يزيد بن الحسين - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3752
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نبؤة يعقوب وداود
جاء فى المزمور 111 حول نبؤة داود حيث قال) قال يهوه لسيدى اجلس على يمينى الى ان اجعل اعداءك مسندا لقدميك( من هو هذا النبى الذى يدعوه داود بسيدى واذا كان داود بصفته ملكا وهو السيد والامر لكل اسرائيل وسيد المملكة كلها وعليه فهو خادم من اذن؟ لانه لايمكن ان يكون داود عبدا او خادما لاى بشر مهما كان ، فهل هو خادما لسيده المسيح الذى انحدر من نسل داود نفسه؟ ومن المفهوم ايضا انه لا يمكننا ان نتصور بمقتضى العقل ان يدعو داود احدا من سلالته سيدى لان اللقب المعقول سيكون يابنى ويصبح من واجب العقل الفهم والاعتقاد لابد ان يكون هناك رجل اخر له من الصفات ما يجعله اسمى الناس واحقهم با لثناء والتقدير والاجلال.
وقد اعتقد النصارى بان هذا السيد هو المسيح ورفض المسيح بصراحة عندما سالهم كيف يستطيع داود ان يدعوه سيدى اذا كان ابنا له؟ هذا السؤال الذى وجهه المسيح للحضور لم يستطيعوا ايجاد جواب له. وبقول المسيح ان السيد لايمكن ان يكون ابنا لداود فقد استثنى نفسه من ذلك اللقب وهذا اعتراف حاسم من المسيح بكونه عبدا لله وليس له الطابع الالهى المبالغ به والذى نسب اليه مما ادى الى نفوره واستنكاره الشديد. ولم تورد الاناجيل جواب عيسى على السؤال من هو سيد داود؟ فهل كان محمدا ذلك الذى قال عنه داود سيدى او ادونى؟ نعم ان جميع الحجج تثبت وبشكل قاطع وواضح بان محمدا هو الموصوف بانه سيد المرسلين. لانه فى نظر الناس ان اى نبى مرسل لايمكن ان يكون فاتحا عظيما ولا مدمر للبشرية ولامنعزل يقضى كل حياته فى كهف او حجرة صغيرة يتعبد لله من اجل ان يخلص نفسه فقط بل ان النبى العظيم هو الذى حطم الاصنام التى كانت تعبد فى الكعبة وهو الذى ابعد الشرك با لله ووضح رسالة المسيح . ان محمدا ليس سيدا لداود فحسب بل انه سيد الانبياء لانه اخرج العرب من الوثنية الى التوحيد ونشر نور الاسلام فى كافة ارجاء المعمورة.
وبما ان عيسى نفسه يعترف انه لم يكن سيد داود وانه لم يكن ينحدر من نسل داود فانه لم يبق سوى محمد من بين جميع الانبياء سيدا لداود وعندما نقارن بين اعمال النبى محمد فى نشر نور الايمان والاسلام فى الجزيرة العربية والاقطار الاخرى وبين اعمال الانبياء والرسل الاخرين نخرج بنتيجة تفرض نفسها وهى ان محمدا وحده هو الذى يمكن ان يستحق لقب السيد.
وجاء فى سفر التكوين الاصحاح 49 النبؤة الشهيرة التى ذكرها النبى يعقوب وهو على فراش الموت ويدعو اولاده الاثنى عشر ويبارك كل ابن له ويتنبأ بمستقبل قبيلته وهى وصية يعقوب والتى تعتبر نواة لهذا العهد ) لايزول صولجان من يهوذا او مشرع من بين قدميه حتى ياتى شيلوه ويكون له خضوع الشعوب ( هذه هى الترجمة الحرفية للنص العبرى وان كلمة الصولجان وشيلوة تعنى وتشير الى شخص معين وهى اذا تشير الى شخص معين وجميع نسخ العهد القديم قد احتفظت بكلمة شيلوه الاصلية دون اعطائها اية ترجمة او تفسير حيث ان الترجمة السبعينية للتوراة قد احتفظت بكلمة شيلوه (Shiloh كما هى وهى تعطى معنى شيلواح وهو نفس اللقب المعطى لمحمد وحده)رسول الله(.ولكن الترجمة الحقيقة لكلمة شيلوه تعنى)الشخص الذى تخصه( وحسب هذا النص الهام فان معنى النبؤة سيظهر ببساطة ووضوح على النحو الذى فسره البروفيسور عبد الاحد داود هذا النص على النحو التالى) ان الطابع الملكى المنبىء لن ينقطع من يهوذا الى ان يجىء الشخص الذى يخصه هذا الطابع ويكون له خضوع الشعوب( وان كلمة شلوه مشتقة من شله و تعنى المرسل او النبى او الرسول وهو نفس اللقب الذى ذكر به النبى محمد وحده رسول الله. وان كلمة شيلوه تعنى هادى مسالم امين وديع ولذلك فان التعبيرات العربية مساوية تماما لشيلوه وتحمل جميع الدلالات التى لقب بها النبى محمد با لصادق الامين وبنفس الوقت هناك تفسير ثا لث لكلمة شيلوه فاذا قلنا ان هذه الكلمة تحريفا لكلمة شلواح اى رسول او مبعوث فان كلمة شيلواح الوهيم با لعبرية هى با لضبط رسول الله .
الا ان كل من اليهود والنصارى يؤمنون بان هذه البركة احدى ابرز التنبؤات المسيحانية حيث ان اليهود لم يعترفوا ببعثة المسيح لان وظيفته المسيحانية لم تكن مقبولة لديهم لانهم ينتظرون مسيحا له سيف وسلطة زمنية او دنيوية فاتحا يعيد مملكة داود ومسيحا يجمع شمل اسرائيل المبعثر فى الارض ويخضع العديد من الامم تحت نير سلطته. ولكنهم لايمكن ان يعترفوا قط بواعظ كان يقف على جبل الزيتون وهكذا نصل با لنتيجة الى نبؤة يعقوب ان اليهود ينتظرون عبثا مجىء شيلوه اخر وان النصارى مصرون على خطئهم فى الاعتقاد ان عيسى كان هو المقصود بشيلوه وبا لنسبة الى التفكير اليهودى بان الصولجان سيظل فى سبط يهوذا طا لما ان شيلوه لم يظهر على المسرح وبموجب الادعاء اليهودى فان شيلوه لم يات حتى الان لذلك ينتج عن هذا ان كلا من الصولجان الملكى والخلافة النبوية كانتا لاتزالان موجودتين وتخصان ذلك السبط ولكن الاسباط الاثنى عشر انقرضوا منذ اكثر من ثلاثة عشر قرنا مع سلطتهم وخلافتهم الملكية ولم يبقى هناك وجود لسبط يهوذا ولا يسيطيع اى يهودى ان يدعى انه من سبط معين فكيف سيظل الصولجان فى سبط يهودا طالما انه لاوجود ولااثر لهذا السبط فى العصر الحالى والعصور القادمة؟ وتدل النبؤة بوضوح انه عندما يجىء شيلوه فان الصولجان والشريعة سوف يختفيان من سبط يهوذا وهذا لايتحقق الا اذا كان شيلوه غريبا عن يهوذا فان كان شيلوه منحدرا من يهوذا فكيف يمكن ان ينقطع هذان العنصران من ذلك السبط؟ ولا يمكن ان يكون شيلوه منحدرا من اى سبط اخر لان الصولجان والشريعة كانا لمصلحة اسرائيل كلها وليس لمصلحة سبط واحد واليهود مضطرون ان يقبلوا واحدا من الخيارين اما التسليم بأن شيلوه قد جاء من قبل وان اجدادهم لم يتعرفوا عليه او ان يتقبلوا ان سبط يهودا لم يعد موجودا وهو السبط الذى انحدر منه شيلوه.وهذه الملاحظة تنسف الادعاء المسيحى ايضا لان يسوع منحدرا من سبط يهوذا من ناحية امه وليس كما يدعى النصارى بان شيلوه هو المسيح لان المسيح لم يكن له سيف وسلطة زمنية او دنيوية وفاتحا يعيد مملكة داود بل كان المسيح بواعظ لبنى اسرائيل وليس لديه الصولجان الذى هو السلطة الملكية والنبؤة على التوالى اذا هو ليس صاحب الصولجان والشريعة ولم تخضع له الشعوب اذن من يكون هذا الشخص العظيم الذى يخصه الصولجان وصاحب الشريعة وبا لتاكيد لم يكن موسى ولا داود ولاعيسى لانه هو نفسه رفض الفكرة القائلة ان المسيح الذى كانت تنتظره اسرائيل لانه كان احد ابناء داود وليس من نسل يهوذا كما جاء ذلك فى انجيل متى ومرقص ولوقا وهو لم يترك شريعة مكتوبة ولم يحلم بصولجان ملكى بل انه نصح اليهود ان يكونوا مخلصين لقيصر وان يدفعوا له الجزية .
وفى احدى المرات حاولت الجماهير ان تجعله ملكا لكنه هرب واختبأ. كذلك فان عيسى لم ينقص شريعة موسى بل اعلن بوضوح انه جاء لتكملتها.وهكذا نتوصل الى نتيجة ونقول بكل صراحة ووضوح ان هذه النبؤة لم تأتى لتأييد حجة اليهود والنصارى فقد تحققت حرفيا وعمليا فى النبى محمد فالصولجان الذى معناه)السلطة الملكية(وهذا يعنى عمليا )صاحب الصولجان والشريعة( او الذى يمتلك السلطة وحق التشريع وتخضع له الشعوب. وجاء ايضا فى التوراة كتاب النبى ملاخى فى بداية القرن الرابع قبل المسيح هذه النبؤة المشهورة وتقول النبؤة)هأنذا ارسل رسولى فيمهد الطريق امامى ويأتى بغتة الى هيكله السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به وفى هذا المكان سوف اعطى السلام هوذا يأتى هكذا قال رب الجنود( وهذه النبؤة مطابقة لماقاله سبحانه تعالى فى القران الكريم)سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله( وهذا يعنى ان الشخص القادم فجأة الى الهيكل هو محمد وليس المسيح كما يدعى النصارى بذلك وان كتاب ملاخى عندما تنبأ بان الرسول العظيم او رسول العهد او السيد او سيد الرسل كان لابد ان يزوره فجأة وهذا ماحصل فعلا عندما زاره محمد فى رحلته الليلية التى نوه بها القران الكريم. وان ادعاء النصارى ان هذه النبؤة تنطبق على المسيح هو بعيد عن الواقع لان المسيح لم ياتى بغتة الى الهيكل فقد كان ياتى مرارا وتكرارا فجميع زياراته الى الهيكل كما يروى كانت تنتهى بالمجادلات والنقاش المرير مع الكهنة والفريسيين والكفرة واكثر من ذلك ان المسيح لم يخفق فقط فى جلب السلام الى ذلك العالم ولكنه ايضا تنبأ بالخراب الكامل للهيكل كما جاء ذلك فى انجيل متى الامر الذى تحقق بعد اربعين عاما تقريبا على ايدى الرومان عندما تم بالنهاية تشتيت الشعب اليهودى ومن خلال حضور النبى محمد المفاجىء للهيكل ادى الصلاة المباركة والتمجيد لله بحضور جميع الانبياء كما تدل احاديثه الشريفة وان اسم احمد او محمد هو اول اسم عرف بهذه الصيغة فى تاريخ البشر وهو اعظم معجزة جاءت لصالح الاسلام.
