الأبعاد التاريخية والسياسية للهجوم على الحجاب
د . ليلى بيومي
كان التركيز الغربي على مصر شديدًا، سواء في استهدافها بداية بالاحتلال العسكري كما في الحملة الفرنسية وغزوة فريزر، أم في استهدافها بالغزو الفكري والثقافي. وهكذا كانت مصر هي البداية للهجوم على الحجاب، وبالتالي جاءت الدعوة إلى رفض الحجاب واعتباره من الموروثات الاجتماعية التي يجب تحرير المرأة منها وليس من الفروض الإسلامية.

وانطلقت هذه الدعوة منذ عهد محمد علي باشا، وتحديدًا منذ عام 1826، الذي شهد إرسال البعثات المصرية إلى فرنسا، إلا أن دعوة محمد علي لم تلقَ قبولاًَ ولا تأييدًا من علماء المسلمين، ولا من قِبل المثقفين في مصر، في بداية العقد الأخير من القرن التاسع عشر وبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 صدر كتاب «المرأة في الشرق»، وكان مؤلفه محاميًا "مسيحيًّا" مصريًّا كان صديقًا للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر، وكان يدعى مرقص فهمي، وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجابًا للعقل.

وفي عام 1894 صدر كتاب آخر لمناهضة الحجاب كان من تأليف كاتب فرنسي يدعى الكونت داركور، وقد هاجم فيه المثقفين المصريين لقبولهم الحجاب وصمتهم عليه، وفي عام 1899 ظهر كتاب «تحرير المرأة» لقاسم أمين، الذي دعا فيه إلى...