البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

ليبيا: بئس الثورة التي يخططها الأجنبي
وبئس الثوار الذين ينفذون برامجه

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9536


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لابد من القول بداية أني ضد النظام الليبي وضد هرطقات القذافي، ومع وجوب الثورة عليه وعلى نظامه، هذا أمر محسوم، وهو موقفي منذ سنين، ولكن مسالة ما يقع حاليا بليبيا كما قلت من قبل حين بداية القصف الغربي لليبيا، يجب أن ينظر فيه بمبدئية، ولا يكتفي فيه كما يقع حاليا، بالنظر لزاوية واحدة، وهي زاوية التخلص من حاكم مجرم، وهي زاوية تنتقى بكل عناية من دون غيرها من الزوايا، التي يقع تغييبها أيضا بنفس الدقة والبراعة.

خونة متواطئون مع الأجنبي يدمرون ليبيا


يجب على الواحد أن يكون على قدر كبير من التشويش الذهني، حينما يعتبر قصف القوات الفرنسية والبريطانية، لليبيا طيلة أشهر وتقتيلها إخوتنا المسلمين هناك وتهديم منشئاتهم، أمرا جيدا، يقع الابتهاج به والترويج له والفرح بنتائجه، بل واعتبار ذلك ثورة.

يجب على الواحد أن يكون على قدر متقدم من السطحية حينما يعتبر معارضي الحاكم الليبي الذين يتعاملون مع القوى الغربية، مقاومين يعلي من شأنهم، فضلا على أن يعتبروا ثوارا بالمعنى السامي للكلمة، فإذا كان الذي يتعامل مع الأجنبي ضد بلده ممن يرفع قدره، فبماذا يمكن تعريف الخائن، ولمن تركنا صفات التحقير المستعملة في هذه الحالات.

أنا أفهم أن تشارك فرنسا وأمريكا ومجمل البلدان الغربية في قصف ليبيا واستباحة ترابها وتقتيل أهلها، ولكني أجد صعوبة في تفهم مشاركة قطر مثلا في ضرب بلد مسلم وهرولتها في مساعي تقتيل الأطفال والنساء الليبيين، مثلما أني لا فهم سكوت مجمل البلدان والمنظمات الإسلامية إزاء استباحة التراب الليبي وتقتيل أهله من طرف الغرب.

كما أني افهم أن تسعى شخصيات سياسية غربية لجمع التأييد لضرب ليبيا وتدميرها بحجة إسقاط نظام ما، ولكني أجد صعوبة في استساغة أن يسعى أحدهم ممن يزعم العمل للإسلام، بل ممن يعد أحد شيوخ الوسطية كما يقولون وهو يوسف القرضاوي، لمباركة مجهود تدمير بلد مسلم وتقتيل أبنائه، بل انه يتطوع بإصدار فتوى في ذلك، وهو الذي ما عرفه الناس مهرولا إلا فيما يرضى أمريكا، وما فتاويه الداعمة لأمريكا بالعراق والصومال وأخيرا ليبيا ببعيدة، في حين لما كانت حرائر العراق تغتصبن وتنجبن السفاح بفعل الجنود الأمريكان مثلا، فإنه ماعرف عنه إلا 'الحكمة' والصمت المريب.

سيكون من الصعب على من يملك قدرا من المبادئ البديهية تقول بوجوب حرمة دماء المسلمين من أن تسفك فضلا على أن يكون من طرف أجنبي فضلا على أن يكون كافرا، وتقول بوجوب التصدي للأجنبي من أن يحتل أرضك فضلا على أن يكون قوة غربية، سيكون صعبا على من يؤمن بهذه البديهيات، أن يفسر لنا فرحته حينما تقصف طائرات الناتو ليبيا وتقتل أهلها المسلمين، وسيكون الأمر أصعب على تلك الشخصيات والتنظيمات التي تتخذ الإسلام مرجعية كما تقول.

ليس يوجد من معنى للفرح بالثورة إلا أنها أداة لاكتساب العزة والكرامة بمعانيها الشاملة، وهي المبادئ التي تنعدم آليا حينما يقع الاستنجاد بالغرب الكافر ليدمر بلدك، طلبا للتخلص من حاكم متسلط، وعليه فلما انتفت تلك المبادئ حين التدخل الغربي، أصبحت الأعمال العسكرية صراعا لا قيمة مضافة مبدئية له، عكس ما يقع تصويره من أن الحال هو ثورة شعبية طلبا للكرامة، لأن مايقع هو تدخل غربي لإعادة ترتيب ليبيا بأياد ليبية ، ومن ثم فالأمر هو مجرد تصارع بين طرفين مجرمين، نظام متسلط، ومقاتلين معارضين لنظام بلدهم خونة ممثلون للغرب بليبيا.

فرح الغرب بتدمير ليبيا، فلماذا نفرح لفرحهم


وإذا كان الغرب يملك مصلحة في الإعلاء من صور ممثليه ممن يقودون الحرب بالوكالة نيابة عنه وتصويرهم كأبطال، فإنه لايفهم سبب اعتبار التونسي مثلا هؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا أداة بيد الغير لتدمير بلدهم، لايفهم اعتبارهم أبطالا، بل لايفهم أساسا كيف لايتفطن التونسي لحقيقة خيانتهم، أولم يعتبر التونسيون معارضي صدام ممن دعمتهم أمريكا خونة، فلماذا لم يقع نفس الأمر مع ليبيا، والحال أن كل من القذافي وصدام مجرم، وان معارضي الرجلين ممن ارتضوا التدخل الأجنبي ضد بلدانهم، خونة بكل المقاييس.

سيحاجج البعض بان القذافي مجرم وعليه يجوز الاستنجاد بالغرب، وهذا رأي يحمل كل مقومات الفساد، أولا لان المحاججة بتقتيل القذافي لبني وطنه، سيقابله تقتيل الأجنبي لليبيين حين قصفهم لليبيا فضلا على استباحة بلد مسلم من طرف قوى غربية، وليس قتل الغرب بأولى من قتل القذافي، وعليه فالأمران مستويان من حيث التقتيل والاهانة، ولا يوجد بالتالي داعي للفرحة بالانتصار العسكري مادام هو نصر لأطراف غربية، تمثله جهات ليبية تعاملت معه.

وثانيا، فان القول بهذا الرأي أساسا ينبني على تصور لايليق بمن ينطلق من مبادئ، لان المبادئ بالإضافة لتنزيلها، فإنها تحفظ أساسا لذاتها أي حتى في الحالات التي يبدو أن التخلي عنها ليس بخطير، بمعنى يجب ان لايقع المساومة في المبدأ، والدخول في تقديرات الربح والخسارة المنجرة على التخلي عنه (مثل قبول التدخل الأجنبي )، هو انفكاك آلي عن ذلك المبدأ ودخول في العمل المقابل وهو الخيانة.

وثالثا، فان البعض حينما يريد التخلص من حاكم مستبد، فان فرحة التخلص من ذلك المتسلط سببها طلب للكرامة والحرية المهدورتين، وهي معاني لا يمكن بكل الحالات إنتاجها من خلال التدخل الأجنبي، وإذا صح أن البعض قبل التدخل الأجنبي طلبا لتلك المعاني، فانه إما لا يفهم تلك المعاني أو انه يفهمها ولكنه لن يحصل عليها وسيدخل في متاهة السعي لإعادة تحصيلها من طرف المتحكم الجديد وهو الغرب، وعليه فان الاستنجاد بطرف أجنبي لن يحل المشكلة، ولا يوجد داعي بالتالي للفرحة بتدمير ليبيا وإسقاط نظامها من طرف أطراف غربية وبعض الموالين لها.

أنظر مقالات أخرى لي متعلقة بالموضوع:

قراءة في فتوى القرضاوي بقتل القذافي
هل يفتينا القرضاوي بوجوب قتل مهاجمي ليبيا ؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة، ثورات شعبية، الثورة الليبية، القذافي، تحرير ليبيا، سقوط النظام الليبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، عراق المطيري، محرر "بوابتي"، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح المختار، أنس الشابي، سلوى المغربي، صفاء العربي، عمر غازي، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، ضحى عبد الرحمن، أحمد ملحم، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، علي عبد العال، سلام الشماع، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، محمد عمر غرس الله، فتحي العابد، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، كريم فارق، جاسم الرصيف، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، حسن عثمان، كريم السليتي، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، مراد قميزة، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، محمد يحي، فهمي شراب، سيد السباعي، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد أحمد عزوز، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء