البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

نداء من الناتو إلى العرب: ثورة.. قف

كاتب المقال أحمد سعد   
 المشاهدات: 5959



السؤال الذي لم يلقَ إجابة حقيقية حتى الآن، هو: لماذا تدخلت أمريكا وحلف الناتو بهذه السرعة لإنقاذ الثورة الليبية بعد شهر تقريباً من بدايتها، وهو ردُّ فعل لم تتخذه هذه القوى (سياسياً أو عسكرياً) لمؤازرة الثورتين (اليمينة والسورية) على الرغم من انقضاء أكثر من خمسة أشهر على الأولى، وأربعة أشهر على الثانية؟

ثمة أسباب كثيرة تدور حول مراعاة التوازنات الإقليمية وتأمين الجنوب الأوروبي من الهجرة، والحرص على عدم نشأة نظام غير موالٍ للغرب في ليبيا.
السببان الأكثر أهمية، هما:
1- إعادة تشكيل النخبة السياسية الجديدة في ليبيا وصياغة معادلة جديدة للحكم.
2- كبح الثورات العربية عن طريق تقديم نموذج «متعثر» للثورة في حالتها التصعيدية، وهو نموذج منفِّر لا شك يُستخدم فزاعة للجماهير: هل تريدون لنا حالاً مثل ليبيا؟ لا بالطبع. إذن توقفوا عن الثورة.
نخبة الحكم الجديدة في ليبيا:

ليبيا ليست تونس. نعم هذه العبارة كانت صحيحة؛ هناك فروقات كثيرة ومهمة بين الشعبين الليبي والتونسي، أبرزها أن الثقافة الغربية ليست متغلغلة لدى الليبيين كما هي عند جيرانهم من جهة الغرب، بل يغلب على الشعب الليبي طابع التدين الهادئ والتكوين الاجتماعي القبلي، وهذه سمات يمكن أن تدفع بالبلد تجاه نظام يغلب عليه الطابع الإسلامي، بينما تونس يتوفر بها قطاعات شعبية واسعة الانتشار تتبنى نهجاً علمانياً متطرفاً يمكنها أن تقوم بدور «المكابح» للتيار الإسلامي التونسي.

ولو عـدنا إلـى الـوراء عـدة عقـود - وتحـديداً فـي حقبـة الاستقلال والتخلص من رِبقة الاستعمار - فسنجد أنه في أغلب الدول العربية التي كانت محتلة لعب الاستعمار دوراً كبيراً في بناء النخب السياسية الحاكمة، التي لا تزال حتى الآن تفرز الحكام في أغلب هذه الدول، ولئن كان دور العسكر بارزاً في تلك الحقبة فإن السبب الحقيقي في ذلك كان سهولة تطبيقهم للنمط الديكتاتوري في الحكم، وسهولة الاختراق عن طريق صفقات الأسلحة والمعونات العسكرية.

الآن يبدو أن عدة دول عربية ثائرة تريد أن تتخلص من هذه النخب وميراثها القمعي، وهذا يعني أن تتشكل نخب جديدة لن تكون بالضرورة متحمسة لعلاقات ودية مع الغرب، خاصة لو كان المتصدرون للحكم لهم مرجعيات دينية.

بعد أسبوعين فقط من اندلاع الثورة اتخذ مجلس الأمن موقفاً جدياً فأعلن فرض عقوبات على النظام الليبي شملت حظر التنقل والسفر للقذافي والمقربين إليه، كما تم إحالتهم إلى المحكمة الجنائية، وبعد ثلاثة أسابيع أصدر الإنتربول مذكرات بحقهم.
وبعد أربعة أسابيع اعترفت فرنسا بالمجلس الانتقالي، ودعت إلى شن غارات جوية على قوات القذافي، وفي الوقت نفسه التقت (هيلاري كلينتون) وزيرة الخارجية الأمريكية بالمعارضة الليبية في باريس.

