البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من هو الأصل ومن هو الاستثناء ؟

كاتب المقال همام الجيبه جي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7824


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل الاختلاف اصل ام التوافق، وهل التفاضل اصل ام المساواة، وهل التباين اصل ام التطابق ؟
هذا سؤال فلسفي يحتاج الى قراءة جيدة . سيجزم البعض ان التوافق والمساواة والتطابق هي الاصل، والاختلاف والتفاضل والتباين هي الاستثناء؟، ولي بهذا رأي اخر، ليس لنا هنا ان نخلط بين امانينا وتمنياتنا وبين الواقع والحقيقة، او نخلط بين طموحنا وطبيعتنا، ولو تمكنا من التمييز بين ما نريد ونطمح وبين ما هو كأئن وسالك، لامكننا ان نصل الى رؤية تمكننا من ادراك الامور بمنظار اكثر واقعية واقرب للحقيقة، ولنظرنا الى تعددية الاختلاف والتفاضل والتباين بنظرة محايدة موضوعية .

انظر الى الطبيعة، تجد الجبال والوديان والسهول، فهل ترى فيها توافق ومساواة وتطابق ؟...ثم انظر الى صنع الانسان على الطبيعة تجد بيوتهم متشابهة، وطرقهم متقاربة في الابعاد، وحتى اذواقهم متطابقة. هذا هو الفرق بين صنع الله وصنع الانسان. لقد اختار الله في خلقه تعددية المنحنيات والمنعطفات واختار الانسان الخطوط المستقيمة. لماذا هذا الاختلاف في نسق التفكير ؟,,, بلا شك هو عجز الانسان عن الاتيان باشكال لا يقدر عليها، بينما تمكن الخالق من ابهار واعجاز الانسان بتعددية الاختلاف والتنوع. ولان الخالق قد خلق خلقه على اختلاف وتفاضل وتباين،اذن فهذا هي الاصل وخلافه استثناء."ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة .."و "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا " وقال تعالى " انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ." فالاختلاف هو سبب التعارف، ولولا الاختلاف ما تعارفوا، وقيل "خالف تعرف " لمن يريد مراءً ان يعرف ً. هذه النظرة تقودنا الى وجوب الاعتراف بالرأي المخالف على انه اصل اراده الله تعالى ، وقال النبي (ص) ، (اختلاف امتي رحمة)، لكن الاختلاف في الرأي يجب ان لا يؤدي الى التزمت، بل الى المرونة في الانقياد والرجوع الى رأي غيره ان وافق الحقيقة، ومن لا يستطيع ان يعود الى الحقيقة بعد ان تبينث له ، فهو متزمت غير قابل للتعلم، انه متحجر قد ملئ دماغة حصى.

ليس من الغريب ان يعتبر "العقل" هو الرسول الاول للبشرية،الذي اهتدي به الانسان الى خالقه، وما خاطب الله احد بنبي مرسل او كتاب منّزل الا وكان خطاب العقل هو المحور وهو المخاطب الاساس، اما من يعّطل عقله ويعتمد على نصوص وأوامر موروثة، فهو كالانعام بل هو أضل، والقرأن يخاطب العقل في كل شئ، وهي حجة الله على البشر، وهو حجة البشر على الله يوم الحساب .وكيف لا يكون كذلك!، فمن خلق العقل لا يد وان يعود العقل ليتعرف عليه .

في السوق السياسية في عراق اليوم، خطين احدهما يّحكم العقل واخر ينفي العقل ويحكم نصوص وكتابات بشرية. وبعبارة اخرى ، خط يترّوى في دراسة كتاب الله واخر يلوي النصوص ويتبع اراء قديمة ثبت بطلانها، فقد اثبتت قناة "المستقلة" في الحوار الصريح بعد التراويح ، ان "الامامية" لا تثبت عقليا، وان لا وجود لها نظريا او واقعيا، ومن يتمسك بها انما يتمسك بقشة في مهب الريح، ومن الملفت ان اصحاب الامامية هم من فضح هذا الزيف بذكر تفاصيلها وجزئياتها، فان كان للمستقلة من فضل فهو اتاحة الفرصة للتعبير للرأي الاخر، في حين تحجم كل الفضائيات الشيعية على كثرتها من استضافة الرأي الاخر، ويفسر هذا عجزها عن مجاراة المستقلة، والملفت ايضا ان الاساس النظري للتشيع لا يقوم على اساس عقلي ثابت، مما يطعن في شرعيته .

يخطئ من يضن ان التردي الذي انزلق اليه العراق في ظل الحكم الشيعي لا يمّت الى عقيدة الحاكم الشيعي بشئ . فمن كانت عقيدته تبيح العنف وازهاق الروح البريئة لمجرد مخالفتها بالعقيدة انما يخالف مشيئة الله في جواز الاختلاف، سيقول البعض ان الشيعة لا تبيح الاعتداء، وهو قول حسن مقبول، لكن البعض الاخر يقول ان الاعتداء على مخالفيهم في العقيدة مباح او واجب، فبأي القولين نأخذ ونحن نرى مدى استباحة الانفس والاموال والاعراض في ظل الحكومة الشيعية، لابد وان يجيب معترض على ان حكم البعث مارس مثل هذه الانتهاكات، وهذا الى درجة ما صحيح، فهذا اذن يبرر لما يمارسه الشيعة الان، اذن يجب ان نقول ان الشيعة لا تختلف عن البعث . علما بان حكام البعث لم يدعّوا قط بانهم يدينون بمذهب السنة، بل قالوا بانهم ماديون علمانيون لا يعيروا للمذهب اي اعتبار، وان اول واكثر من جاهدهم هم اهل السنة، واكثر من ساندهم وعاضدهم هم من اهل الشيعة، وسيقول اخرون، يجب على اهل السنة ان يفرقّوا بين الشيعة التى تدين الاعتداء والعنف واخرى التي تبيحه . فاقول نعم ، وعلى احدى الفريقين الشيعيين ان يتبراء من الاخر ويتخذ اسما اخر يميزه.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-09-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفى منيغ، سامح لطف الله، مراد قميزة، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، فهمي شراب، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، الهيثم زعفان، د - عادل رضا، سلوى المغربي، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، مجدى داود، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، علي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد ملحم، محمد الياسين، رافع القارصي، علي الكاش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، عراق المطيري، صباح الموسوي ، كريم السليتي، تونسي، سيد السباعي، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، حسن عثمان، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سعود السبعاني، د. خالد الطراولي ، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة