سيد قطب.. معالم على طريق الإسلام
نادية سعد
في تاريخ الفكر الإنساني علامات مضيئة؛ سطَّرت بيراعها أنصع الصفحات، فصنعت للإنسانية تاريخًا ميَّزها عن سائر المخلوقات، من تلك العلامات يقف سيد قطب علامة مضيئة في تاريخ فكرنا الإسلامي المعاصر، فهو واحد من الذين قدّموا أنفسهم فداءً لأفكارهم وكلماتهم: «إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثًا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذَّيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء».

وفي حياة سيد قطب الكثير والكثير، فحينما تعرَّض لمحنته الكبرى على يد هولاكو مصر المعاصرة، بدأ الناس يتخلصون من فكره وتراثه ودراساته الإسلامية، وحتى أعماله الأدبية بالحرق له، خوفًا من البطش والتنكيل، فضاع بذلك كثير من تراث الفقيد وأعماله الأدبية وكتاباته البحثية..

سير ومسيرة

ولد سيد قطب في قرية من قرى صعيد مصر تسمى (موشا) بمحافظة أسيوط في 9 أكتوبر 1906م، من أسرة متوسطة الحال، وقد اكتسب والده مكانة اجتماعية متميزة بسبب سلوكه الشخصي وثقافته.

دخل سيد مدرسة القرية في سن مبكرة، ظهر نبوغه منذ الصغر، فأتم حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره، وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية استعد للسفر إلى القاهرة لإكمال دراسته فيها، فكان ذلك عام 1920م&#...