وبعد شهر واحد من بدء الثورة أصدر مجلس الأمن قراراً بفرض حظر جوي على ليبيا، والسماح باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين، وهو القرار الذي تم تمديد تفسيراته على الأرض وصولاً إلى تعقُّب القذافي نفسه ومحاولة قتله.

لم يكن الليبيون يتخيلون أن الولايات المتحدة وحلف الناتو سوف يتداعيان إلى «نجدتهما» بهذهالسرعة، بل إن الجامعة العربية نفسها وعلى غير مثال سابق وافقت على نزع الشرعية عن القذافي وكانت موافقتها هي الأساس للبدء في الحملة العسكرية.

شيئاً فشيئاً بدأت الأمور تتكشف؛ فقد أصبح المجلس الانتقالي خاضعاً إلى درجة كبيرة للقوى الغربية، وتغلغلت أجهزة الاستخبارات داخل الوحدات القتالية للثوار وآلية عملهم وأدائهم العسكري والأمني، وأصبح كثير من أعضاء المجلس يقضون أوقاتاً خارج ليبيا أكثر مما يمكثون في بلدهم، وتعددت لقاءاتهم الخارجية.

وبدأت الدول الغربية تُبرِز مخاوفها لقيادات المجلس من تغلغُل الإسلاميين؛ وذلك تحت ستار الخوف من اختراق تنظيمات جهادية تابعة للقاعدة وحدات الثوار. هذه المخاوف يجري ترجمتها على أرض الواقع من خلال احتياطات وإجراءات يتم اتخاذها من قادة الثورة لمتابعة ومراقبة الأنشطة التي يقوم بها الإسلاميون، كما دفعت إلى حظر أي عمل ثوري عسكري خارج عن نطاق المجلس واعتبار ذلك عملاً إجرامياً بدءاً من شهر رمضان المقبل.

تبدو الكتلة السياسية الحاكمة في شرق ليبيا وبعض غربه حالياً، كتلة مهترئة مخلخلة قابلة للاختراق والنفاذ من عدد من أجهزة الاستخبارات، وكلما طال أمد المواجهات مع القذافي تمكنت القوى الغربية من فرض سيطرتها وبسط نفوذها في تلك التركيبة المخلخلة.

هذه الممارسات الغربية تتم على خلفية تأييد كبير يحمله الرأي العام الليبي للموقف (الأمريكي - الأوروبي) من ثورتهم؛ فهم مقتنعون تماماً بأن تدخُّل حلف الناتو أنقذهم من مذابح كبرى، بل سمح لهم بالتقدم إلى الأمام والتضييق على القذافي، وتحظى فرنسا - تحديداً - بشعبية أكثر من غيرها؛ نظراً لموقفها المبكر من الثورة، وفي بعض المناطق الليبية مثل «جبل نفوسة» يطلقون على الرئيس الفرنسي لقب «العم ساركوزي» كما تذكر وكالة الأنباء الفرنسية، ويحظى ظهور أي فرنسي بترحيب كبير من قِبَل الثوار الليبيين، الذين تنشرح وجوههم ويسارعون إلى إطلاق عبارات الترحيب به في «بلده ليبيا»[1]!
_______________
[1] صحيفة الشرق الأوسط 13/7/2011م.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة، ثورات شعبية، الثورة الليبية، القذافي، تحرير ليبيا، سقوط النظام الليبي، الناتو،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2011   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه www.albayan.co.uk

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، منجي باكير، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلوى المغربي، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، جاسم الرصيف، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، محمد شمام ، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، عمر غازي، محمد يحي، رافع القارصي، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، علي الكاش، طلال قسومي، أحمد ملحم، علي عبد العال، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، نادية سعد، عبد الله الفقير، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، أبو سمية، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، محمد العيادي، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، د - المنجي الكعبي، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، فتحي العابد، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، سلام الشماع، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، تونسي، مراد قميزة، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، فهمي شراب، حسن عثمان، سعود السبعاني، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء