البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أنا محجبة إذن أنا محتشمة !

كاتب المقال د. ساجد العبدلي   
 المشاهدات: 6964



العبارة أعلاه ليست صحيحة دائما كعبارة ديكارت الشهيرة «أنا أفكر، إذن أنا موجود» فمن يفكر فهو موجود بالضرورة، لكن من تتحجب فهي لا تحتشم بالضرورة!
أعرف أن هذه الفكرة قد تكون مزعجة شيئا ما للبعض، لكن مع الشرح سيبين المقصود. في البدء سأقول إن كلمة الحجاب صارت اليوم من الكلمات الحمالة الوجوه والمعاني، وكذلك وجوهها ومعانيها ملتبسة بدورها، لذا فمحاولة الوقوف على أرضية مشتركة بخصوص المقصود منها ليست بالأمر الهين. خذوا عندكم، هل المقصود بالحجاب صيغته المادية المظهرية، وعليه سنتساءل: أهو تلك الخرقة التي تضعها المرأة على رأسها لتغطي شعرها؟ أم أنه الغطاء الكامل لجسد المرأة كي لا يبين منها شيء؟! أم أننا نقصد به شيئا يجمع ما بين الصيغة المادية، بأي هيئة كانت وفقا للرأي الشرعي المتبع، والبعد المعنوي الذي يراد منه الاحتشام؟!
منطقيا، أظننا سنقول إن المقصود من غطاء المرأة هو الاحتشام، لأن الحجاب ليس دلالة رمزية مجردة، أليس كذلك؟ وبالتالي سنقول أيضا إنه لا فائدة من غطاء تتشح به المرأة ليفضي إلى هيئة غير متوافقة مع الاحتشام أو أن يكون مصحوبا بتصرفات وسلوكيات غير محتشمة، لأنه سيكون ناقصا أو بلا فائدة البتة كونه تناقَضَ مع الجوهر المراد منه.
حسنا... بالأمس القريب، وفي إحدى الجهات العامة، كانت الموظفة ترتدي غطاء للرأس، ونقابا يغطي وجهها، وعباءة طويلة تجرها من خلفها، ولا اعتراض عندي على هذا، بل تستحق عليه التحية إن كانت تؤمن بأنه الشكل الشرعي الصحيح، لكن المفارقة أن أظافرها كانت مصبوغة باللون الأخضر (إي والله أخضر فاقع) والذي كان لافتا للأنظار بشكل واضح. شعرت إزاء هذا المشهد بأن هناك شيئا خاطئا في المسألة، وأنه نابع من الارتباك في مفهوم الحجاب وفلسفته عند هذه الأخت، هذا إن كانت عندها فلسفة للحجاب أصلا!
هذا المشهد قد يبدو بسيطا لاسيما إن نحن تذكرنا كيف أننا كثيرا ما نشاهد نساء يضعن على رؤوسهن قطعة من قماش، يسمينه حجابا، ويخرجن في نفس الوقت من جوانبها خصلات ملونة من شعورهن! وكذلك كيف أننا كثيرا ما نشاهد من يرتدين أغطية للوجه، يسمينها نقابات، في حين أنه قد بانت عيونهن مزدانة بالكحل وظلال الماكياج واصطبغت وجوههن بكريمات الأساس، وأضفن إلى المشهد عباءات ضيقة، بل قد وصلت الحال إلى أن تغطي بعض الفتيات شعورهن، بينما يرتدين في نفس الوقت قمصانا ضيقة وبنطلونات جينز، أو حتى تنورات قصيرة تكشف عن سيقانهن!
ليس المقصود من الكلام أعلاه مجرد وصف ما وصلت إليه هيئات من يقلن إنهن محجبات، بقدر الوصول إلى أن فكرة الحجاب وفلسفته قد صارت مضطربة جدا عند الناس، حيث ابتعد عن معناه الجوهري وأصبح مجرد حالة شكلية خارجية، تحولت وتغيرت مع الأيام تحت ضغط عدم الإيمان وعدم الاقتناع، خصوصا بصوره المتشددة، وتحت وطأة العادات والتقاليد التي لا تحتمل النقاش، ومع شطحات الموضة القادرة على اختراق كل الحصون، إلى هيئات ابتعدت وبشكل صارخ عن الحشمة.
أردت من هذا المقال الدعوة إلى إعمال الفكر وتمحيص نظرتنا تجاه الحجاب وتجاه معانيه الحقيقية الجوهرية، ولعلها كذلك دعوة إلى إعادة تقييم كل من تضع على شعرها أو وجهها وجسدها غطاء على معيار الاحتشام الحقيقي لنعرف إن كانت محجبة فعلا أم لا!


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 05-09-2008   صحيفة "الجريدة" الكويتية / الإسلام اليوم

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  10-09-2008 / 06:59:47   ابو سمية
وهل تملك شيئا آخر غير الضحك او الإضحاك؟

الى مقداد
بالطبع ستضحك وهل تملك غير الضحك، وهل يملك الذي لا يفهم شيئا غير الضحك او التهجم على الموضوع المتناول، وهل يملك أهل الباطل غير إضحاك الناس عنهم حينما يضحكون بزعمهم.
يلزمك على اية حال ان ترتقي بطريقة تناولك للأمور لكي تصل لفهم الحرقة التي ينطلق منها كاتب المقال والتي يحسها كل مسلم غيور، لتفهم الموضوع المتناول، ساعتها ستعرف ان ما ذكره الكاتب من امر مظاهر الزينة لا يستحق من الواحد ان يكون متلصصا ليذكرها، فهي من العناصر الظاهرة في لباس المراة المتبرجة ولا يتجنبها الا الاعمى بقطع النظر عن كون احدهم ملتزم بغض البصر او لا، وانما إسفاف اهل الباطل هي التي تدفعهم للنقيب في تفاصيل تافهة كهروب من مستحقات نقاش الفكرة.

  9-09-2008 / 23:08:34   نبيل مقداد
تلصصّ

ضحكت كثيرا من مقالك:اكتشفت أنّك متلصص بامتياز..التقطتَ الأظافر المصبوغة باللون الاخضر الفاقع.. العيون المزدانة بالكحل وظلال الماكياج
..الوجوه المصطبغة بالكريمات.. القمصان الضيّقة.. التنورات التي تكشف عن السيقان...فهل أنت ذاهب في حال سبيلك أم هل أنت تتلصّص على نساء الخلق؟ رحم الله قاسم أمين.ربّما كان على الرّجل أن يضع حجابا.
تحيّاتي
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، د - عادل رضا، مراد قميزة، صباح الموسوي ، صفاء العربي، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، محمود سلطان، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، صلاح المختار، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، د - المنجي الكعبي، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، مصطفي زهران، أحمد ملحم، د. مصطفى يوسف اللداوي، رضا الدبّابي، علي الكاش، علي عبد العال، أنس الشابي، خالد الجاف ، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، ماهر عدنان قنديل، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، أحمد بوادي، نادية سعد، محمد يحي، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، طلال قسومي، العادل السمعلي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، عراق المطيري، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، سامح لطف الله، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، الهيثم زعفان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، د. صلاح عودة الله ، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة