البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

الثورة المضادة في تونس ذات خلفية إيديولوجية عكس ما هي في ليبيا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7958


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الثورة المضادة في ليبيا تختلف من حيث خلفيتها عما هي عليه في تونس، ففي ليبيا المتحركون هناك خاسرون للسلطة والثروة أساسا بالإضافة لاعتبارات قبلية، اما في تونس فالثورة المضادة تجمع في صفوفها بالإضافة لخاسري المناصب والثروة، كل من يحمل مشروعا إيديولوجيا غربيا يخشى تهديده باستفاقة التونسيين، أي أن الجامع للثورة المضادة بتونس هو أساسا محرك إيديولوجي غربي.

صف الثورة المضادة بتونس يجمع العلمانيين ومتخذي الغرب نموذجا بمختلف مشاربهم من يساريين وليبراليين وغيرهم من سقط المتاع، ولذلك يجتمعون في الشدائد ويتناسون اختلافاتهم، لان ما يوحدهم هو الخوف من استفاقة التونسيين ضد عمليات إلحاقهم بالغرب التي تمت قهرا وانطلقت منذ عقود على يد سيئ الذكر


وهذا الاختلاف بين تونس وليبيا يفترض منا أن لا نكتفي بتوصيف ثورة مضادة هكذا في المطلق، ونشبههما ببعضهما، لان هذه النظرة القاصرة تبعدنا عن حقيقة الأشياء، وتخفي عنا طبيعة الصراع في تونس انه صراع في أصله مع بقايا فرنسا ومع حاملي مشعل الإلحاق بالغرب، ولذلك تراهم رغم تنازلات "النهضة"، يحاولون أن يطردوا كل صاحب نفس يشتم منه نصرة الهوية من لغة ودين من أن يتبوأ أي منصب بالبلاد، لكأن تونس أصبحت حكرا لبقايا فرنسا أما أنصار الهوية المفترض أنهم أصحاب البلاد والأولى بها، لكأنهم أغراب

بمعنى آخر، الثورة المضادة بتونس يحمل مشعلها محاربو الهوية، وهو مالا يقع بليبيا، يجب علينا أن نفهم جيدا هذه النقطة

التعامي عن ذلك والقول أن محركي الثورة المضادة هم بقايا النظام والتجمعيون ومن خسر مصالحه الاقتصادية كلام سطحي، لن يحل المشكلة، بل سيزيد في إبعادنا عن التصدي لبقايا فرنسا والثورة المضادة عموما، وسيزيد من تقويتهم في الوقت الذي يعمل فيه البعض ممن يفترض انتمائه لصف الهوية، على الإيغال في المغالطات التي تشوش عن فهم طبيعة الصراع، ويزعم ان الصراع سياسي، وأنه يمكن الالتقاء مع اليساريين والعلمانيين لنصرة أهداف الثورة، فأي ثورة ستتلتقي فيها مع محارب للهوية

باختصار تونس فيها صراع عقدي، ولن يحل هذا الصراع بدعوات التصالح مهما كانت النيات حسنة، الصراع لن ينتهي الا بخسارة طرف ما قسرا وقهرا، هذه سنن التاريخ، ولم يبن التاريخ يوما بالتسامح مع العدو أبدا، لابد أن يخسر احد الطرفين المعركة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، ليبيا، خليفة حفتر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، كريم فارق، مجدى داود، صالح النعامي ، عواطف منصور، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، تونسي، رضا الدبّابي، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، فهمي شراب، يحيي البوليني، سيد السباعي، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، فتحـي قاره بيبـان، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - عادل رضا، فتحي العابد، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، صفاء العراقي، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، محمود سلطان، رافع القارصي، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، خالد الجاف ، صلاح المختار، د - صالح المازقي، علي عبد العال، د. أحمد بشير، محمد شمام ، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، صلاح الحريري، طلال قسومي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، أحمد النعيمي، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، د- محمد رحال، حسن عثمان، سعود السبعاني، جاسم الرصيف، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، مراد قميزة، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، سلام الشماع، علي الكاش، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء