البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مع تواصل الصراعات الثانوية ... فتش عن الاستعمار

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1166


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمكننا القول بكل صراحة موجعة، أن معظم (ما لم نقل كل) الصراعات السياسية التي شهدها العراق لم تكن ضرورية مطلقاً، بل كانت خدمة للقوى الأجنبية الطامعة بالعراق، أو بدفع منها.

وهنا لا أريد أن أوزع التهم، ولكن لابد من القول أن تلك القوى الأجنبية عملت بحرفية ومهنية عالية في العراق، فكسبت العديد من القوى إلى جانبها، أما بصفة وكلاء وأذناب، أو حلفاء، أو أصدقاء. القوى العراقية من يسارها إلى يمينها، خاضت الصراعات (وبعض تلك الصراعات كان داميا)، ولكن لم تكن في تلك الصراعات مصلحة وطنية عراقية، بل كانت نتائج المعارك والصراعات تصب في طاحونة المصالح الأجنبية.

العراق كان وما يزال يمر بمرحلة التحرر الوطني، فالبلاد كانت لتوها قد نالت الاستقلال السياسي، المنقوص عام 1923، ثم الشبه الكامل عام 1932 (نهاية نظام الانتداب/ في العهد الملكي)، ثم بخطوات لاحقة : تصفية القواعد الأجنبية (الشعيبة والحبانية / في العهد الملكي)، بدايات خطط التصنيع (مجلس الإعمار / العهد الملكي) ثم الخروج من منطقة الاسترليني، وحلف بغداد،1959/1960 (عهد ثورة تموز) ثم قانون رقم 80 النفطي(في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم)، ثم القانون الحاسم بتأميم النفط عام 1972 (الرئيس أحمد حسن البكر). كانت هذه خطوات في مراحل تم خلالها إحراز الاستقلال السياسي، وتقليص حجم التبعية للقوى الأجنبية بدرجة كبيرة جداً.

نلاحظ في هذه المسيرة، أن العراق الحديث مر بعهود عدة ومنجزاته الوطنية تحققت عبر انظمة عديدة، ولكن الصراعات الجانبية لم تكن لتتوقف، وهي صراعات الحقت بالعراق ضررا كبيراً أوصلته لما نحن فيه منذ الاحتلال 2003 وإلى حد الآن.

لا أريد أن أتجاهل الأهداف الاجتماعية، والوطنية القومية وأهميتها، ولكن لابد من التركيز على قضية جوهرية، هي أن العراق كان حديث الاستقلال، والتشكل الاجتماعي لم يكن تاماً، وبالتالي فإن الحياة الحزبية في غياب التبلورات الطبقية، هي في الواقع تشكيلات نخبوية. وإذا كان النشاط السياسي الحزبي مقبولاً ومطلوباً، إلا أن التناقض الحاد الذي كان يفضي إلى صراعات دموية لم يكن يتناسب مع الشروط التاريخية للمرحلة التي يمر بها العراق. وبالتالي كان التثقيف السياسي غير موفق في تشخيص الموقف الاجتماعي.، أو الموقف القومي العام المناهض للاستعمار والإمبريالية .فخاضت القوى الوطنية والقومية والتقدمية العراقية حربا لا هوادة فيها فيما بينها، صراعات كانت في بعض الأحيان دموية، لم يكن لها داع حقيقي.

واليوم إذا دققنا في جوهر المواقف السياسية التي قادت إلى الصراع الدموية، نجد أن الصراع قاد في نتائجه لمصلحة القوى المتربصة بالوطن، وخسر الجميع في نهاية المطاف، ومن شدة المأساة أننا نجد من لا يقبل هذا الطرح، رغم أن طمى الخطب قد علا حتى غاصت الركب ...!

والغريب أن بعض أطراف العمل الوطني، ارتضت أن تتفاهم وتتعانق وتتحالف مع المحتلين الأجانب من أفضلهم إلى أسوءهم، وقدم وما زال يقدم التنازلات العقائدية والسياسية، وبتهاون في مصلحة الوطن، ويتخذ مواقفاً أنعم من الحرير معهم، ولكنه في اللقاء الوطني يشترط وينفخ ويغضب ويتوعد ... ويتذرع بالحجج كي لا يتفق على ماذا .....؟ على تحرير الوطن ..! اليوم أمام كل عراقي أفراداً كانوا أم حركات سياسية، هدف واحد يعلو جداول الأعمال، وهو استعادة العراق لسيادته، ومن المؤسف القول أن من لا يرى ذلك، عليه مراجعة طبيب عيون لتصحيح نظره ونظارته ...!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، الفساد، الكاظمي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-12-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، فهمي شراب، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، محمد يحي، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، نادية سعد، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، عبد الرزاق قيراط ، حميدة الطيلوش، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، طلال قسومي، فتحي الزغل، وائل بنجدو، كريم فارق، عواطف منصور، صلاح الحريري، سامح لطف الله، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، علي الكاش، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، عمر غازي، خالد الجاف ، رافد العزاوي، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، محمد أحمد عزوز، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، مجدى داود، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، محمود سلطان، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، تونسي، أنس الشابي، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، حاتم الصولي، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة