحه وأيضا اعادة الجدل حول الهوية من خلال خلق نوع من الصراع يريد فرضه لدى الرأي العام من خلال الإعلام مع حركة النهضة، وتقديم نفسه كمشروع حداثي ضد مشروع مناقض له أي (ديني).

لكن ما قد يكون غاب عن النداء هو أن الظروف اختلفت كليا عن 2014، فالنهضة استطاعت تجاوز هذا الجدل من خلال ما قامت به من مراجعات طرحتها في مؤتمرها العاشر من خلال تفعيل مشروع إصلاحي جوهره أنها حزب مدني وليست حزب ديني.

لكن المسألة الأهم من كل هذا هي توضح الصورة لدى الرأي العام حول النداء والنهضة باعتبارهما الحزبين الأكثر تأثيرا في الشارع , فالنداء قدم مشروعا نظريا بحتا لكنه لم يظهر في الواقع وبان بالمكشوف كونه" ماكينة" انتخابية أكثر منه حزبا , في مقابل مزيد ترسخ النهضة كحزب مهيكل منظم قادر على تسيير الدولة.

التحول الذي ستحدثه نتائج الانتخابات البلدية التي تجري ماي القادم لن تشمل النداء والنهضة فقط ,بل هي متعلقة بأحزاب أخرى صار لها وزن وان لم يعرف حجمه الى الآن ,ونقصد بذلك حزب الحراك الذي يترأسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي وحزب التيارالديمقراطي الذي أنشئ بعد انفصال قيادات بارزة عن المؤتمر من أجل الجمهورية حزب المرزوقي السابق .



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات البلدية، حركة نداء تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-04-2018   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، منجي باكير، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، ضحى عبد الرحمن، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، علي الكاش، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، فتحي العابد، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، حسن عثمان، صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، أحمد بوادي، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، سلوى المغربي، محمد يحي، خالد الجاف ، فتحي الزغل، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود فاروق سيد شعبان، د - صالح المازقي، سلام الشماع، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، يحيي البوليني، نادية سعد، د - عادل رضا، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، مجدى داود، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، أحمد ملحم، صفاء العراقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء