بل زُيِّن للّذين كفروا مَكرُهم*: قراءة في بعض الردود حول كتاب "ليطمئنّ قلبي"
أنس الشابي
نشر الأستاذ محمّد الطّالبي في الفترة الأخيرة كتابًا هامّا عن دار سراس للنشر عنوانه "ليطمئنّ قلبي" تناول فيه جملة من القضايا والمسائل التي تهمّ البحث العلمي في الجامعة التونسيّة ضاربًا لذلك أمثلة من مادة الحضارة الإسلامية في قسم اللغة العربية بكليّة آداب منوبة، وقد تعرّض الأستاذ إلى حملة شعواء من قبل تلميذه وتلامذة تلميذه تجاوزوا فيها حدود الأدب واللياقة شارك فيها حتّى لصّ النصوص.
نقض الدجل والمكر جملة هذه المقالات سنغفلها لأنها انحرفت بالموضوع من قضيّة عامّة إلى قضايا جزئيّة مدرسيّة لا فائدة ترجى منها وسنقتصر على تناول نصّين:

الأول منهما: كتبه احميدة النيفر ومن المعلوم أنّ المذكور أسّس ما يسمّى بنحلة اليسار الإسلامي التي تدير نادي الجاحظ، وقد عرفت هذه النحلة بقدرتها على التلبيس على خلق الله فتجد قائديها يتحدثان عن كلّ شيء وعلى كلّ المنابر وفي كلّ الأوقات، يوافقون هذا ويعلّـلون خطأ ذاك. ولعلّي لا أجانب الصواب إن قلت إن مقال " نخبنا حين تتدابر" الصادر في جريدة الصباح في 4 مارس 2004 يندرج ضمن نفس المسلكيّة التي أشرت إليها، حيث لم يشر احميدة النيفر إلى أيّ قضيّة من القضايا التي بحثها الطالبي واكتفى بالقول إن ما نشره: "ردّ قاطع على من لا يشاطره من الباحثين المعاصرين رؤيته في التعامل مع النصّ الدينيّ". والمفهوم من هذا الكلام أن احميدة النيفر يوافق الشرفي فيما ذهب إليه من نفي للقدسيّة عن القرآن ودعوة إلى تغيير طريقة أداء الصلاة والإفطار في رمضان والامتناع عن رمي الجمرات في الحج هذه الأركان التي يقوم عليها الدين ويدعو الشرفي إلى نقضها يعتبرها احميدة النيفر "بحثا معاصرًا" في حين يرى في دفاع الطالبي عنها وعن الإيمان "إحباطا". وفي تقديرنا أن احميدة النيفر يحاول المشي على خطّين متوازيين أحدهما ينفي الآخر، الأول منهما نسجه حليفه في تغيير برامج التربية الإسلامية لما كان مستشارا لوزير التربية الأسبق والثاني نسجه محمد الطالبي الذي عبّر في كتابه هذا عن استهجانه لمجموعة " الحضارة الإسلامية " في منوبة ومن...