البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

اليسار التونسي تاريخ بلا جذور و لاعب سياسي بلا حضور

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7825


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كلما تشاهد أحد زعماء اليسار التونسي متحدثا عن الأوضاع السياسية في تونس، إلا و تخرج بإستنتاج واضح وهو أن هذا اليساري هو الوحيد الذي فهم الواقع و درسه بل ووجد حلولا لمشاكل الشعب المتراكمة منذ نصف قرن، و لا ينتظر إلا فرصة للصعود لكرسي الحكم لتطبيقها، و أن غيره من السياسيين خصوصا من التيار الإسلامي لا يفهمون شيئا و هم مجموعة من الأشخاص الذين تربوا في زوايا و كتاتيب لتحفيظ القرأن، لذلك فهم لا يجيدون إلا ترتيل أياته و تفسير أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم، و فيما عدا ذلك فهم فاشلون و حتى ما سمي بنجاحهم في الإنتخابات إنما هو مجرد تصويت عاطفي من شعب غير ناضج ساقته مشاعره و أحاسيسه للتصويت لفائدة هؤلاء الذين رفعوا شعار نظافة العقل و اليد كقاعدة و منطلق لأعمالهم، فمن يرفع مثل هذه الشعارات مصيره الفشل إذ لا يمكن ان يكون الحاكم إلا جبارا ليسود فهذه هي أدبيات اليسار الديمقراطي.

لا...لا...ثم لا هذا هو شعار اليسار التونسي الذي ظل يرفعه منذ نشأته و لم يشأ تغييره أو حتى مراجعته، فكلمة لا هي الجواب الأسهل لمن لا يمتلك البديل لذلك كان زعماء اليسار و لازالوا و سيبقون على هذه الشاكلة يرفضون كل شيء و لا يتقدمون بأي شيء، و هذا التعنت هو الذي أدى بهم إلى الفشل الذريع الذي مني به اليسار في إنتخابات التأسيسي بعد أن كانوا يمنون النفس بإنتصار ساحق، كيف لا و قد أراحتهم الثورة من عدوهم (و هذا الكلام نسبي طبعا) بن علي الذي سبق و بتواطئ من بعضهم ان أراحهم من خصومهم الإسلاميين فذهب في ظنهم أن الساحة خالية لهم و لم يحسبوا حساب الشعب الذي دائما ما كان منصفا في حكمه على البرامج و الأهداف و خصوصا المرجعيات .

المرجعيات و هي أهم محدد لما تنتجه الأحزاب من برامج تهم حياة شعوبها لذلك نجد أن الشعوب التي تمنح فرصة الإختيار الحر لحكامها تختار الأقرب لهويتها و تفكيرها و هذه تقريبا النقطة الهامة التي لم يفهمها زعماء اليسار في تونس و لازالوا مصرين على ذلك حتى بعد درس الإنتخابات فجلهم إن لم نقل كلهم يعادون هوية هذا الشعب فترى الكثير منهم يتهجم بسسب و بلا سبب على ما تختزنه ضمائر الناس من حب عميق لكل ما يمت للإسلام بصلة هذا الإسلام الذي عاش فيه أجداد هذا الشعب أزهى فتراتهم ومعه عرفوا عزا لم يعرفه غيرهم لذلك تجد في أصوات جميع أبناء الشعب التونسي عند حديثهم عن الإسلام نبرة الحسرة على ضياع المجد و العز الذي عاشه أسلافهم و يفتقدونه هم اليوم هذا لم يضعه يساريو تونس في حسبانهم و ظلوا لسنين طوال يتحدثون عن أدبيات الإتحاد السوفياتي و أفكار ماركس و لينين دون تقدير منهم لبعد هذه الأفكار عن هذا الشعب المسلم بعد السماء عن الأرض.

لذلك أعتقد جازما أنه حتى لو لم يبق فم واحد في تونس ليدافع على الإسلام و قطعت كل الألسن لن ينجح هؤلاء في جعل هذا الشعب شيوعيا لأن الدماء التي تجري في عروقه هي دماء عقبة إبن نافع وأبو لبابة الأنصاري و إبن خلدون و ليست دماء أخرين لا نعرف بمن يؤمنون و من يعبدون فالشعب التونسي الذي مورست عليه أشرس هجمة تغريب في القرن العشرين و لم تفلح في هدم هويته العربية الإسلامية التي ظلت تقاوم إلى أن جاءت الثورة لتحررها و أطلقت العنان للقلوب الموحدة و للألسن الذاكرة لله أن تعود من جديد لمهمتها الطبيعية التي من أجلها بعثها الله عز وجل.

إذن يجب على كل نشطاء اليسار التونسي أن يعدلوا من خطابهم و أن يتجنبوا معاداة هوية هذا الشعب فنحن و إياكم شركاء في هذا الوطن و إن كنا نختلف في الرؤى و الأهذاف فلكل منا الحق في أن يحلم بتونس التي يريدها لكن دون المساس بالثوابت التي يجتمع حولها الجميع و عليكم أن تتجاوزوا عقدة معاداة الأديان و لكم في اليسار الأوروبي أو الأمريكي اللاتيني خير مثال فموضة المس من هويات الشعوب أكل عليها الدهر و شرب و لم تعد تجدي نفعا في هذا الوقت لذا حاولوا أن تقدموا برامجكم و لنترك الحكم للشعب الذي نعتقد أنه أهل للإختيار و ليس كما قلتم أنه جاهل و لا يصلح للديمقراطية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، علي الكاش، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، مجدى داود، محمد العيادي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، الناصر الرقيق، أحمد الحباسي، صالح النعامي ، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، محمود طرشوبي، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، د - المنجي الكعبي، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، عمر غازي، د- هاني ابوالفتوح، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، صفاء العربي، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، كريم فارق، حاتم الصولي، سلوى المغربي، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، رمضان حينوني، يحيي البوليني، د - عادل رضا، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفي زهران، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، أحمد بوادي، نادية سعد، كريم السليتي، علي عبد العال، صلاح المختار، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، تونسي، عواطف منصور، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، العادل السمعلي، رافع القارصي، فتحي العابد، صفاء العراقي، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء