(114) هلك نصر حامد أبو زيد وبقى عمله الأسود
د. أحمد إبراهيم خضر
يقول الأستاذ الدكتور "عبدالصبور شاهين" في مُقدمة كتابه "قصة "أبو زيد" وانحسار العلمانية في جامعة القاهرة": "يقول - تعالى -: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18]، هذه آيَةٌ من القرآن، هي الوَعْد الحق الذي يتردَّد في النَّفس، ويُدوِّي في سمْع الدنيا، وَعْدٌ بأنْ تزهق رُوح الباطل، وبأنْ يُوسَم بميسم الزُّور والزَّيف، قبل أن يَرحَل شبحه عن الدنيا، فهو يُساق إلى الوَيْل هو وأصحابُه؛ لقاءَ ما دنَّسوا أرضَ الله وحارَبُوا دينَه"، (شاهين ص 5).

نقلتْ وكالة "رويترز" خبر وفاة "نصر أبو زيد" في الخامس من يوليو على النحو التالي: "تُوفِّي يومَ الاثنين الكاتب المصري "نصر حامد أبو زيد" أستاذ الدِّراسات الأدبيَّة بجامعة القاهِرة عن عمرٍ يُناهِز السابعة والستِّين في مستشفى بمدينة السادس من أكتوبر غربي القاهرة، بعد صِراعٍ مع مرضٍ غريب فقَد معه الذاكِرَة في الآوِنة الأخِيرة.

وكان "أبو زيد" غادَر مصر في مُنتَصَف التسعينيَّات قائِلاً: إنَّه تعرَّض للاضطهاد بسبب آرائه العلميَّة، واتِّباعه منهجًا نقديًّا لسُلطَة النُّصوص الإسلاميَّة تسبَّب في صدور حكْم بالتَّفرِيق بينه وبين زوجته ابتِهال يونس أستاذة اللغة الفرنسيَّة بجامعة القاهرة.

وكان "أبو زيد" قد طالَب بالتحرُّر من سُلطَة النصِّ الديني بما في ذلك التَّفسِيرات المتعدِّدة للقرآن، الذي رأَى أنَّه النصُّ المهيمِن على الثقافة العربيَّة، وأنَّه يَعُوقُ التقدُّم، وتسبَّب ذلك في اتِّهامه بالردَّة.

ومثَّلتْ آراء "أبو زيد" تحدِّيًا للأزهر، والشعور الشعبي العام المتمسِّك بالدين، وكان "أبو زيد" قد قال لـ"رويترز" عام 2008 أنَّه ضد الفكْر الديني الجامِد، وأنَّ الفكْر الديني الجامِد تَرعاه المؤسَّسات السلطويَّة بحسب الثابِت في تاريخ الأديان، وأضاف أنَّه لا يخر...