البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

هل تعيين الصيد كمستشار أمني ضرورة لابد منها؟ و هل هو قرار حكيم أم خطأ فادح؟

كاتب المقال كريم فارق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8675


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المعروف أن الثورات الشعبية الناجحة التي أسقطت الأنظمة بانهيار أجهزتها المحورية كالدفاع و الداخلية، يتخللها للأسف كثير من الانتقام و الدماء المهدورة، و يعاد فيها بناء جميع أجهزة النظام البائد . لكن ثورتنا هي ثورة منقوصة لأنها أسقطت الدكتاتور و لم تسقط النظام و مازالت أجهزته و أزلامه موجودين في المواقع النافذة . فالواقع الموجود إذن يفرض علينا شئنا أو لم نشأ إصلاحا مدروسا لا تصفيات جذرية آنية تدخل البلاد في ما لا يحمد عقباه . فالتركة ثقيلة و دقيقة و خطيرة و تستلزم دراسة ضافية و معمقة و متأنية لكل جوانب المسألة و وضع استراتيجيات و سيناريوات و دراسة لعواقب كل خطة. و بعد ذلك نضع الموازين و المعايير التي نختار من خلالها الإستراتيجية . ومن هنا أعتقد أن في الحياة كلها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المعيار الذي نقيس به ليس إما أسود أو أبيض فهذا المعيار هو بمثابة القطع مع الطرف الآخر و الدخول في المواجهة ثم الفشل . لذلك وجب علينا معالجة ملف الداخلية الشائك جدا والخطير جدا بكل حكمة و رصانة و لابد أن يكون المعيار و المقياس هو المصلحة العليا للبلاد. فإذا كان التطهير العاجل للداخلية سيدخل البلاد في نفق العنف عاقبته الفوضى الأمنية التي يتبعها الانهيار الأمني والاقتصادي للمواطن و للدولة فهذا اختيار سيء جدا و خطأ فادح جدا و ينم على عدم مسؤولية و نضج سياسي بل هو خيانة عظمى للوطن بدون قصد .

من ناحية أخرى لابد لنا أن نعي أن في السياسة ليس هناك إما أبيض أو أسود، و تاريخنا الإسلامي يشهد أن القادة العسكريين و السياسيين على غاية كبيرة جدا من الذكاء و الحنكة و المناورة مع الأعداء. فعلى سبيل المثال كان سيدنا عثمان معروفا بإتقانه لفن التفاوض و حادثة اقتسام البئر مع اليهودي شاهدة على ذلك.
إذن فالسياسة تعني الحكمة في أخذ القرار المدروس و فن التفاوض و فن المناورة و الوصول إلى تحقيق الأهداف بأقل الأثمان و دراسة ميزان القوى و السعي لتغييره لصالح الوطن.

و من هنا لا يخفى على أحد أن الداخلية هي القوة الضاربة في البلاد و المتشعبة و الفاسدة من ''ساسها لراسها''، منها الأجهزة المعروفة وأخرى خفية وهي بالنسبة لأي وزير جديد صندوق أسود مغلق لا يعرف كيف يدخله و لا يعرف أسراره و لا كيف يبدأ و لا من أين يبدأ خصوصا إذا كان كل المتنفذين في المواقع العليا فاسدين و بيدهم السلاح. و تذكروا جيدا ما حدث لفرحات الراجحي و رسالة التهديد للسبسي و الانفلاتات الأمنية المتكررة لذلك وجب أخذ هذه المعطيات بكل جدية لأن القط (و هذا أقلهم خطرا ) إذا حاصرته في الزاوية فأنتظر أن ينقض عليك. و من هنا لابد من إستراتيجية من ضمنها إختيار شخصية نظيفة تتوفر فيها الدراية العميقة بتشعبات وزارة الداخلية و تتمتع بثقل كبير في هذه الوزارة و بكلمة مسموعة خصوصا عند القيادات العليا. فإن كانت تلك الشخصية النظيفة بهذه الشروط غير متوفرة، فلا مناص من اختيار شخصية بهذه المواصفات تكون أقل فسادا و عندها رغبة في التكفير عن صفحتها الماضية و ذلك باستعدادها لخدمة الوطن، و تكون بمثابة مفتاح الذي يفتح به الصندوق الأسود ليكشف عن أسراره. فالمسألة إذن لا تتعلق بشخصية الصيد وإنما في البحث عن شخصية تتوفر فيها مواصفات و شروط معينة ضمن إستراتيجية مدروسة .

