البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

هل يعاد النظر في مسألة الاختلاط بالمؤسسات التعليمية التونسية؟

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 11439


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل يمكن أن يعاد النظر بتونس في موضوع اختلاط الجنسين بمجمل المؤسسات التربوية لدينا، وخاصة تلك مادون ‏الجامعية؟

‏ يبقى التساؤل مشروعا وذو مصداقية كبيرة بما انه تتوافر العديد من الاعتبارات الموضوعية التي تجعل من إعادة النظر ‏في التوجه التونسي القاضي بتبني سياسة اختلاط الجنسين في المؤسسات التعليمية، فعلا متسقا مع التطورات التي يشهدها ‏المجتمع التونسي، من ذلك مثلا:‏
‏- تنامي الوعي لدي شرائح المجتمع التونسي وخاصة تلك الشابة، بما مكنه من الإطلاع أكثر على دينه، حيث عرف من ‏خلال ذلك ان اختلاط الجنسين مدخل لمفاسد كبيرة، عمل الإسلام على التشديد على إنكارها والتحذير منها، وبالتالي فإعادة ‏النظر في موضوع الاختلاط سيكون استجابة لتنامي وعي التونسيين من هذا المنظور.‏
‏- تنامي المؤشرات الدالة على اتجاه المجتمع التونسي نحو التفكك، نتيجة السياسات الاجتماعية التي وقع تبنيها طيلة ‏الخمسين سنة الفارطة، كاتجاه المجتمع التونسي نحو التناقص العددي بعيد فترة وجيزة، وارتفاع نسب الطلاق، وارتفاع ‏نسب العنوسة وارتفاع الظواهر الاجتماعية الشاذة كتمرد الأبناء على الأباء، وسيطرة النساء على أزواجهن وعلى مقاليد ‏الأسرة بما يساعد على انتاج أجيال مشوهة، وارتفاع نسب الفساد الأخلاقي من زنا وماشابهه. ولما كانت هذه الأزمات ‏الاجتماعية هي من بعض الأوجه نتاج رؤية فكرية وقع تبنيها كمرجعية لمجمل ما وقع اعتماده ببلادنا من سياسات، كان ‏معنى ذلك أن هذه الرؤى المعتمدة طيلة الخمسين سنة الفارطة فاسدة كليا أو جزئيا في أسسها النظرية، وانه وجب ‏مراجعتها، والمراجعة يجب أن تكون نظرية وتطبيقية، أما نظريا فيجب العمل على تنقيتها مما يتعارض مع الدستور ‏التونسي القائل بان تونس دولة دينها الإسلام، وعليه فلا يجب السماح بتشريعات تناقضه، وأما تطبيقيا، فيجب المبادرة ‏بإيقاف كل الممارسات التي تمثل مصدرا لمجمل المفاسد والأزمات الاجتماعية (كالأحكام التي تغض الطرف عن المفسدين ‏من مشيعي الفاحشة من وسائل إعلام مشبوهة أو تلك المهرجانات التي تعصف ببلادنا دوريا او غيرها من الاحكام ‏المتساهلة مع الإنحرافات الاخلاقية).‏
‏- تنامي المؤشرات الدالة على تحرر التونسي عموما من اسر وسائل الإعلام المحلية التي مثلت طيلة عقود وسائل غسيل ‏مخ وتدجين، وتحرر التونسي من هذه الوسائل يستتبع تفطنه لتهافت العديد من الأطروحات والمقاربات التي وقع تبنيها ‏بتونس، وستمثل اعادة النظر في موضوع الاختلاط، مسايرة ذكية لتنامي وعي التونسي ومسعى لاعادة ثقته في اعلامه ‏وفي سياسات بلاده التربوية، والا فانه قد يعرض نهائيا ويتطرف في موقفه من كل مايمت بصلة لها.‏

ومن هذا المنطلق فانه يمكن إدراج موضوع إعادة تناول مسالة الاختلاط بالمؤسسات التعليمية، كبداية لإعادة النظر في ‏مجمل الممارسات الخاطئة التي أوصلت مجتمعنا لكثير من المهالك حاليا.‏

كما أن إعادة النظر في مسالة الاختلاط، تمثل مقاربة موضوعية للمسألة، حيث وقع تبني منع الاختلاط ببعض المؤسسات ‏الغربية بامريكا وباوروبا، لاعتبارات علمية بحتة وليس دينية، إذ ثبت أن الاختلاط يمثل عاملا مشوشا لتطور قدرات ‏الاطفال والمراهقين الذهنية. ‏

وفي مقال نشره موقع بلجيكي حديثا، تبين ان الدعوة لمنع الاختلاط تقدمت اشواطا كبيرة بالبلدان الغربية، حيث انه منذ ‏فيفري 2000 لم يعد الاختلاط إجباريا بالمؤسسات التعليمية الامريكية، وبالبلدان الأوروبية تظهر الدراسة انه ببريطانيا ‏والسويد وفنلندا وألمانيا، تقوم بعض المؤسسات التعليمية فعلا بعمليات الفصل بين الجنسين خاصة في بعض المواد.‏

وتجدون هنا المقال المشار إليه، ويحوي لقاء أجرته مجلة ‏L'Express‏ مع عالم الاجتماع ‏Michel Fize‏ الذي يتبنى إعادة النظر في ‏موضوع الاختلاط بالمؤسسات التعليمية، فهل تعيد تونس النظر في موضوع الاختلاط، ام ستصر علي بقائه، ضاربة بعرض الحائط ليس فقط ‏الاعتبارات الإسلامية في هذا الباب، وإنما حتى الاعتبارات العلمية.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-04-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  21-04-2008 / 09:02:32   Abderraouf


Si la tunisie revise un jour sa stratégie en matière de mixité, ça sera pour faire comme l'occident et pas parce qu'elle retourne à ses racines, au même dans le système actuel...
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. ضرغام عبد الله الدباغ، ضحى عبد الرحمن، تونسي، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، د. عبد الآله المالكي، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، محمد يحي، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر، عمر غازي، محمد العيادي، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، وائل بنجدو، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، صفاء العربي، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، يحيي البوليني، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، صلاح المختار، أحمد ملحم، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، عواطف منصور، أحمد الحباسي، منجي باكير، حسن الطرابلسي، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. صلاح عودة الله ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، فتحي العابد، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، عراق المطيري، علي الكاش، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، رافع القارصي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، أبو سمية، أحمد بوادي، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، رشيد السيد أحمد، صلاح الحريري، فتحي الزغل، ياسين أحمد، العادل السمعلي، صالح النعامي ، سلام الشماع، محمد شمام ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء