البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

طبقات المعنى والمفهوم والأداة: التحكم الذهني في الفرد التابع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 555


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حينما نريد فهم كيفية عمل منظومات التحكم في الأفراد بالمجتمع، نلاحظ أولا أن التحكم كما وضحنا سابقا ذو طبيعة لامادية، وان التحكم معالجة تقع في مستوى المفاهيم من خلال تغيير معانيها

ثم أن تلك المفاهيم ومعانيها تنقلها و تروجها أدوات ووسائط، وهي حوامل المفاهيم، وهي التي تمثل المستوى المادي من عملية إنتاج المعاني، ونجد من أهمها الإعلام والتعليم والثقافة ورجال الدين وزعماء السياسة

فنحن أمام ثلاث طبقات: حامل المفهوم، المفهوم، المعنى

ثم انه يمكننا ملاحظة أمرين:
أولا: انه من ضمن الطبقات الثلاث فان طبقة المعنى هي التي ستكون موضوع التغييرات، لأن طبقة المفهوم لن تتغير إذ الناس ما زالت تستعمل مفهوم الحرية والتدين والكرامة، بالإضافة لكون حوامل المفاهيم لن يقع المس بها من طرف الفرد لأنها أساسا ليست بيده، فالإعلام والتعليم وأجهزة الثقافة ورجال الدين كلهم بيد المتحكمين بالواقع

وحده المعنى وطبقته سيكون موضوعا للتصرف فيه بالإضافة والحذف بما يخدم مصلحة المتحكم بالواقع

ثانيا: هذا البناء الطبقي لمسار إنتاج المعنى يجعل الفرد وجوبا ضحية توجيه ذهني لأنه مفتقر للمعنى الذي تنتجه الطبقتان السابقتان

يمكن القول أن مركزة أدوات تشكيل الأذهان في يد طرف ما وهو عموم ما يحصل في الدولة الحديثة، تصيّر الجموع بمثابة القطعان لا فكاك لهم من اللهاث وراء الالتزام بمعانيها التي تنتجها

كيف نخرج من هذه الحتمية

لكن هذا الاستنتاج لا يصح إلا لأن الناس تتناول موجودات الواقع من خلال مفاهيمها وليس معانيها إذ الناس تقبل مفهوم التدين وتنتظر من يفسر لها معنى ذلك وتقبل مفهوم الحرية وتنتظر من يفسر لها معنى ذلك وقس على هذا غيرها من المفاهيم، فلو أن الناس اعتمدت معاني الموجودات مباشرة لأزالت طبقة المفهوم من حلقات التأثير ولانتفى بالتالي فعلها، وهذا هو الشرط اللازم لأفضل واقصر طريقة لإبطال مفعول أدوات التوجيه الذهني القهري لصناعة الإمعات

حينما يكون تناول موجودات الواقع من خلال المعاني وليس المفاهيم، هذا يكون من خلال رفض وجود منتجي المعاني للمفاهيم المتعارف عليها

فالناس ليست بحاجة لمتحدث باسم الإسلام لكي يقولب مفاهيم الحق والباطل وينتهي لإقناع الناس بالواقع المنحرف، إذ ما يقوم به هؤلاء هو إعادة إنتاج معاني لمفاهيم متفق عليها كالحلال والحرام فيأتي هو ويتلاعب ببراعة فقهية فيحلل الحرام ويحرم الحلال فهذا تغيير معاني المفاهيم

والناس ليست في حاجة للإعلام و لا للثقافة التي تديرها منظومة فرنسا حيث تتحايل على مفاهيم الحرية والتقدم ومشتقاتها بتحوير محتوياتها / معانيها تنتهي بالترويج للانحرافات الأخلاقية والتطبيع معها وعلى تتفيه وعي الناس وعلى إقناعهم بفضائل أن تكون تابعا صاغرا للغرب

والناس ليست في حاجة لزعيم سياسي أو نقابي لكي يوضح المصلحة الخاصة والوطنية وهي عمليات ضخ للمعاني في المفاهيم تنتهي عادة لخدمة المتحكمين بالسلطة السياسة

حينما نكتفي ذاتيا في إنتاج المعاني لما نحتاجه من مفاهيم ونستقل عن غيرنا في هذا المستوى، ونتعامل مع انفسنا أننا أفراد رشد أحرار، لن نكون في حاجة للوسائط المنتجة للمعاني الوظيفية الخادمة لسادة الواقع، وستنهدم آليا سلسلة طبقات التأثير التي تتحكم فينا حاليا وتقود الجموع لخدمة المتحكمين بالواقع ومن ورائهم فرنسا


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التبعية، الامعية، الواقع، تشكيل الأذهان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-08-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد بشير، مجدى داود، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، كريم فارق، العادل السمعلي، محمد الياسين، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، محمد يحي، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، سيد السباعي، جاسم الرصيف، كريم السليتي، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، حسن عثمان، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، سلام الشماع، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، فتحي العابد، أنس الشابي، فهمي شراب، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، عمر غازي، حاتم الصولي، سامح لطف الله، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، عراق المطيري، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، طلال قسومي، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، د - المنجي الكعبي، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، علي الكاش، فوزي مسعود ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء