(188) الأناركيون المصريون : تقليد فاسد لفكر فاسد
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
1- "الأناركية" أو "الفوضوية"، أحدث حلقات صلات المسلمين بالغرب، وهى صلات تميزت عن الصلات الأخرى التى تمت من قبل - كما يقول الدكتور "محمد محمد حسين" - بطابع معين، يرجع إلى ظروف هذا الاتصال التى تغاير كل ما سبقها من ظروف وملابسات. كان اتصال الإسلام بغيره من الحضارات والثقافات دائما اتصال الغالب بالمغلوب، أو اتصال الند بالند، أما اتصاله بالغرب فى هذه الفترة الأخيرة، فقد كان اتصال المغلوب بالغالب. والمغلوب "مولع أبدا بالاقتداء بالغالب فى شعاره، وزيه، وبخلقه، وسائر أحواله وعوائده " كما يقول ابن خلدون " ونضيف إليها، مولع به حتى فى تدمير دينه وعقيدته ونفسه، وكيانه، ونظامه، ومؤسساته، كما يبدو ذلك بوضوح فيما ظهرعلى السطح اليوم ويسمى بالأناركية.

2- يقول أحد اليساريين فى مقالة له بعنوان : دور الأناركيين فى الثورة المصرية وإعادة إنتاج فشلهم التاريخى ": ".....الوجه الثالث الذى شكل مفاجأة سارة لى هو استمرار اكتشافى عبر الخمس شهور الماضية لأعداد متزايدة من الأناركيين فى مصر، لم اتعرف عليهم من قبل، مبعثرين عبر محافظاتها المختلفة، ومنتمين لاتجاهاتها المتنوعة، يعملون فى شكل جماعات صغيرة أو كأفراد، هم دائما فى فعاليات الثورة و تنظيماتها المختلفة، كمجرد أفراد مشاركين، ولكنهم غير متمايزين عن باقى من فى الحشود، و هم غالبا ما لا يعلنون عن أنفسهم، ولا يفصحون عن انتمائهم الفكرى والسياسى على نحو صريح، ليست لهم مطبوعات ورقية، أو رموز معلنة غير أن مجموعة صغيرة منهم رفعت العلم الأناركى فى عيد العمال بميدان التحرير، ذلك لأن الأناركيين فى الممارسة عالميا ينقسمون إلى اتجاهين : منهم من يفضلون العمل الدعائى فى مجموعات منظمة، تشكل اتحادات محلية واقليمية وعالمية فيما بينها، ومنهم من يفضلون التأثير الفردى عن طريق الانخراط فى الأعمال الاحتجاجية أو المنظمات الاجتماعية كالنقابات العمالية والمهنية واللجان الشعبية والتعاونيات وغيرها، أى ملاحين غير مرئيين للسفينة الثورية. وهناك من الأناركيين فى مصر من ينتمون إلى جيل أكبر سنا، من ذوى الانتماء...