(99) علاقة المصالح والمنافع بكراهية الإسلام عقيدة وتطبيقا
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
في النصف الثاني من القرن الماضي كتب الأستاذ "محمَّد قطب" في كتابه المعروف "جاهليَّة القرن العشرين" فصلاً خاصًّا بعنوان "لماذا يكرهون الإسلام؟"، شرَحَ فيه الأسباب الكامنة وراء كراهية معظم فئات المجتمع للإسلام.
يقول الأستاذ "محمد قطب": "الإسلام في هذا العالم الإسلامي غريب على الناس، كغُرْبته يوم بدَأ في جاهلية الجزيرة العربية، وهو - فوق ذلك - مَكْروه من كثيرين، هؤلاء الكثيرون فِئاتٌ مُخْتلفة على النَّحو التالي:

1- القادة والزعماء:
يكرهون الإسلام؛ لأنَّ الإسلام يجعل الولاء لله، بينما يريدون هم الوَلاء لأشخاصهم مِن دُون الله، وقد استغلَّ أعداء الإسلام هذا الدافع لدَيْهم، فجعلوا منهم وُكَلاء له في القيام بمهمَّة القضاء على الإسلام وتدمير المسلمين.

يقول المُفَكِّرون الإسلاميون: "هناك ظاهرة واضحة متكرِّرة، هي أنه كلما قام (قائد أو زعيم) لِيُقيم من نفسه طاغوتًا يُعَبِّد الناس لشخصه من دون الله، احتاج كي يُعْبد - أي: يُطاع ويُتَّبَع - إلى أن يُسَخِّر كل القُوى والطاقات لحماية نفسه أولاً، ولتأليه ذاته ثانيًا، واحتاج إلى حواشٍ، وذيول، وأجهزة، وأبواق تُسبِّح بحمده، وتُرَتِّل ذِكْرَه، وتنفخ في صورته الهزيلة؛ لتتضخَّم، وتشغل مكان "الألوهية" العظيمة، وألاَّ تكف لحظة واحدة عن النَّفخ في تلك الصورة الهزيلة، وإطلاق التراتيل والترانيم حولها، وحشد الجموع بشتى الوسائل لتسبِّح بحمدها، وإقامة طقوس العبادة حولها، وفي هذا الجهد الناصب تُنْفَقُ طاقاتٌ، وأموال، وأرواحٌ أحيانًا، وأعراض... ولهذا فَهُم يكرهون الإسلام؛ لأنه يحرمهم من ذلك كله".

2- المثقَّفون يكرهون الإسلام:
المثقفون هم نِتاج سياسة تعليمية وضَعَها الغَرْب لبلاد الإسلام، أفرَزَت أجيالاً من المسلمين لا يعرفون شيئًا عن حقيقة الإسلام، ويعرفون بدلاً منها شبهاتٍ تحوم في نفوسهم حول هذا الدِّين.
قرأ المُثَقَّفون كتب الغرب، ولم يفرِّقوا بين ما ينفع ...