ويقول البروفيسور عبد الواحد داود فى كتابه محمد فى الكتاب المقدس مايلى) انها لمعجزة فريدة حقا فى تاريخ الاديان ان يطلق اسم محمد من بين جميع ابناء ادم على نجل عبد الله وامنة فى مدينة مكة لاول مرة ولايمكن ان تكون هناك حيلة زائفة او محاولة تزوير مافى هذا المجال لان والديه واقرباءه كانوا وثنيين ولم يعلموا شيئا كطلقا عن التنبؤات العبرية ولا عن المخطوطات المسيحية الخاصة بنبى عظيم كان موعودا ان يأتى لكى يعيد ويقيم دين الاسلام وان اختيارهم لاسم محمد او احمد لايمكن تفسيره بانه كان على سبيل المصادفة او حدثا عرضيا فقد كان الامر بلا ريب يتعلق بالعناية الالهية والالهام الالهى( الا ان انجيل لوقا قام بتحريف هذا الكلام هكذا)انظروا اننى مرسل ملاكى امام وجهك وانه سوف يمهد السبيل امامك( ان تحريف نص ملاخى واضح ومقصود فأن الله قال )سوف ابعث برسولى وهو سوف يمهد السبيل امام وجهى( ولكن هذه الاناجيل حرفت النص بان حذفت الضمير الشخصى للمتكلم المفرد وادخلت كلمة امامك او وجهك لكى يبرهن لليهود على ان الله يخاطب يسوع المسيح حيث جاء فى انجيل متى هكذا )اننى مرسل رسولى )ملاكى( قبلك وسوف يمهد طريقك امامك ( لكى يبرهن على ان هذا الملاك او الرسول هو يوحنا المعمدان ويمكن دحض هذه الفكرة بأن الرسول المكلف بتمهيد الطريق امام السيد هو خادم وتابع لهذا السيد لان هذا الرسول هو بشر ومخلوق له كيان بشرى وروح وانه ليس ملاكا وايضا يجب ادراكه فى المقام الاول انه ليس مرسلا لتمهيد الطريق امام رسول اخر يسمى السيد ولكنه مكلف بتأسيس واقامة دين جديد صالح للبشرية جمعاء والبرهان الاخر ان هذا الرسول الرفيع الشأن المبعوث من الله لم يكن قادما لاصلاح الطريق او الدين من اجل حفنة من اليهود ولكن من اجل اقامة دين جديد شامل وثابت للبشرية كلها وليس كما تدعى اليهودية ان الله اله قومى لشعب اسرائيل فقط. لم يكن يوحنا المعمدان هو الرسول الذى تنبأ به ملاخى والرؤيا التىتنسبها الاناجيل الاربعة له متضاربة جدا ولكن الشىء الوحيد الذى تتفق عليه هو انه لم يمهد طريقا قط لانه لم يكن مزودا بكتاب مقدس كما انه لم يؤسس دينا جديدا او يصلح الدين القديم ولم يرفض شيئا ولو يسيرا من شريعة موسى ولم يضف اليها شيئا وحتى انه عندما كان مسجونا وقبل ان يقطع راسه من قبل هيرودس لم يكن على علم بالطبيعة الحقيقية لرسالة عيسى حيث ارسل تلاميذه الى عيسى يسألونه )هل انت الذى الذى سيأتى ام علينا ان ننتظر سواك؟( انجيل متى.
واذا كان يوحنا المعمدان هو الرسول الذى بعثه الله لتمهيد الطريق امام عيسى المسيح واذا كان هو المبشر به والتابع له فلا معنى ولامغزى مطلقا لاقدام يوحنا على تعميد الناس فى نهر الاردن بل كان من واجبه ان يتبع عيسى فورا ويلازمه عندما راه وعرفه ولكنه لم يفعل شيئا من هذا ومن غير المعقول ان نعتقد بان نبيا ارسله الله لتمهيد الطريق لتنقية الدين وتطهيره استعدادا لقدوم سيده وملازمته وعندما راه وعرفه لم يفعل شيئا من هذا. ومن هو هذا يوحنا المعمدان ؟ انه النبى يحيى عليه السلام وهو حسب روايات الانجليين الاربعة ابن خالة المسيح وكان معاصرا له ولم يزد عمره عن عمر المسيح اكثر من ستة اشهر ولايذكر القران شيئا عن حياة هذا النبى وعمله سوى مصدقا بكلمة من الله ونبيا من الصالحين وشريفا وطاهرا واذاع ان نبيا اخر قادما بعده سوف يعمدهم بالروح القدس والنار كما اعلن ان القادم من بعده سيكون اعلى مقاما ومكانة منه من حيث القوة والكرامة بحيث ان يوحنا المعمدان اعترف انه)لايستحق شرف الانحناء وحل سيور حذاء هذا النبى(. وهناك اشارة غامضة فى الاسئلة التى وجهت للنبى يحيى )يوحنا المعمدان( من قبل الرهبان واللاويين فهم يسالونه )هل انت المسيح؟ هل انت ايليا؟( وعندما اجابهم بالنفى قالوا له)اذا لم تكن المسيح ولا ايليا ولا ذلك النبى اذن فلماذا تعمد؟(فأجابهم قائلا )انا اعمد بماء ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه وهو الذى يأتى بعدى صار قدامى( وفى الطبعة الجديدة للانجيل طبعة 1980 جاء هكذا)هو الذى يجىء بعدى ويكون اعظم منى الذى لست بمستحق ان احل سيور حذائه( ومن خلال دراسة هذا النص يصبح لدينا اليقين التام ان اليهود كانوا ينتظرون ثلاثة انبياء مبشر بهم المسيح وايليا والنبى وان يوحنا انكر ان يكون احد الثلاثة وقال لهم: انه صوت من الله ينذر ويحذر. الا ان النصارى يزعمون ان يوحنا هو ايليا لان مجىء المسيح مشروط بمجىء ايليا قبله وكان من انكار اليهود على المسيح عدم مجىء ايليا قبله الا ان المسيح رد عليهم قائلا ان ايليا جاء ولم يعرفوه مع ان يوحنا انكر ان يكون هو ايليا فهل انكر ذلك خوفا منهم ام قال الحقيقة؟.
وثم ان النصارى يقولون ان يوحنا قد بشر بظهور المسيح فتكون خيوط القضية متشابكة وغامضة ومبهمة انه شىء غريب وعجيب فهل كان يحيى وهو نبى مرسل يوحى اليه لايعرف نفسه حتى شهد له المسيح بأنه ايليا؟ فلم كتم ذلك ان كان هو هو النبى ايليا؟ وهنا سنكتشف ان النصوص والاقاويل كلها مضطربة ومتعارضة واذا قلنا ان يحيى هو النبى ايليا فمن هو اذن النبى الاخر المنتظر؟ الذى يشبه موسى فى الرسالة والتشريع والجهاد والذى يأتى من بعد يحيى بوقت من الزمن كما قال يحيى ذلك )الذى يأتى بعدى( وهو من الفضل والرفعة والمنزلة والمقام المحمود بحيث يرى يحيى انه ليس اهلا لان يحل سيور حذائه. وعندما سأل اليهود وذلك النبى فماذا تعنى هذه الجملة الا تعنى ان هؤلاء الاحبار اليهود واللاويين يعرفون ان هناك نبى اخر سيظهر وهو النبى محمد واذا كان اليهود والنصارى يعرفون من هو ذلك النبى فلماذا يبقون صامتين عن الحق؟ وعندما قال يوحنا )انا اعمدكم بالماء وذلك للتوبة وغفران الخطايا ولكن هناك شخص قادم بعدى واقوى منى لدرجة اننى لااستحق حل سيور حذائه وسيعمدكم بالروح والنار( هذه الكلمات مروية بصورة مختلفة فى الاناجيل ولكن تبقى مهمة تحديد هوية ذلك النبى ان قول يوحنا هذا لاينطبق على عيسى عليه السلام بل ينطبق على النبى محمد لان كلمة بعد تستبعد عيسى بكل وضوح من ان يكون هو النبى المبشر به لان عيسى ويوحنا ولدا فى سنة واحدة وقول يوحنا ان ذلك الاتى بعدى هو اقوى منى وكلمة بعدى هذه تدل على مستقبل غير معلوم بعد. ولم يكن المسيح هو المقصود عند يوحنا لانه لو كان الامر كذلك لاتبع عيسى وخضع له كتلميذ وكتابع بل على العكس من ذلك نجده يعظ ويعمد ويوبخ الملك هيرودس واحبار اليهود . فى الحقيقة ان مواعظ يوحنا المعمدان وكلماته الغامضة والمحاطة بالالغاز من المستحيل فهمها حتى من قبل اكثر العلماء تخصصا وحتى ان الكهنة والقضاة اليهود طلبوا اليه ان يبين مايقول فى كلامه وان يجعل اقواله اكثر وضوحا وسهولة الا ان يوحنا لم يتركهم فريسة للغموض لانه كما قال انجيل يوحنا)الشمعة المحترقة المضيئة التى كانت تشهد بالحق والصدق. ان الحقيقة التى شهد بها يوحنا كانت تتعلق بمحمد وبأعتباره رسول الله والاخرى كانت تتعلق بعيسى الذى اعلن انه ولد من الروح القدس وليس من اب بشرى وانه المسيح الحقيقى الذى ارسله الله كأخر الانبياء من اليهود ليمهد لهم الطريق لظهور محمد رسول الله اخر الانبياء من سلالة اسماعيل عليه السلام. ومن هنا يتضح لنا انه ليس هناك غموض عميق من تفسير اقوال وتنبؤات يوحنا بمجىء نبى قوى يمارس التعميد بالروح والنار ولايحتاج الامر الى كثير من الالهام او الى ذكاء خارق لفهم قوة هذه الحجة لان هذا الكلام لاينطبق على عيسى لانه لم يعمد شخصا واحدا بالروح القدس وبالنار خلال حياته ولايمكن وصفه بأنه النبى الذى تنبأ عنه يوحنا.
لقد كان تعبير يوحنا مقنعا بأن رسول الله محمد ستكون معموديته قائمة على روح القدس والنار وتأثيرها يتجلى فى التوبة النصوح التى يشعر الانسان فيها بالندم على مافرط فى جنب الله وحرقة القلب وندم يلهب الشعور والوجدان وهذا الندم يشمل العقل القلب معا. واذا كان النصارى يعتقدون ان عيسى هو رسول الله الذى تنبأ عنه يوحنا والذى جاء ليعمد بالروح القدس والنار فلماذا اذن لم يعمد فورا بالروح والنار؟ ثم يطهر الناس جميعا من الوثنية ثم يؤسس مملكة الله بقوة النار؟ وهكذا فأن يوحنا يعزو هذه المعمودية الروحية والنارية لرسول الله محمد لان هذه المعمودية الروحية قد اعطيت لمحمد وحده ونفذت عن طريقه وحده. مع ان الكنائس النصرانية اعتبرت ان تنبؤات يوحنا تنطبق على المسيح بانه النبى الموعود فهذا بعيد كل البعد عن الواقع والحقيقة لو كان الامر كذلك لما كان هناك ضرورة او معنى لتعميده فى النهر على يد نبى اقل شأنا منه . ومن شهادة يوحنا عن النبى الذى بشر به قائلا)ان من يجىء بعدى قد خلق قبلى لانه كان قبلى( انجيل يوحنا ومن العبث تفسير هذه الكلمات للمعمدان عن محمد على انها تشير الى المسيح. واخيرا فان الشخص المشار اليه فى النبؤة له صفات ثلاث اى انه رسول الدين والسيد الامر ورسول العهد. اذن فأن هذا السيد هو رسول الله محمد ارسله الله بشيرا ونذيرا للعالمين (يتبع الحلقة الاخيرة)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: