البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

لماذا تخلّى تبون عن دعم سعيّد؟

كاتب المقال محرر نون بوست   
 المشاهدات: 882



منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، زار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تونس، في ثاني زيارة خارجية له منذ تولّيه الحكم نهاية عام 2019، وكانت الزيارة حينها بمثابة الدعم الكبير لسعيّد، الذي يعيش عزلة خارجية منذ انقلابه الدستوري ليلة 25 يوليو/ تموز الماضي وتجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة.

عقب هذه الزيارة تتالت المكالمات الثنائية، التي يُفهم منها رضا الجانب الجزائري عن تونس ورغبة نظام سعيّد في إظهار "الانسجام التام والإرادة المشترَكة لقيادتَي البلدَين"، إلا أن الأسابيع الأخيرة حملت معها تطورات لافتة في العلاقة بين الطرفَين.

تبون قلقٌ ممّا يحصل في تونس
ظهرت في الفترة الأخيرة عدة تحولات في العلاقة بين قيادتَي الجزائر وتونس، آخرها تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال لقائه مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في روما أمس الخميس، إذ أكّد تبون استعداد الجزائر وإيطاليا لمساعدة تونس على الخروج ممّا وصفه بـ"المأزق"، ولأجل ما اعتبره "العودة إلى الطريق الديمقراطي".

في تصريحه الذي تناول الوضع في تونس وسُبل حلّه، قال تبون: "نتقاسم مشكلات تونس، مستعدّون للمساعدة لكي تخرج من المأزق الذي دخلت فيه، وترجع إلى الطريق الديمقراطي"، وهو ما يمثّل تحولًا كبيرًا في موقف تبون ممّا يحصل في تونس منذ 25 يوليو/تموز الماضي.

يُفهم من كلام الرئيس تبون تحولًا في موقف النظام الجزائري ممّا حصل في تونس منذ 10 أشهر، إذ عرفت الجارة الشرقية انقلاب الرئيس قيس سعيّد على الدستور ومؤسسات الدولة، الذي بمقتضاه حلَّ البرلمان وعدة هيئات دستورية، بما في ذلك هيئة الانتخابات ومجلس القضاء الأعلى، وأقال الحكومة وعطّل العمل بالدستور وأقرَّ العمل بالمراسيم.

أظهر تبون من خلال تصريحه الأخير عدم رضاه ممّا يحصل في تونس من تطورات سياسية، فوصفَ الوضع الذي تعيشه تونس بـ"المأزق"، والحديث عن ضرورة "عودة تونس إلى الطريق الديمقراطي" يعني عدم رضا الجزائر بالوضع التونسي.

مؤشرات تحول الموقف الجزائري ممّا يحصل في تونس لا تتوقف هنا، إذ تراجعت في الأشهر الأخيرة زيارات وزير الخارجية الجزائري لتونس رمطان لعمامرة، إذ لم يَزُر لعمامرة تونس منذ زيارة الرئيس تبون منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

كما يُفهم هذا التغيُّر من تواصُل غلق الجزائر لحدودها البرّية مع تونس رغم انتفاء سبب ذلك، فقد جاء قرار غلق الحدود لأسباب صحية في ظل تفشّي وباء كورونا في البلدَين، ومع انتهاء أزمة كورونا لم يعد هناك سبب ظاهري لبقاء الحدود مغلقة.

تعوِّل تونس كثيرًا على فتح الحدود خاصة مع اقتراب موسم السياحة، إذ يبلغ عدد السياح الجزائريين الوافدين على تونس سنويًّا أكثر من مليونَي سائح، ويؤكِّدُ بقاءُ الحدود مغلقة عدمَ رضا الجانب الجزائري ممّا يحصل في تونس، وهي أداة ضغط جزائرية.

كمؤشر رابع على هذا التغيير، اعتذار الجزائر عن تزويد تونس بكمّيات إضافية من الغاز، واكتفت بالإيفاء بالتزاماتها التعاقدية وفقًا للاتفاقات المبرمة، وبررت الجزائر ذلك بوجود إشكالات تقنية تحول دون زيادة الإمدادات إلى تونس، لكنها في الوقت ذاته أبدت استعدادها لزيادة إمدادات الغاز نحو إيطاليا وأوروبا، ما يعني أن الرفض مدروس وله رسائل.

أسباب تغيُّر الموقف الجزائري
وجدَ الرئيس التونسي قيس سعيّد في الفترة الأولى لانقلابه على دستور بلاده دعمًا ضمنيًّا من الجزائر، إذ استقبلَ مسؤولين جزائريين كبار في وقت عزلته، وتلقّى منها دعمًا ماديًّا أيضًا في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ أزمة مالية منذ استقلالها عام 1956، لكن استمراره بإجراءاته الانقلابية جعلت الطرف الجزائري يغيّر بوصلته.

يؤكد هذا الأمر الورطة التي وقع فيها نظام قيس سعيّد في ظل تشبُّثه في المضيّ قدمًا نحو فرض برنامجه الخطير، إذ فشلَ في تحقيق آمال التونسيين وورّطَ البلاد في لعبة التحالفات الإقليمية، وخلق لها "أعداءً" دون أن يكون لها مصلحة في ذلك.

يعود تغيُّر موقف الجزائر ممّا يحصل في تونس إلى أسباب عديدة، أهمها ارتماء الرئيس قيس سعيّد في أحضان الحلف المصري الفرنسي الإماراتي، الأمر الذي نبّه منه نظام تبون في أوقات سابقة، إذ ترفض الجزائر أن تتحول تونس إلى خلفية لتمدُّد هذا الحلف في المنطقة.

وتتوجّس الجزائر من التقارُب والتنسيق الحاصلَين بين النظام التونسي وكل من فرنسا ومصر والإمارات، ما جعلها تنسِّقُ أكثر مع تركيا وإيطاليا في خصوص ما يحدث في شمال أفريقيا، خاصة في ليبيا وتونس، ومعروف عن أنقرة وروما رفضهما للمحور المصري الفرنسي الإماراتي.

كما تعيب الجزائر على تونس موقفها ممّا يحصل في ليبيا، إذ استقبلت تونس في الفترة الأخيرة فتحي باشاغا الذي كلّفه برلمان طبرق برئاسة الحكومة، واعترضت على استقبال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وهو ما يناقضُ تصوُّر الجزائر لما يحدث في ليبيا، ويُذكر أن الملف الليبي يشكّلُ حجر الزاوية في الدائرة الأمنية الجزائرية.

إلى جانب ذلك، تعيب الجزائر على النظام التونسي السماح بتنامي موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني في الجارة الشرقية، إذ عرفت هذه الأخيرة مؤخرًا موجة تطبيع غير مسبوقة، حيث استقبلت رحلات جوّية مباشرة من تل أبيب وجلس وزير دفاعها إلى الطاولة نفسها مع وزير الدفاع الإسرائيلي.

فضلًا عن ذلك، يعيب نظام الجزائر على قيس سعيّد عدم الوضوح والتصلُّب في مواقفه، ما أدخل تونس في أزمة سياسية واقتصادية خانقة لها أن تهدِّد السلم الاجتماعي للبلاد، وهو ما من شأنه أن يؤثر على الوضع الداخلي للجزائر.

كيفية تعامُل سعيّد مع المتغيرات الجديدة
تغيُّر الموقف الجزائري ممّا يحصل في تونس من شأنه أن يؤثر سلبًا على قيس سعيّد، الذي يسعى إلى إيجاد حلفاء إقليميين جدد في الوقت الذي زادت عزلته الخارجية وتنامى الضغط الداخلي ضده، بسبب إصراره على المضيّ في فرض برنامجه على التونسيين.

بداية شهر أبريل/ نيسان الماضي، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان حلّ الرئيس التونسي قيس سعيّد برلمان بلاده، معتبرًا أنه "يشكّل ضربة لإرادة الشعب التونسي"، وهو ما استنكرته السلطات التونسية، معتبرة هذا الموقف التركي "تدخُّلًا غير مقبول في الشأن الداخلي" للبلاد، واستدعت بمقتضاه السفير التركي.

يُعتبر تصريح تبون شبيهًا بتصريح أردوغان، فهل يتعامل نظام سعيّد معه بالتعامل ؟ من الصعب جدًّا أن يتمَّ ذلك في هذا الظرف الذي يعيشه سعيّد، فهو لا يريد خلق أي عداوات جديدة، خاصة أن الجزائر لها أن تلعب دورًا كبيرًا إن أرادت الإطاحة به.

يعلم سعيّد قوة الجزائر ونظامها وتدخُّلها في الشأن التونسي، لذلك من المستبعَد أن يعقِّب على تصريح تبون، حتى في مسألة غلق الحدود ورفض الجزائر مدّ تونس بإمدادات إضافية من الغاز، حيث رأينا المسؤولين التونسيين يبرِّرون الأمر حتى لا يبدو أن هناك أزمة.

سيسكت سعيّد ومسؤولو نظامه، كأنه لم يحدث شيء، بل سيخرج البعض من المسؤولين لتأكيد عدم فهم "العوام" لتصريح تبون، وتأكيد نيتهم مزيد تدعيم العلاقات "القوية" بين النظامَين، فليس من مصلحة سعيّد أن يعاديه نظام الجزائر.

لا يهمّ نظام الجزائر بقاء سعيّد على رأس السلطة في تونس من عدمه، ولا يهمّه أيضًا المسار الديمقراطي في البلاد، ما يهمّه فقط هو عدم توجُّه نظام سعيّد للتحالف مع تحالفات إقليمية أظهرت عداءها للجزائر، لذلك من المنتظر أن تُفعِّل في الفترة المقبلة مزيدًا من أدوات الضغط حتى تُرجِع نظام سعيّد إلى حاضنتها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الجزائر، قيس سعيد، إنقلاب قيس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-05-2022   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، رمضان حينوني، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، صلاح الحريري، محمد شمام ، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، تونسي، عزيز العرباوي، عواطف منصور، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، مراد قميزة، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، رافع القارصي، أحمد النعيمي، صلاح المختار، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، محمد العيادي، صباح الموسوي ، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، مجدى داود، محمد الياسين، عمر غازي، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، سلام الشماع، سلوى المغربي، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، أحمد الحباسي، محمد يحي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء