البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إرضاء لأمريكا والعلمانيين
"النهضة" تحصد التونسيين بالرصاص

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9786


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حركة "النهضة" التي باركت تقتيل القوات الغربية لليبيين، تواصل الآن تقديم القرابين لأمريكا لتثبت أهليتها لحكم لتونس و أنها قادرة على رعاية المصالح الأمريكية بجدارة، وهاهي الآن تقتل شبان تونسيين لمجرد أنهم حملوا السلاح والحال أن غيرهم الكثير حمل السلاح ولم يقع قتلهم، لا لشيء إلا لان هؤلاء الفتية لهم انتماءات إسلامية على الأرجح ويرفضون الرضوخ لأمريكا وسياساتها، كما أنهم يوصفون لدى أمريكا وأتباعها المحليين من بني علمان بأنهم يمثلون التطرف.

يبدو أن منحدر التنازلات لا يوجد له حدود، وأن مبدأ إرضاء الواقع والتقرب لأطرافه الفاعلة محليا ودوليا يمثل الضابط لتصرفات حركات الإسلام الأمريكي من مشتقات جماعة الإخوان المسلمون ومن ذلك ممثلتهم بتونس حركة "النهضة".

مايعرفه التونسيون أنه لايوجد قانون يقول بوجوب قتل حامل السلاح، ولا يفهم إذن لماذا تم قتل هذين الشابين؟ لا يعرف لماذا لم يقع شل حركتهما بغاز عوض قتلهما؟ أما كان يسع حركة "النهضة" أن تقبض عليهما عوض المسارعة بقتلهما؟ لماذا هذه التسرع لإزهاق روح شابين يعلم الله وحده دافع حملهما السلاح؟

لا يوجد تفسير لعملية القتل هذه إلا احتمالان: إما عجز مهني فظيع لدى القوات الأمنية التونسية المختصة بحيث إنها لا تملك ما يقع به شل حركة الأفراد، أو أنها لا تستطيع إصابة احدهم من بعيد إصابة دقيقة بحيث لاتقتله، وإما أن يكون السبب الثاني -وهو الأرجح- تمشي مقصود من طرف حركة "النهضة" المتحكمة في وزارة الداخلية ومجمل الحكومة، يهدف للبرهنة للعلمانيين محليا وللغرب عموما خارجيا، أن "النهضة" سائرة لامحالة في الركب الأمريكي تتمثل مجمل مفاهيمه وتعتبر الإرهاب ما تعتبره أمريكا إرهابا، تعادي من تعادي أمريكا وتصالح من تصالحه أمريكا، لا تراعي في ذلك ضوابط الإسلام ولا الانتماء الوطني.

تبقى حركة "النهضة" مطالبة بالإجابة عن التساؤلات العديدة لدفع تهمة تهافتها في سعيها المتواصل لارضاء نبت السحت زرع بورقيبة المتحكم في الواقع طيلة خمسة عقود.
بماذا تفسر "النهضة" ومريدوها هذه الشجاعة المفرطة ضد هؤلاء الفتية مقابل رخاوتها مع أهل الباطل بحيث لانعرف أنها اتخذت ضدهم أي إجراء، بل إننا ماعرفناها إلا مدافعة عن المواخير، متقربة من عصابات الإلحاق الثقافي طالبة لرضاهم، منهزمة من أمامهم كلما تعلق الأمر بمواجهة ولو فكرية، متبرئة من خلفيتها التي تصر على أنها إسلامية.

لماذا هذا التسرع بقتل هؤلاء الفتية حينما حملوا السلاح، ألأنهم لا بواكي لهم يقع المسارعة بالتخلص منهم، ألأنهم لايملكون وسائل إعلام تدافع عنهم وتطرح مشاغلهم يقع شطبهم، ألان أمريكا والغرب لايقف معهم يقع نسفهم، ألأن قتلهم يرضي امريكا وقع استنبات هذه الشجاعة من حركة ماعرفها الناس إلا جبانة بحيث يكاد يضرب بها المثل في الخور، وما تاريخها في مواجهة الأنظمة منذ بورقيبة لما بعد الثورة إلا شاهد عن ذلك.

لماذا لم يقع قتل العشرات من الذين وقع القبض عليهم وهم يحملون السلاح بتونس بعد الثورة، إما متاجرين به أو ناقلين له، لماذا لم يقع ذلك وتتم المسارعة بقتلهم؟

لماذا تنطلق طقوس التنديد بحمل السلاح والتهجم على العنف، وتغيب مثل هذه الطقوس إذا ما تعلق الأمر بأصناف أخرى من العنف وضروب أخرى من الأسلحة الموجهة لضرب المجتمع، وهي أسلحة من المضاوة أين منها الأسلحة النارية؟

لماذا لا يقع الضرب على أيدي أصحاب العنف الفكري والثقافي والإعلامي الذي يتعرض له مجتمعنا على أيدي عصابات الإلحاق الثقافي منذ عقود خلت، لماذا لا تقع المسارعة باجتثاث من جعل نفسه أداة لضرب هوية التونسيين وإلحاقهم بالغرب، كما تقع المسارعة باجتثاث من حمل السلاح الناري؟
أحمل السلاح الناري أخطر أم حمل مشعل ضرب هوية البلاد والعمل على إلحاقها تابعا لفرنسا؟

أليس الحل لتجنب عمليات العنف هو اقتلاع أسبابه التي تمثل عوامل تغذيته عوض الاكتفاء بإزالة النتائج؟ أليس وجود نبت الزقوم التي استنبتها بورقيبة بين ظهراني التونسيين وتسليطهم على رقابهم، هي السبب في التوترات المتواصلة بالمجتمع التونسي؟
أليس الحل النهائي لإزالة التوترات هو اجتثاث هذه الطبقة الهجينة؟
لماذا لايقع إظهار الشجاعة لاستئصال أدوات الإلحاق الفكري والثقافي والتعليمي وإبعادها نهائيا عن المسؤوليات، مثلما وقع إظهار الشجاعة في محاربة الفتية حاملي السلاح؟
لماذا لاتقع المسارعة في معالجة الأسباب مثلما وقعت المسارعة في معالجة النتائج؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، المجموعة المسلحة، الإسلام الأمريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، عمر غازي، محمد أحمد عزوز، أحمد ملحم، د- محمد رحال، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، وائل بنجدو، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، رافع القارصي، فتحي الزغل، أبو سمية، محمد الياسين، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، رضا الدبّابي، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، تونسي، عبد الله زيدان، حسن عثمان، حاتم الصولي، فتحي العابد، مصطفي زهران، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، علي الكاش، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، مراد قميزة، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، صلاح الحريري، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، عواطف منصور، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، عراق المطيري، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، فهمي شراب، د - صالح المازقي، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، طلال قسومي، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، محمود سلطان، أحمد بوادي، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة