البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

على هامش التصريحات الأخيرة لـ "سماحة المفتي" محمد الطالبي: ارحموا شيخوخة الرجل

كاتب المقال محمد المختار القلالي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3997 kallalimokhtar@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثارت التّصريحات الأخيرة التي أَدلى بها الدكتور محمد الطالبي لعدد من المنابر الإعلامية عاصفة من الغضب لدى الرّأي العام،من خلال قلّة قليلة أدرجت هذه التّصريحات ضمن الحقّ في حريّة التّفكير والتّعبير .
ما يمكن أن يؤخذ على الأستاذ الطالبي في نظري:

• كونه ، وهو المؤرّخ ورجل الفكر، نجده يزجّ بنفسه في شأنٍ هو في غنًى عن التّعرض لمزالقه ومطبّاته. و أعني به’ميدان الإفتاء’.والغريب في الأمر أنّه ، في الوقت الذي ينفي فيه الأستاذ الكبير عن نفسه صفة’المفتي’ أو ‘العالم بالدّين ‘ (الفقيه)، نجده يصرّ، في المقابل، على أحكامٍ هي من صميم الإفتاء،وشأن المفتين. وإلاّ ماذا يُعدّ القول بأنّ الإسلام لا يحرّم شرب الخمر، ولا يمنع من تعاطي البغاء، إن لم يندرج هذا في باب الإفتاء، شاء الأستاذ أم أبى؟

• تعاليه المشطّ على محاوريه ، ما يضطرّنا لسؤاله كارهين : ‘ أين أنت من تواضع العلماء يا سيدنا ؟’بادرت تسأل كلّ من رغب في محاورتك عن عدد ما ألّف من كتب ، والحال أنّ محاوريك إنّما أرادوا بالأساس أن يسألوك ويسمعوا لك . فهل لا يحقّ، في عُرفك ، أن يسأل السّائل إلاّ متى ما كان ممّن ألّف التّآليف ؟ سقراط ، و ما أدراك ما الرّجل ، مات دون أن يخلّف مخطوطا واحدا ،وكلّ ما وصلنا من فلسفته جاءنا من خلال ما نقله عنه تلميذه أفلاطون . إلى ذلك تشير سيرة ‘ الفيلسوف ‘ إلى أنّه كان يجلس إلى تلاميذه من الشّباب ، يرشدهم إلى أساليب البحث في ‘ الحكمة ‘ و ‘الماهيات ‘ في أدب جمٍّ ، ودون أن يدّعي لنفسه الاستفراد بامتلاك الحقيقة . أليس هو القائل : ‘ لا أعرف سوى شيء واحد هو أنّني لا أعرف شيئا ‘؟

• شدّة تهجّمه على مخالفيه في الرّأي، يرميهم جزافا بالجهل، و هم عندنا من المشهود لهم برسوخ القدم في العلم، منْ مثل سماحة الشيخ محمد المختار السلامي والمفكر المستنير عبد المجيد الشرفي .

• اعتماده ‘حديث الخُمْرة’ دليلا على أنّ النّبي عليه السلام كان يشرب الخمر. و هو تأويلٌ لا يستقيم بحال، وليّ فاضحٌ لعنق الحقيقة، إذ هل كانت عائشة لتتحرّج لو أنّ الأمر كان يتعلّق فعلاً بمُسْكر، فتتحجّج بحال الحيض التي هي عليها؟ لقد تردّدت في الإجابة لطلب بعلها تهيباً من دخول المصلّى والمسك بحصيرة الصّلاة وهي على غير طهر.

• وقوعه في التّناقض لمّا يتحجّج بحادثةٍ ورد ذكرها بالتّراث، وهو الذي لا يعترف، من سوى القرآن، بالتّراث أصلاً، وفق ‘عقيدته ‘، كـ’مسلم قرآني ‘!

ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ
القرن بعد القرن يمضي، ونحن لم نزل نجعل من ‘ثنائيّة الحلال والحرام ‘ إحدى معاركنا رغم الجهود المضنية والمهمّة التي بذلتها ‘حركة الإصلاح العربيّة’منذ انطلاقها، و التي دعت إلى فكّ آرتباطنا مع ‘ طاحونة الشّيء المعتاد ‘ ، ساهمت فيها ، كما المعروف، أسماء كبيرة كثيرة، ومع ذلك آستمرّت المعركة قائمةً لم تُحسم بعد بين ‘الدّاعين إلى التّحديث’ و ‘اللاّئذين بالقديم البالي’، لا يريمونه. يتلمّسون العثور على حلول لحاضرهم في ماض مضى. بل البادي أنّ هذه الحركة التي سعت إلى أن تعيد للعقل سلطانه تراجعت القهقرى أمام زحف الخطاب النّقيض ، ما يجعل المسؤولية تزداد ثقلاً على عاتق مفكّرينا من أمثال أستاذنا الطالبي لو هو وقف عند الاشتغال على ‘الأفكار’ خصوصاً ما تعلّق منها بما يعترض سبيل الأمّة من تحديّاتٍ يهدّد وجودها، بدل الخوض في ثنائيّة الحلال والحرام بترتيب مثير، لا يخلو من ‘الشّبهة’، بعث في النّفس أشجانها، و بعث فيها بالأخصّ الشّعور بالشّفقة على الرّجل حين يُتّخذُ منه ‘هزأةً ‘، ومن خلاله من العلم والعلماء في هذه البلاد. وهو ما آلمني شخصّياً كأشدّ ما يكون الإيلام حتّى أنّني وددت لو لم تقع عيناي على أستاذ بحجمه على تلك الحال من التّوتر و التّخبّط والارتباك .

إلى ذلك و بالمناسبة ، ألا يقتضي الإنصاف الاعتراف للرّجل بجرأته في الوقت الذي ابتلعنا فيه جميعا ألسنتنا إلّا ما ندر . روى لي من أثق به ( المهاجر الصّديق محمد الجُمّني ) وقد كان شهد ندوةً نظّمها البرلمان الأروبي سنة 2004 بمدينة ‘ستراسبورغ ‘الفرنسية حول ‘الإسلام والآخر ‘ ، قال : ‘ لمّا أتى الدّور على الدكتور الطالبي لإلقاء مداخلته بدأها بالقول : آتيكم من بلد يحكمه دكتاتور سفّاح.
(Je viens d’un pays dirigé par un dictateur sanguinaire)
ما أحرج المتعهّد بإدارة الحوار، فبادر إلى مقاطعته قائلاً : هذا القول لا يلزم إلاّ صاحبه، فما كان من الدكتور الطالبي إلاّ أن ردّ عليه بالقول : من فضلك، لا تقاطعني، وهل ثَمَّ ما يمنع أن أقول هذا في مؤسّسة تُعلي من شأن الحريّة والدّيمقراطية، والحال أنّني صرّحت بهذه العبارة نفسها بمركزيّة اتّحاد الشّغل في تونس ؟’ ( بدون تعليق ).

مفكّرونا تيجان على رؤوسنا...و الأستاذ الطالبي سيظلّ مهما اختلفنا معه في الرّأي، محلّ احترامنا وتبجيلنا، تقديراً لعلمه،ومراعاة لسنّه، أمدّ الله في أنفاسه،و في البال أيضا ما يمكن أن يفعله بـ’ذي السّنّ’( مرّاللّيالي واختلاف الأعصر) *.

*لمن مازالوا على حبّهم للقريض: هذا عجز لبيت من قصيدةٍ للشّاعر أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، يشكو فيها تقدّمه في السّنّ وتداعياته السلبيّة على الصّحّة البدنيّة والعقليّة جميعا، ومنها قوله:
قالت عُميْرةُ ما لرأسك بعدما ** نــفِدَ الشّباب أتى بلون منكر؟
أَعُمَيْرُ إنّ أباك شيّب رأســـه ** مرّ اللّيالي واختلاف الأعصر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، محمد الطالبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، عمر غازي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله زيدان، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، نادية سعد، مصطفى منيغ، سيد السباعي، فوزي مسعود ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، أبو سمية، المولدي الفرجاني، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، محمد شمام ، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، كريم فارق، أحمد ملحم، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، رضا الدبّابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، مصطفي زهران، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، تونسي، د. خالد الطراولي ، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، عبد الله الفقير، عواطف منصور، سعود السبعاني، سلوى المغربي، وائل بنجدو، محمد الياسين، سلام الشماع، د- جابر قميحة، محمد يحي، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود سلطان، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، خالد الجاف ، حاتم الصولي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء