نسائى أم نسوى أم أنثوى؟
سيدة محمود محمد
مما لا شك فيه أن كل ما أنتجه العقل البشري هو ثمرة تطور الحياة الإنسانية، وحق للجميع الإطلاع عليه والتفاعل معه ولا سيما أننا أصبحنا اليوم أكثر من أي وقت مضى نحيا عالم يموج بالاختلافات فضلا عن اقتحامها عالمنا شئنا أم أبينا وذلك مع مناخ العولمة والذي أضحى العالم في ظله قرية صغيرة، ومن ثم لم يعد بمقدورنا الانعزال تحت مسمى الخصوصية.

وإذا كانت مصطلحات الأنثويةfeminism تدرس كنظرية في جامعات الدول الغربية وفي الكثير من المحافل الأكاديمية في البلدان غير الغربية، فإنها كحركة تكرس نفسها على أرض الواقع لتغيير معالم هذا الواقع خارج جدران الجامعة بل ونجاحها في صياغة ما تريده في صورة مواثيق دولية مختومة بشعارات الأمم المتحدة تدفعنا وبقوة إلى ضرورة أن تحظى باهتمام باحثينا ودارسينا خاصة وأنها تدعى أن ما تطالب به هو قاسم إنساني مشترك.

وينظر البعض إلى الأنثوية feminism بشكل عشوائي على أنها أبعد من أن يطلق عليها نظرية ،فهي بالنسبة لهم مجرد خليط عشوائي لمجموعة انتقادات تنظيرية تتناول وضعية المرأة .

وعلى النقيض من ذلك ،يرى البعض أن الأنثوية ليست نظرية واحدة ،وإنماهى عدة نظريات وتيارات كل منها يتناول رؤية لقضايا أطلقوا عليها( اضطهاد المرأة )محللا أسبابها ،ونتائجها ،وواضعا استراتيجيات لحل مشاكلها وتمكينها.
وسواء نظرنا إليها على أنها حركة ،أو نظرية ،أو فلسفة،فإنه لا يستطيع أي مجادل أن ينكر امتداد تأثيرها إلى ما وراء العالم الغربي ليصل إلى مختلف بقاع العالم سواء عبر الجهات الدولية المانحة وطوفان التمويل الذى يفتح شهية الجمعيات الأهلية ويجعلها على أهبة الإستعدادللترويج لأى أجندة والزعم بأنها محلية،أو عبر لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة و ماتمارسه من ضغوط على الوفود الر سمية بشكل دورى كل سنة أو سنتين للتأكد من الالتزام الحكومي (تقارير الدول )بالمرجعية الكونية البديلة والخضوع للنظام العالمي الجديد.

وما ينبغي التأكيد عليه :

أن هناك محاولات عدة لتحديد ماهيةfeminism ولكن من الصعب تحديد تعريف جامع مانع بحيث يكون دقي...