ما هي رسالة الحكومة إلى الداخلية و إلى الشعب
1- إن عملية اختيار شخصية من الداخلية كمستشار أمني للحكومة تمثل في حد ذاتها رسالة إلى كل أعوان الداخلية و إلى الشعب تقول أن الحكومة و وزير الداخلية الجديد لم يأتيا للانتقام والتشفي و إنما جئنا لإصلاح الداخلية حتى تصبح في خدمة المواطن و تساهم في بناء تونس الجديدة، تونس الكرامة و الحرية و العدالة
2- كل من أقترف جرما سيحاسبه القضاء و ليست الحكومة لإرساء عقلية جديدة تتمثل في علوية القضاء والعدالة
3- الأولوية التي تحكم القرارات هي مصلحة تونس العليا و توفير الأسباب الضرورية من استقرار و إشاعة الأمن لبناء تونس الجديدة و معالجة الملفات العاجلة : علاج الجرحى و حل ملف الشهداء، توفير الخبز و العيش للمعدومين، الضغط على الأسعار لمساعدة المحرومين وتوفير الشغل للبطالين و تنظيف القضاء حتى يأخذ مجراه و يقوم بدوره بالمحاسبة

الخاتمة
تونس في مرحلة دقيقة جدا من تاريخها و اقتصادها في خطر وهي في حاجة عاجلة إلى الاستقرار والأمن و إلى الكد و العمل بكل جدية لإنقاذ البلاد من الأخطار التي تتهددها و اقتصادها لا يتحمل أي قرار خاطئ يضع البلاد في مهب الريح والفوضى . لذلك المطلوب الآن أن تكون المصلحة العليا للبلاد هي المعيار الأوحد و هي الأولوية الأولى لأخذ قرارات حكيمة و مدروسة و بعيدة عن العاطفة مع توخي المنهج التدريجي في الإصلاح


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، المجلس التأسيسي، وزارة الداخلية، الحبيب الصيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-12-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  بكل وضوح: لماذا سقط الجبالي في الوحل وكادت أن تسقط الثورة معه ؟ وما هو الحل ؟
  هل ستكون التريوكا هذه المرة على موعد مع التاريخ ؟
  رسالة عاجلة إلى السيد وزير العدل: ألا و مضغة الدولة وزارة العدل، ألا و مضغة الوزارة القضاء
  رسالة عاجلة إلى وزير العدل: نحتاج إلى رجل دولة جريء يحقق قضاءا عادلا
  هل سقطت ورقة التوت عن النهضة ؟
  الحقيقة الغائبة: لابد من إستمرار الثورة لتتحقق أهدافها
  لماذا أصاب الهلع أحزاب صفر فاصل وهرعوا إلى الإتحاد، ثم إلى التظاهر؟
  رسالة عاجلة للحكومة: أولوية الأولويات تطهير الإعلام و فتح ملفات فساده
  إلى اليسار: ما أنتم فاعلون بتونس؟ فهل نسيتم تجربة الإشتراكية في تونس مع بن صالح؟
  اليسار يقاطع رمز المقاومة الفلسطينية و إعلام العار يحاصره هل يكون هذا الموقف ضربة قاسمة لليسار ؟
  رسالة عاجلة إلى الإئتلاف الحاكم
  هل تعيين الصيد كمستشار أمني ضرورة لابد منها؟ و هل هو قرار حكيم أم خطأ فادح؟
  عميد كلية الآداب بمنوبة و من ورائه يجرون البلاد إلى الفوضى
  من أسس حزب فرنسا في تونس و زور تاريخها و من هم ورثته ؟
  وثيقة المسار الانتقالي تعني إستمرار حكومة السبسي اللاشرعية
  قرار تفعيل قانون الطوارئ لا يقل خطورة على قرار الاستفتاء
  إستفتاء أم صدام ؟ إعتصام أم صراع الأجنحة ؟
  فجأة تحولت هيئة بن عاشور و قيادة إتحاد الشغل و حزب التجديد إلى ثوار
  الارتباك حول الانتخابات يخدم أعداء الثورة المطلوب موقف موحد إما مع و إما ضد
  هل بدأ العد العكسي للتضحية برشيد عمار ؟
  في كل الحالات أقصي الطلبة من الانتخابات فهل عاقبتهم هيئة الجندوبي لمشاركتهم في الثورة ؟
  "السبسي" و شرعية القوة في مقابل الحسابات المغلوطة للأحزاب
  هل بدأت اللعبة القذرة تلوح في الأفق بعد فشل كل الأوراق للإجهاض على الثورة ؟
  رسالة مفتوحة إلى سي الباجي اليسار الفرنكفوني يتربص بالثورة وسيضحي بك
  الملتفون على الثورة يعتدون على حرمات المساجد بتونس
   لماذا إعتصام القصبة 3 يا أبناء تونس الشرفاء ؟
  إسقاط هيئة بن عاشور أصبحت ضرورة و واجب وطني لإنقاذ الإنتقال الديمقراطي النزيه
   أما آن الوقت لهيئة الإنقلاب على الثورة و الدفاع على إسرائيل أن ترحل ؟
  مـن هـي الحكومة الـخـفـيّـة الحقيقية ؟ وما هو الحلّ؟

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمر غازي، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، صلاح المختار، حسن عثمان، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، أنس الشابي، أحمد بوادي، يحيي البوليني، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، فهمي شراب، فوزي مسعود ، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، كريم فارق، عراق المطيري، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، منجي باكير، إسراء أبو رمان، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، العادل السمعلي، محمد العيادي، مجدى داود، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، ماهر عدنان قنديل، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، علي الكاش، عواطف منصور، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، صفاء العربي، تونسي، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء