أعداء الأمة وسينما المرأة
د. نانسي أبو الفتوح
لا يختلف أحد على قدرة السينما في مجالات تزييف أو تكوين الوجدان والوعي التاريخي والعقائدي والفكري، فهي بعناصرها العديدة والمتنوعة، قادرة على صناعة تاريخ وهمي، وتجسيد أحداث مختلقة، ومن خلالها يمكن إعادة ترتيب كل شيء، التاريخ، الجغرافية، الحقائق، وبواسطتها تستطيع أن ترى أعتى المجرمين وهو يتحول إلى ضحية شجاعة .. والعكس، حيث يمكن لصناعها أن يجعلوا من قائد مغوار، فأرًا خسيسًا مذعورًا.

والسينما، بهذا المعني، سلاح استراتيجي في معركة الوعي والانتماء، وبناء وصراع الحضارات، ولذلك فقد عني بها الصهاينة والصليبيين وأعداء الأمة عنايتهم بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.

فقد جاء في مقررات المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عُقد في مدينة (بال) عام 1897م، توصية بالاهتمام بالسينما، وهناك محاور أساسية مثلت الرسالة السينمائية الصهيونية، كاستجابة فورية ومباشرة لهذه التوصية أهمها مهاجمة الشخصية العربية والإسلامية، ومناصرة الشخصية اليهودية والمشروع اليهودي.

ولأهمية صناعة السينما في غسيل المخ والغزو الثقافي والتغريبي للمجتمع المسلم وتحرير المرأة بالذات من تعاليم الإسلام، فقد عاد رجل الأعمال المسيحي نجيب ساوي...