البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

الدفاع عن النقاب والحجاب لا يجب أن يعتمد على مبدأ الحرية في اللباس

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5903


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يقوم بقايا فرنسا في موجة متجددة، بحملة على مظاهر التدين ممثلة هذه المرة في تتبع وزارة الداخلية للابسات النقاب.
ولئن تخفت الحملة هذه المرة تحت مزاعم أمنية، فإننا حينما ننظر إليها في إطار مسار متواصل منذ زمن سيئ الذكر مرورا ببن علي وحربهما على الحجاب، نعرف أن الأمر لا يخرج عن كونه إحدى محطات صراع بقايا فرنسا المتحكمين في مفاصل الدولة مع أنصار الهوية.

لكن ما يهم في هذه المسألة وما أريد تناوله، هو صيغة دفاع أنصار الهوية حينما يحاججون عن الحجاب والنقاب، إذ يقولون انه لا يجب منع الحجاب أو النقاب لأنه يدخل في باب حرية اللباس التي تبيحها القوانين الدولية وحقوق الإنسان الكونية.

هذا دفاع المنكسرين يؤدي لامحالة لتكريس الواقع، وتبريره وتأبيد طرح بقايا فرنسا. كيف ولماذا؟

أولا: القول بان الحجاب يدخل في باب حرية اللباس إقرار ضمني بحرية التعري مادمت تتبنى الخلفية الفكرية والعقدية التي تقول بحرية اللباس على إطلاقه، فيصبح دفاعك عن الحجاب والنقاب مؤد للإقرار بالفساد بل والترويج له.

إقرارك ودعوتك الضمنية للعري تتناقض مع دعوتك للحجاب والنقاب، فكلامك إما أن يكون من خلفية شرعية إسلامية، فهو ساعتها لا يجوز، إذ أنت تصبح داعيا للباطل عوض النهي عنه، وإما انه كلام لا يقصد به ذلك، فهو إذن كلام فاسد يناقض أوله آخره.

ثانيا: الاعتماد على مضمون دفاع يعتمد على خلفية فكرية لا تصدر من تلك التي أنتجت الحجاب والنقاب، أي اعتمادك على مفاهيم قيم الحقوق الكونية الغربية للدفاع عن الحجاب والنقاب، عوض الاعتماد على المنطلقات الاسلامية في الدفاع، إما أن يكون مقصودا أي عن وعي أو غير مقصود.

إن كان مقصودا، فهو يعكس إما إحساسا بعجز المنظومة الإسلامية في تبرير لبس الحجاب أو النقاب، فهو إذن دفاع مسكون بالهزيمة ابتداء، لا يمكن اعتماده في صراع ثقافي وعقدي بدرجة أولى، أو أن يكون مقصودا ولكن ينبع من غرض الإقناع بما يفهمه الخصم بتقريب التبريرات من خلال ما يعتمده هو أي المفاهيم الغربية لحقوق الإنسان، ولكن في هذه الحالة فإن الأمر ينتهي لإقرار بغلبة المنظومة الفكرية للخصم مادمت تستعملها كأداة تبرير ومحاججة، لأنه لا يفهم ماهو المرجح لعدم استعمال منظومتك أنت الإسلامية للتبرير، ولماذا لايكون هو من يتقرب للفهم.

وإن كان غير مقصود، فهو يعكس عجز مستعمل هذه التبريرات عن فهم طبيعة الصراع مع بقايا فرنسا أنه صراع عقدي بدرجة أولى يجب أن يخاض بعدم التسليم بهزيمة منظومة الإسلام في المجال الفكري والعقدي أمام المفاهيم الغربية، والمحاجج هو إذن قاصر فكريا عن استيعاب الصراع وطبيعته ويجب ان يبعد عن إدارة الصراع وبدرجة اولى تستبعد مفاهيمه ومنها الدفاع عن الحجاب و النقاب من خلال القول انه يدخل في باب الحقوق الشخصية.

وثبت إذن أن الدفاع عن الحجاب والنقاب يجب أن يعتمد على التبريرات الإسلامية فقط، ولا يجب أن ينظر لأي مبرر آخر، بل يجب بالتوازي إبطال مفهوم حرية اللباس على إطلاقها، بالتبيين أن مفهوم حرية اللباس مفهوم ذو صحة نسبية يجب أن لا يجاوز المجال الشخصي الضيق، وان جاوزه للمجال العام فإنه يجب صده وإيقافه واعتباره تعديا وخرقا للقوانين العامة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الحجاب، النقاب، الدفاع عن الحجاب، التهجم على الحجاب، محاربة النقاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، مجدى داود، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، سيد السباعي، محمد شمام ، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، د.محمد فتحي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، عمر غازي، إياد محمود حسين ، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، عبد الله زيدان، سامح لطف الله، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عواطف منصور، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، علي عبد العال، نادية سعد، سلوى المغربي، يحيي البوليني، علي الكاش، كريم فارق، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، سلام الشماع، كريم السليتي، عراق المطيري، حاتم الصولي، صلاح الحريري، محمود سلطان، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، حميدة الطيلوش، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، صالح النعامي ، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، مصطفي زهران، أحمد بوادي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء