(33) علم الإجتماع : أقصر الطرق إلى الإلحاد [2]
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
(إن الدين عند الله الإسلام) حقيقة سهلة بسيطة قاطعة الوضوح لا لبس فيها ، تعرف وتحدد ما هو الدين. لا سبيل لفهم الدين إلا في ضوئها ، ولا تدرس الأديان الأخري إلا كانحراف عنها. ولا سبيل لعلاج المشكلات النفسية والعصبية والعقلية إلا بها، ولا حل لمشكلات المجتمع وانهياره وتفككه وما يعانيه من أمراض الزنا والسرقة والإدمان والغش وغير ذلك إلا بتحكيمها، ولا طريق لإنهاء مشاكل العالم وحروبه وصراعاته إلا بالإعتراف والتسليم بها، ولا شريعة ولا قانون ينظم حياة الناس في الإقتصاد والإجتماع والسياسة والتربية إلا الشريعة المنبثقة منها.

الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله ، والإقرار بما جاء من عند الله من عقيدة وتشريع أنزلهما علي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم. هو الإخلاص لله وحده وعبادته وحده لا شريك له. هو دين الله الذي شرعه لنفسه ودل عليه عباده ، لا يقبل غيره ، ولا يجزي إلا به ، ولم يبعث رسولاً إلا بالإسلام.

إذا أقدمت علي فهم الدين وأنت تحمل في عقلك وفي قلبك وبين جنبيك هذه الحقيقة ، استوقفك علم الإجتماع وقال لك : إنك رجل (لاهوتي) ، أو (رجل دين) ، تعتمد في أحكامك علي أفكار مسبقة نابعة من وجهة نظرك المدافعة عن الإسلام. وإن هذه الحقيقة التي أتيت بها ليست في منهجها وتحليلها دراسة علمية للدين ، وإنك بتبنيك هذه الحقيقة قد تعديت دورك – إذا كنت عالم إجتماع – لأنك تتحدث من داخل تراث فكري معين في حين أن متطلباتك الرئيسية تقتضي منك أن تضع نفسك في عقل المؤمن دون أن تنتمي إلي معتقده ، وإنه يلزم عليك أن تتراجع عن هذا الإسلام لكي تفكر كعالم إجتماع .

-إذا قلت: إن هذه الحقيقة نص قرآني منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
-أجابك عالم الإجتماع: نحن – في علم الإجتماع – لا نعبأ بالنص ، وإنما بالوظيفة التي يؤديها النص في حياة الناس .

-إذا قلت: إن إستبعاد النص يعني استبعاد الإعتقاد ، ويدعم فكرة هامشية الدين وعدم أهميته.
-أجابك عالم الإجتماع: هذا صحيح ، نحن نستبعد الإعتقادات ...