البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

نزيف هجرة الادمغة في تونس في السنوات الاخيرة

كاتب المقال أنيس التومي - تونس   
 المشاهدات: 446


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انتهجت الدولة التونسية في مجال التعليم منذ الاستقلال في سنة 1956 سياسة إجبارية التعليم ومجانيته مما قلص بشكل كبير نسبة الأمية في المجتمع التونسي.
وتواصلت هذه السياسة في كافة المراحل التي عاشتها تونس إلى يومنا هذا
وفي إطار تطوير هذه السياسة عرف التعليم في تونس تطورا لافتا و ملحوظا خلال بداية الألفية الثانية وذلك بتوجيهها إلى الصناعات التكنولوجية المتطورة ذات القيمة المضافة العالية خاصة بعد احتضان تونس للقمة العالمية لمجتمع المعلومات سنة 2005.
و بذلك أحدثت عديد الشعب التكنولوجية في كافة الجامعات التونسية التي يتلقى فيها الطالب دروس و محاضرات متنوعة خاصة في مجال لغات البرمجة.
وبغض النظر عن جودة التعليم في العديد من هذه المؤسسات العلمية أصبحت تونس تعج بالمتخرجين في هذا المجال مما شجع المئات من الشركات الأجنبية وخاصة الفرنسية منها للانتصاب في تونس لاستغلال هذه الموارد البشرية الهامة الزهيدة و ذات الكفاءة العالية من ناحية و لاستغلال التشجيعات الكبيرة التي تقدمها الدولة التونسية للشركات الأجنبية وخاصة منها المعدة كليا للتصدير من خلال إعفاءها من عديد الضرائب من ناحية أخرى.
أسفر هذا الوضع الى تكوين جيل جديد من المبرمجين و العاملين في هذا المجال ذات تكوين عالي ومتميز يضاهي في قدرته في الابداع ما يوجد في البلدان المتقدمة خاصة بعد الاحتكاك المباشر مع المسيرين و المكونين في هذه الشركات
ومن جهة أخرى ظل الكثير من المتخرجين الذين لم يلتحقوا بهذه الشركات لأسباب يطول شرحها عددهم بعشرات الآلاف عاطلين عن العمل أو يعملون في وضع أقل ما نقول عنه هو وضع مزري.
و بعد التحولات السياسية والاقتصادية التي عرفتها تونس سنة 2011، أغلقت العديد من هذه الشركات الأجنبية واختارت أن تتحول للانتصاب بالمغرب نظرا للاستقرار الأمني والاجتماعي وتوفر موارد بشرية ذات كفاءة.
هذا الأمر أحال العديد من الموظفين في تلك الشركات إلى البطالة القسرية و زاد من تفاقم الوضع للمتخرجين حديثا والذين لم يجدوا شغل في السابق.
نظرا لهذه العوامل أصبحت الهجرة أمرا حتميا لهؤلاء فزادت طلبات الإقامة في البلدان الأوربية بصفة غير مسبوقة خاصة في السنوات الأخيرة ووصلت إلى مستويات قياسية خاصة نحو فرنسا وألمانيا.

وانتصبت عديد الشركات العاملة في هذا المجال بطريقة قانونية او غير قانونية والتي تقوم يوميا بتسفير العشرات من الكفاءات التونسية إلى الخارج بعد تقاضيها لعمولات هامة مقابل إيجاد الكفاءة المناسبة. بل أصبح تجميع السير الذاتية للعاملين في مجال التكنولوجيا في تونس تجارة مربحة للعديد من مقتنصي الفرص.

وفي هذا الإطار وعدت الحكومة الفرنسية بتسهيل اجراءات الهجرة لحاملي الشهادات التونسيين لتسير التحاقهم بالشركات الموجودة هناك حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة .

أدى هذا النزيف لعدة مشاكل خاصة للشركات الوطنية التي أصبحت تجد صعوبة كبيرة في إيجاد الكفاءات المناسبة فضلا على استحالة الإبقاء على موظفيها الحاليين نظرا لعدم استطاعتها توفير ما تقدمه الشركات الأوروبية لموظفيها.
أما الدولة التونسية الآن هي عاجزة وتقوم بدور المتفرج على هذا النزيف الذي لن يتوقف في ظل الأوضاع الاقتصادية المتأزمة حاليا.
و يبدو ان الحكومات المتعاقبة لم تعر الاهتمام اللازم لهذا الأمر وذلك يتجلى أننا لم نرى مسؤولا واحدا تطرق لهذا الأمر.

-------
أنيس التومي / تونس
باحث في علوم التسويق الححديث
--


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الهجرة، هجرة الأدمغة، الكفاءات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-03-2023  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، محمود سلطان، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، نادية سعد، أحمد بوادي، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، مجدى داود، فهمي شراب، إسراء أبو رمان، أحمد ملحم، رافع القارصي، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، عزيز العرباوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، عراق المطيري، أبو سمية، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، عمار غيلوفي، تونسي، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، محمد شمام ، محمد الياسين، مراد قميزة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، د- محمد رحال، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، علي الكاش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، علي عبد العال، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، منجي باكير، صالح النعامي ، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، صفاء العربي، سيد السباعي، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء