أحدثت الفيضانات أضرارا بالغة بمدينة الرديف بالجنوب التونسي، كما أوقعت السيول الجارفة عشرات الضحايا منهم مالا يقل عن 17 قتيلا، وعشرات المفقودين. وتعاني منطقة الرديف كمجمل مناطق جهة قفصة بالجنوب التونسي، من الفقر والتخلف الاقتصادي، رغم ماتدره المنطقة من موارد اقتصادية على البلاد التونسية، ممثلة في الحوض المنجمي الغني بالفسفاط المتواجد بالعديد من جبال جهة قفصة خاصة بمعتمدياتها الغربية. ولاتكاد توجد بقفصة ومجمل معتمدياتها اي مصانع او مشاريع اقتصادية ذات شأن، باستثناء بعض المصانع القليلة المتعلقة باستخراج الفسفاط بالجبال. يذكر ان جهة قفصة كانت من المناطق التي انجبت عددا كبيرا من رموز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، و احتضنت جبالها (جبال عرباط، جبال السوينية، جبال المتلوي والرديف...) معارك كثيرة ضد المستعمر الفرنسي، كما ان قفصة انطلقت منها شرارة حركة مسلحة متمردة ضد النظام التونسي في سنة 1980، ثم شهدت منطقة الرديف سنة 2008 انتفاضة شعبية مطالبة بالحقوق الاجتماعية المفقودة بالمنطقة. كما ان الثورة التي ازمع القيام بها ضد بورقيبة في الستينات خطط لأن تدار من جهة بقفصة، وكان من رموزها الازهر الشرايطي وهو اصيل منطقة اولاد شريط التابعة لقفصة ايضا، والمتواجدة لجهة الشمال الشرقي لها.
ويطلق على جهة قفصة عادة اسم ارض الثورات الفاشلة.
facebook.com |