البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

ثقافة التعجب والأفواه المفتوحة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9362


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في كل مرة يصرح احد رموز الحكومة والاحزاب الحاكمة (خاصة النهضة والمؤتمر) بمايعني تعجبهم واستغرابهم وعدم توقعهم لأفعال الثورة المضادة من اتحاد واعلام واحزاب.

هؤلاء يعطون الانطباع انهم فعلا متفاجؤون ومستغربون وليس الامر مجرد ادعاء للمراوغة، يعني ان هؤلاء على قدر متقدم من حسن النية باعداء الثورة ولعلها السذاجة، بحيث فاجئهم حد الاستغراب ان يصدر منهم مانراه حاليا من اعمال تهدف لتعطيل الثورة.

لا ادري كيف حق للتونسيين اصلا ان يسلموا قيادة ثورتهم لاصحاب الافواه الفاغرة (المفتوحة) من طول تعجبهم
لعل احد الاسباب في ذلك ان التعجب هو اساسا ثقافة اكتسبناها من جملة ما اكتسبنا من مسلمات، وثقافة التعجب تقود للسلبية حينما تصبح معوضا عن الفعل، بل معوضا عن الفهم السليم.

كمثل عن ذلك الان ازاء مايقع من اعمال خطيرة للثورة المضادة بتونس ومصر، فاننا نلاحظ ان البعض ياخذ حادثا معينا ويقبع حذوه ويصر على عدم مغادرته ويجعل منه مركزا لشد الانتباه من خلال اصطناع ابعاد اخرى له، وهي الاهمية المفتعلة التي تمنع من المرور المفترض لماهو بعد الحادث، وبهذا المعنى فان ثقافة التعجب المفتعل هذه تكون بمثابة اداة تشويش للفهم ومعطلا للفعل.

لنأخذ المجزرة التي راح ضحيتها الالاف من الاخوان المسلمين، إذ كان المنطق الطبيعي يفترض ان نعتبر الحادث مجزرة ونمر لمايستوجبه العمل ضد من قاموا بتلك الحادثة، ولكن مانراه انه بفعل ثقافة الافواه المفتوحة، تم التحلق حول الحادثة وتضخيمها اكثر من ابعادها الموضوعية، مماساهم في عزل الذهن عن التفكير عما يجب فعله ضد من قام بتلك الجريمة وانتهينا ان اصبح الموقف من الحادثة تطبيعا مع المجزرة وقبولا بها، كما اعطى من حيث الفهم الانطباع ان المجزرة غريبة في سياقها والحال ان المجازر هي المآل المتعود عليه في كل مواجهة كان الاخوان طرفا فيها.

في نفس الحادثة، هناك بعد آخر يجسم ثقافة التعجب المصطنع، وهو ابراز ان من قام بتلك العملية مجرمون وان تلك الفعلة لايسمح بها الاسلام، ووقع اغراق الناس في هذه البديهيات لكأن الناس تفترض ان من قتل الالاف سيدخل الجنة او طرحوا اصلا ذلك التساؤل، وهو ما منعهم للمرور لماهم اهم وهو معالجة اثر تلك الجريمة.

مثل آخر من مصر، حيث وقع ابراز كيف ان الدستور تكتبه ساقطات امتهن التعري من خلال التمثيل، ووقع التحلق حول هذه الحادثة بشكل متعجب مما اعطى الانطباع لكأن الاطار اصلا الذي يكتب فيه الدستور سليم ولم يكن به من غرابة الا وجود امثال تلك الشائبة كما منع من النظر للصورة بشكل اكبر واشمل، مما انتهى لان اصبح اداة تشويش للفهم وعاملا مساعدا يخدم الثورة المضادة اذ كان بمثابة عنصر تطبيع مع الواقع بابراز ان وجود ساقطات يساهمن بالدستور هو الجانب السيئ الوحيد.

في تونس يمكن ذكر العديد من الحالات يمكن كتابة المقالات الطوال فيها، ولكن لنأخذ مثل الحوارات مع الاتحاد والتعجب من مواقفه المتصلبة، هذه الحوارات اصلا قبل التعجب، تعمل اليا لردم بديهيات الثورة وهي اولا ان السلطة هي للمؤسسات المنتخبة وليس للمنظمات المهنية والنقابية التي أتيح لها في إطار تواطؤ الحكام أن ترعى الحوارات وتفرض أراء من يقف مرائها، وانه يجب محاسبة اطراف الثورة المضادة وليس التحاور معهم، وللتشويش على تلك المطالب تاتي التعجبات التي يطلقها جماعة الحكومة لتساهم في اخفاء وإنساء الاهداف الاصلية للثورة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، مصر، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، فتحي العابد، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، محمد يحي، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، أبو سمية، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بوادي، طلال قسومي، رضا الدبّابي، سيد السباعي، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، سعود السبعاني، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، عمار غيلوفي، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، رافع القارصي، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، صفاء العربي، عراق المطيري، تونسي، علي الكاش، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، مراد قميزة، أنس الشابي، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، عمر غازي، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد النعيمي، محمد العيادي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، فتحي الزغل، صالح النعامي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء