(166) 81- وجهة نظر فى العلوم الاجتماعية
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
لا يصح نسبتها إلى شريعة الإسلام بوجه من الوجوه.فهى لا تشتمل على ما يؤمر به شرعا، وشريعة الإسلام ليست متوقفة عليها. وهى لا يحدث منها الإيمان الواجب ولا يعرف منها صحة الإسلام وثبوته .

والذى يؤمن بها يكون بعيدا إما عن أصل الدين أو عن بعض شرائعه. لأنه لا ذكر فيها للنبوات وإن ذكرتها فبالسلب فهى تقوم أصلا على عدم التصديق بالرسل مما يؤدى للكفر والضلال.

لا يلجأ إليها إلا من فقد أسباب الهدى، وكل ما فيها من العلوم والأخلاق والأعمال لا يوصل او لا يكفى للنجاة من عذاب الله فضلا عن أن يكون محصلا لنعيم الآخرة، لأن ما تحصل به السعادة والنجاة لا تتضمنه أصلا. إن أصل السعادة والنجاة من العذاب هو توحيد الله بعبادنه وحده لا شريك له والإيمان برسله واليوم الآخر والعمل الصالح وكل ذلك تخرجه من دائرتها. وإن كان فيها أية منفعة فالصواب منفعته فى الدنيا فقط. ما تقوله إما يكون باطلا وإما يكون تطويلا لا يخلو من أخطاء تعوق الطريق عن الوصول إلىالحق . اصطلاحاتها واللغة التى تقوم عليها لا يحتاج إليها العقلاء ولا طلب العقلاء يكون موقوفا عليها ولا سيما من أكرمهم الله بأشرف اللغات الجامعة لأكرم مراتب البيان المبينة لما تتصوره الأذهان بأوجز لفظ وأكمل تعريف.

ولا تتوقف المعرفة على هذه العلوم فعلوم بنى آدم عامتهم وخاصتهم حاصلة بدون هذه العلوم . أما الأنبياء فلا ريب فى استغنائهم عنها وكذلك أتباع الأنبياء من العلماء والعامة فإن القرون الثلاثة الأولى من هذه الأمة الذين الذين كانوا أعلم بنى آدم علوما ومعارف، لم يكونوا يعرفوها ولا ابتدعوها فلم تكن الكتب الأعجمية الرومية عربت لهم ولكنها حدثت بعدهم.

والذى يحاول أن يسلك طريق هذه العلوم يريد أن يوفق بين ما يقوله أصحابها وبين ما جاءت به الرسل يدخل من السفسطة والقرمطة قى أنواع المحال الذى لا يرضاه عاقل .
لا تشفى عليلا ولا تروى غليلا ومن ثم لا يحتاج إليها الذكى ولا ينتفع بها البليد وهى على العموم قليلة الفائدة إما لكثرة الحشو فيها وطولها وإما لفسادها، وإما لعدم تميزها لما فيها من الإجمال والإشتباه. ...