البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

نصف نساء تونس عوانس: المجتمع التونسي يتجه نحو التفكك بخطى حثيثة

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 16460


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تظهر كل المعطيات أن المجتمع التونسي يتجه بخطى حثيثة نحو التفكك، فتونس تحوز على أعلى نسب الطلاق عربيا، وتونس يعمها الانحلال الأخلاقي بكل أنواعه تقريبا (انتشار الزنا والتشجيع عليه، تزايد ظاهرة الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، التمرد على مؤسسة الزواج من طرف الأبناء ومن طرف الزوجة...)، وها ان بعض المعطيات الاخرى جاءت لتزيد من دواعي الفزع الذي لابد وان يصيب كل تونسي مسؤول، كيف لا وقد بينت الاحصائيات ان نصف النساء التونسيات من الاتي بسن الزواج، هن عوانس (1).

والغريب انه رغم هذه المؤشرات الخطيرة والي جعلت من بلادنا أنموذجا سيئا على مستوى العالم الإسلامي، فانك بالمقابل لا تلاحظ أي بوادر جدية من طرف الجهات المسئولة لمعالجة الأمر، بل انه يعمل بالمقابل على مواصلة انتهاج نفس الأساليب التي كانت وراء الإيصال للحالة التي نحن عليها.

فالقوانين المنظمة للأحوال الشخصية التي سنت منذ نصف قرن والتي اقتبست في جزء كبير منها من فرنسا، لاتزال هي هي لم تراجع، والحال ان هذه القوانين جزء من عوامل تفكيك الأسرة، كما ان منظومات قوانين الطفل ذات الأصول الغربية والتي فرضت علينا منذ سنوات، هي أيضا لازالت سيفا مسلطا على الأولياء من حيث أنها تمنعهم من تربية أبنائهم، وهي تمثل عاملا إضافيا في إشاعة الفوضى داخل الأسرة التونسية.

وبالإضافة للبعد التشريعي، فلازالت نفس عمليات التغريب والإلحاق بالغرب ماضية بتونس على أشدها بكل المستويات وبكل الوسائل، فالتعليم لازال بكل أطيافه مختلطا مما يكرس واقع التطبيع من الفساد منذ بواكير التكوين النفسي لدى الطفل ويجعله غير قادر من بعد على استيعاب مفاهيم كالتعري والشرف والحشمة والعفة وغيرها، ثم ان التعليم لدينا ذو محتوى لايكاد يحيل للإسلام البتة الا بأقدار ضعيفة رفعا للعتب ولا تأثير لها، وتعج محتويات التعليم التونسي بالتشجيع على التسيب والتعري وتعلي من رموز الفسق والتمرد على القيم عموما، وتقدم صورا شائهة عن تاريخنا وحضارتنا الاسلامية، فتاريخنا باغلب المناهج التونسية تاريخ صراع وحروب وتمردات وفشل يعقب الفشل، مما ينتهي بأن يعمل على تنفير الطفل التونسي من هذا الارث الحضاري ويسهل من بعد عمليات الحاقه بالغرب كما ارادها واضعو مجمل المناهج التونسية ايام الهالك محمد الشرفي، كما انه يسمح للتعليم الأجنبي ان يساهم بقدر كبير في فرض حالة التمزق والانبتات الثقافي على أبنائنا من دون أدنى تدخل من سلطات الإشراف، حيث وصلت الأمور ان يقع إجبار التلميذ التونسي على دراسة المناهج الفرنسية بالمدارس الخاصة التونسية، ويتم ذلك منذ المراحل الأولى للتعليم الابتدائي

ثم إن وسائل الإعلام تعج بدورها بما كل مايشجع على تكريس حالة الضياع التي يشهدها المجتمع التونسي، ومن علاماتها التمرد على الأسرة ومكوناتها والاستهانة بالآباء وازدرائهم، كما يقع تقديم كل ما من شانه أن يعلي من رموز الفسق والمنحرفين من خلال مصطلحات مضللة كفنانين او من خلال برامج الواقع، من ذلك انه يتم الترويج للعلاقات خارج مؤسسة الزواج عن طريق الاحتفاء والتعاطف مع بعض رموزها عوض تسفيههم والحط من قيمتهم

و أما وسائل التثقيف الجماهيري كالمهرجانات، فإنها لا تفتأ تقدم كل ما من شانه ان يرسخ مبادئ الانحلال والتمرد على الاسرة، والترويج لرموز الانحراف ممن يقدم على إنهم قدوات للشباب، في شكل فنانين وماشابههم.

----------------
أنظر
(1)في تونس.. متحررة بدرجة عانس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الطلاق، تفكك المجتمع، العنوسة، الأسرة، الطفل، المرأة، حقوق المرأة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، ياسين أحمد، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، رافد العزاوي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، عبد الله زيدان، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، محمد شمام ، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، مجدى داود، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، عواطف منصور، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، محمد العيادي، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، كريم فارق، محرر "بوابتي"، أحمد النعيمي، علي عبد العال، علي الكاش، وائل بنجدو، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، سيد السباعي، الناصر الرقيق، عمر غازي، جاسم الرصيف، نادية سعد، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، سعود السبعاني، محمود سلطان، فهمي شراب، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، د- محمود علي عريقات، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، تونسي، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، سلام الشماع، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، محمد يحي، رافع القارصي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء