البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

فذلكة بايخة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3542


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تتعامل الحكومة مع الشعب و كأنه شعب درجة عاشرة أو شعب مغفل و ستين مغفل، الغريب أن هذه الحكومة رغم سيل الانتقاد و سيل المظاهرات و سيل الاعتصامات وسيل عوارض الرفض لا تتضايق و لا تتبرم و لا تختشى على دمها كما يقول إخواننا في الشرق، و حتى و إن تحركت بعض الشيء فهي تتحرك دائما في الاتجاه الخطأ و بعد خراب مالطة لدرجة أن عجز الجميع عن فهم هذه الحكومة بحيث تاهت التفسيرات و التحاليل و استعل البعض هذه الأزمة الحكومية في حملاته الحزبية الانتهازية ليشهر سيف ‘ الأنا’ بالبنط العريض معربا عن كونه أول من تنبأ بالفشل و أول من أعلن هذا الفشل و أول من نادي بالتغيير و أول مـــن قــدم برنامــجا و أول من نصح و أول من يقدم اليوم نفسه منقذا، طبعا، السيد زهير المغزاوى أو السيد حمة الهمامى يفركون أياديهم فرحا خاصة بعد أن أصبح ‘ النداء’ مجرد أطلال يتباكى حولها خلان الأمس و أعداء اليوم ، و طبعا، هناك بسمة تخفيها حركة النهضة لتفكك ‘النداء’ مللا و عشائر .

مع ذلك يتبسم رئيس الحكومة ابتسامة الواثق من الخلاص و ربح المعركة، و يتبسم وزراء الحكومة حتى تطلع الصورة حلوة ، لكن، هناك، في الجنوب و في الشمال من يبكى من اليأس و من الإحباط، و هناك من قرر الرحيل و ‘شرب ماء البحر’ أو التفرغ ‘للجهاد المقدس في سوريا ‘ و لتوابعه من جهاد النكاح و ذبح الأبرياء و التخلص من الآثار و انتهاك الحرمات و بث الفوضى ، هناك من يقول أن ‘ الجماعة’ يعنى هذه الحكومة ‘ المبتسمة’ تقود تونس إلى طريق مجهول، أنهم يدفعونها إلى هوة سحيقة، و أن هؤلاء يتبعون سياسة النعامة ، مرددين أن الأمور تحت السيطرة في حين تؤكد كل استطلاعات الرأي و مؤشرات الاقتصاد أن تونس تنحدر بسرعة نحو الهاوية، مع أن هذه الحكومة الفاشلة لم تستطع القيام بمجرد تخفيض معاليم فواتير الكهرباء و الماء و تمسكت عبثا بإثقال كاهل المواطن التعيس بأداءات خيالية دون مبرر قانوني، ليبقى السؤال، لماذا تبتسم الحكومة ؟ .

المشهد الحالي و بعد 5 سنوات من الانتفاضة أو الثورة خطير و تونس على حافة بركان الغضب الشعبي خاصة بعد أن خان الحزب الأغلبى الحاكم ثقة الناخبين ليتفرع لنهب المناصب و الأموال و العطايا سواء كنواب أو كوزراء، و لعل حركة النهضة لم تفهم لحد الآن أن خسارة النداء و تفككه إلى شظايا ستصيب كل الرباعي الحاكم ، فالشعب قد لفظ حركة النهضة و يلفظ اليوم النداء و من تحالف معهم في هذا الرباعي الفاشل، فالمواطن قد جرب حكم حركة النهضة و جني الخراب و الإرهاب، و جرب حكم النداء و جني الفراغ على كل الأصعدة، و إذا كان هناك من يظن أن فشل حزب النداء و حكومة النداء سيزيد من حجم بغض الأحزاب الأخرى فهو واهم لأنه رجوع للخلف و لن يعطى الشعب مجددا ثقته المطلقة لأي حزب بل ستجبر الانتخابات القادمة كل الأحزاب على التعايش و الانصهار في حكومة ائتلافية بمفعول الرصيد الانتخابي المتوازن بين تلك الأحزاب و المفروض من الناخب المكتوي بفشل خيارات النهضة و النداء .

يقول رئيس الحكومة في بيان ‘تأبين’ - عفوا تعيين - حكومته الحديدة منذ أيام أن الثورة قد حققت كثيرا من الأهداف، ما يقوله رئيس الحكومة طبعا هو من باب الفذلكة السخيفة و هي قراءة عرجاء لما يحصل في تونس منذ 5 سنوات، فالتعليم قد تراجع بشكل ملحوظ بعد أن بسط سماسرة منظومة التعليم الحكومي يدهم على كنز الدروس الخصوصية و بسط المهربون يدهم على كل مسارب التهريب و بسط القضاء الفاسد هيمنته على القضاة الشرفاء و أصبح الإرهاب وجهة نظر و الراية الوطنية محل نقاش و مؤسسات الدولة مكانا لنهب الثروات و الاستحواذ على المال العام ، حتى حرية التعبير ليست مكسبا بعد أن تحولت إلى وسيلة لبعض الفضائيات للارتزاق من المال المشبوه و البحث عن عائدات الإشهار على حساب مهنية الإعلام و قداسة الخبر و صدقية التحليل، و حتى التطبيع قد أصبح وجهة نظر بعد أن رفض ‘الدستور’ تجريم التطبيع بفعل ضغوط الكيان الصهيوني و إملاء السفارات الأجنبية ذات العلاقة بالمشروع الصهيوني في كل المنطقة العربية .

يعيش الشباب التونسي اليوم وضعا بائسا و لا شيء في الأفق يبشر بقرب انفراج الأزمة، و الدول العربية و الغربية التي وعدت ‘الثورة’ ببعض الهدايا و الإعانات المالية لم تف بوعودها لأسباب ليست خافية على أحد، فهناك من يتعلل برفضه لزواج المصلحة بين الإخوان و النداء و هناك من يريد حكومة إخوان فقط و هناك من يحبذ حكومة ‘علمانيين’ فقط و هناك من يريد ‘استشارته’ المسبقة في تعيين بعض الأسماء، و هناك من يؤيد في العلن و يناور في السر و هناك طبعا من يرفض فطريا هذا ‘ الربيع العربي’ و هذه التجربة التونسية، و هناك من يبحث عن فشلها السريع بالجملة و التفصيل حتى لا تتحول إلى يافطة تتعلق عليها انتظارات شعوب الخليج التي تعيش الهزال الديمقراطي و غياب الفضاء السياسي العام، و حين يعيش الشباب مثل هذا الإحباط المتواصل و هو الذي صنع هذا الحلم ليلة 14 جانفى 2011 فهو لا يفهم سر ما حدث إلى حد الآن بل هناك من يعتبر هذه الثورة مجرد فذلكة بايخة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الحبيب الصيد، حركة مداء تونس، حركة النهضة، التحوير الحكومي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، صلاح الحريري، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، فتحي العابد، حاتم الصولي، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، د. خالد الطراولي ، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، حميدة الطيلوش، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، د. أحمد بشير، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، د - الضاوي خوالدية، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، عراق المطيري، كريم فارق، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، سامح لطف الله، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، الهيثم زعفان، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد ملحم، صالح النعامي ، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، محمود سلطان، أبو سمية، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، مراد قميزة، صفاء العراقي، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، خالد الجاف ، سلام الشماع، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، محمد الياسين، طلال قسومي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء