البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حوار الاديان: هل التوراة كتاب مقدس؟

كاتب المقال يزيد بن الحسين - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3677


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك ملايين من الادمغة المغسولة فى العالم المسيحى غسلها كتاب التوراة فأستبعدها وجعلها تتقبل كل مايطرح عليها من نصوص مذكورة من هذا الكتاب على انها حروف مقدسة منزلة من الله , يمكن تصديقها من دون دليل او برهان , ودون اى محاولة على الاقل فى التفكير الجدى بالمخادعة التى مارسها محررى الكتاب قديما , والتى تحوم حولهم اجواء غيوم التضليل المتعمد على هذه الملايين من البشر ان يتحرروا من التصديق المسبق بدون تدقيق واسناد , وان لايظلوا يحشوا اذهانهم بمفاهيم مغلوطة , وانما عليهم ان يطرحوا ويدرسوا هذه المفاهيم التوراتية بالتسأول او التعرض لها بالتفكير . هذه الملايين من البشر بغالبيتهم بسطاء فى تفكيرهم ومعتقداتهم ومطمئنون الى ايمانهم بالديانة التى يتبعونها ويعتنقونها , اما المهمات والتناقضات فأسرار ليس للناس ان يعرفوها , او الغاز ليس لعقولهم ان تدركها , وكلما كان فى الدين اغراق فى الغموض والمعنى كلما استولى على مشاعر الناس وعقولهم نوع من السحر الاخاذ . اننا نعانى من تزوير التاريخ , وتشويه الحقائق , بقدر مانعانى من الجهل فى التاريخ . وهذا التزوير يتم بصمت وتأمر على تهويد المسيحية . لمحاربة الاسلام والمسلمين ز. ان دعوات الصهيونية تغلغلت فى صدور المسيحين بفعل نصوص العهد القديم )التوراة( , ونحن نتعجب لماذا لايحاول المسيحى او اليهودى التعرض لمعتقداته الدينية بالتسأل , والتعرف على اصول هذه المعتقدات , ومغزاها الاخلاقى , والتعرف على الطبائع المكتسبة فيها من خلال هذا التراث الميثولوجى اليهودى , وكيف استطاع اليهود ان يملاْوا الدنيا بأدعاءاتهم ودعاواتهم ؟ وكيف قبلها العالم ولماذا ؟ وماهى التأثيرات الخلفية التى ترتكز عليها هذه الادعاءات والتى جعلتها فى عرف الناس والسامعين لها اشبه بالحقائق الثابتة . ان شريعة موسى تكشف عن طبيعة الشعب اليهودى , وتعبر عن جوهره خير تعبير . فما هى الخطوط العامة فى هذه الشريعة ؟ وكيف تعبر عن جوهر بنى اسرائيل . لقد استمات المؤلفون اليهود فى ايهامنا بأن كتابهم كله موحى به من الله , وانه منزل من السماء ولم يدخل فيه التحريف ابدا كما دخل التحريف فى الاناجيل. ولكن كيف يكون ذلك وهو منقول من الادب الدينى لشعوب اخرى اعرق حضارة منهم , وخاصة سكان مابين النهرين السومرين والبابلين وكذلك من حضارة مصر القديمة , لكنهم ينكرون ذلك بطبيعة الحال ويتمسكون بأرجاع تاريخهم الى ادم. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا لاينبغى ان يكون من الذى اوحى بالعهد القديم , وانما السؤال كان دائما من هم الذين الفوا ذلك الكتاب ؟ وهل تم تأليفه بتوجه الهى او بالهام سماوى ؟اصول التوراة مفقودة , وتوجد ثلاث نسخ مختلفة , وهذه النسخ هى النسخة العبرية والنسخة اليونانية والنسخة السامرية , وقد فقد الاصل مع الغزو البابلى لليهود , ومالحق بهم ضاعت التوراة وفقدت , فقام عزرا بأعادة كتابتها مجددا . ويقول كليمنس اسكندريانوس )ان الكتب السماوية ضاعت فألهم عزرا ان يكتبها مرة اخرى , اى من الحفظ( ويقول تهيو فلكت )ان الكتب المقدسة انعدمت رأسا , فأوجدها عزرا مرة اخرى بالالهام( وجاء فى كتاب اظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندى ان جان ملنر الكاثوليكى يسجل ضياعين اذ يقول )اتفق اهل العلم على ان نسخة التوراة الاصلية , وكما نسخ العهد القديم ضاعت من ايدى عسكر نبوخذنصر ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة عزرا , ضاعت تلك النقول ايضا فى حادثة انيتوكس( فالعهد القديم اثبت انه قد الفه اناس من البشر وتركوه لنا فى مخطوطات رقية. والتوراة فى نظر توينبى ليست تنزيلا من الله جل شأنه , ولكنها مجموعة مختلفة من الكتب كتبها واعادت كتابتها ايد عديدة على مدار فترة تمتد الى مئات السنين . ولما كان السبيل الوحيد المتاح لنا سعيا الى استظهار مايمكن للعقل ان يتيقن من صحته فيقبله مما لايمكن للعقل ان يقبله لانعدام البراهين على صحة مافيه من ادعاء هو ماتتجه الكتابات المقدسة لنا من منافذ الى مضامينها فاننا يجب ان نتمسك بخيط كثير التشابك والتعقيدات من اوله ونحاول ان نسير معه لنتبين مايمكن ان يقودنا اليه وهذا الخيط هو الكتاب المقدس ذاته

وقد ذكر ابن تيمية فى كتابه )الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح( الصفحة 380 مسألة التبديل فقال : والتوراة هى اصح الكتب واشهرها عند اليهود والنصارى , ومع هذا فنسخه مخالفة لنسخة السامرة منها من امر استقبال الطور , ماليس فى نسخة اليهود والنصارى , وهذا ممايبين ان التبديل وقع فى كثير من نسخ هذه الكتب , فأن عند السامرة نسخا متعددة وكذلك رأينا فى الزبور نسخا متعددة , تخالف بعضها بعضا مخالفة كثيرة فى كثير من الالفاظ والمعانى يقطع من رأها ان كثيرا منها كذب على زبور داود عليه السلام , واما الاناجيل فالاضطراب فيها اعظم منه فى التوراة . اما ابن القيم فقد قال فى كتابه )هداية الحيارى( مانصه . النصارى تخالف التوراة التى بأيدى اليهود و والتى بأيدى السامرة تخالف هذه وهذه , وهذه نسخ الاناجيل يخالف بعضها بعضا , وتناقضه , فدعواهم ان نسخ التوراة والانجيل متفقة شرقا وغربا من البهت والكذب الذى يروجونه على اشباه الانعام, وان هذه التوراة التى بأيدى اليهود فيها من الزيادة والتحريف والنقصان مالايخفى على الراسخين فى العلم .

ولقد كان يوسف بن العازر بونفيليس اول متخصص توراتى يهودى تجرءا فى القول علنا قبل ستة قرون عن بعض ماجاء فى التوراة- هذا لم يكتبه موسى- ( ويقول البروفيسور اليهودى فى تأليف كتابه التوراة والعهد القديم وهو ذائع الصيت فريدمان Friedmann )فنحن الان نعرف كلما قرأنا صفحة من العهد القديم ان ثلاثة وربما اربعة من المؤلفين من بنى البشر كلهم فنان وكلهم متمكن من اصول صنعته شاركوا فى تأليف مانقرأه فيها كان من واقع خبراته فى لحظته التاريخية التى عاشها منهم عبر القرون العديدة التى فصلت كل مؤلف منهم عن الاخر قد التقت ايديهم فى تأليف تلك الصفحة( فعملية التأليف بالنسبة للتوراة استغرقت الف عام تقريبا والمهم ان ماتوصلنا اليه من كشوف فى السنوات الاخيرة فى مجالات الادبية المتعلقة بتأليف ذلك الكتاب والكشوفات الاثرية تبين لنا التلاعب البشرى الخطير فى ذلك الكتاب المقدس. وقد عمد اولئك المؤلفون والمحررون الى اعادة كتابة تاريخ العالم والبشرية حسب اهوائهم ليصنعوا لانفسهم وشعبهم المبارك تاريخا مقدسا فريدا اخص لايجعلهم متساوين مع غيرهم من البشر بل ويجعلهم اعلى وارفع واعظم امتيازا من باقى الشعوب الاخرى . ان الكهنة الذين الفوا التوراة والعهد القديم وصاغوا الديانة بذلك التأليف الاقتباس الذى اخذوا فيه بتوسع من اساطير الشعوب الاخرى فحوروا ورتبوا وادمجوا واستبعدوا واصبح هذا الخليط العجيب الذى تخثر فى عصر السبى ومابعده خليطا متماسكا مهيبا ذا سطوة ماحقة على العقول . وقد اظهرت كشوفات علم الاثار وبحوث علم الانسان من حقائق علمية قلبت المفاهيم والفرضيات القديمة راسا على عقب واثبتت ان القدر الاعظم والاهم مما ادعاه مؤلفوا التوراة لانفسهم وحرره كهنة عصر السبى فصنعوا منه اليهودية اخذ بشكل لاسبيل الى انكاره من تراث حضارات العالم القديم الاعرف والاعظم اصالة والاكثر تقدما وبالذات من الحضارة المصرية القديمة ثم حضارة مابين النهرين . بدأت الكشوفات الاثارية وبحوث العلوم الانسانية والمنهج العلمى الذى بدأ منذ القرن التاسع عشر ينبش فى تلك الكتابات تحت اسم النقد التوراتى تكشف بشكل متعاظم عن المنابع الحقيقية التى استمدت منها الصياغات التوراتية الراهنة وتفضح بصورة ثمينة ماتروى فيه محررو العهد القديم من تناقضات صارخة وهم يوفقون بين عديد من القصص الاسطورية المستمدة من عناصر شتى ليصنعوا منها مابدا لهم فى عصر السبى ككتاب متماسك يمكن ان يتمتع بمصداقية دائمة ولكى يجعلوا الكتاب المقدس اكثر شعبية وقابلا لان يقراء على نطاق واسع فى شكله الجديد المنقح المحسن على اجتذاب مزيد من المؤمنين او على الاقل بيع مزيد من النسخ . الا ان الغرض الحقيقى من العملية يتمثل فى تنقية النصوص التى باتت تثير تساؤل اى طفل فى راسه عقل يجعله غير مستعد للتصديق وفى بساطة فائقة تزال التناقضات الصارخة والمبالغات اليهودية حتى يبعدوا الشكوك ان الكهنة لم يأخذوا ديانتهم من الديانة المصرية.والبابلية والكنعانية الفلسطينية .

لقد اثرت الحضارات القديمة فى المنطقة على بنى اسرائيل الرعاة منذ قدومهم للاستيطان فى ارض فلسطين , الا ان بعض المؤرخين والباحثين والدارسين اليهود حاولوا طمس واقصاء واغفال وتزوير اى اعتبار لهذه الحضارات السامية القديمة , وخاصة الحضارة الكنعانية , ولم تتوقف مراكز ابحاثهم ودراساتهم , ووسائل اعلامهم ودوائرهم الاكاديمية من متابعة الخوض فى التاريخ القديم لمنطقة الصراع التأريخى , وربط هذا التاريخ بالرؤية التوراتية , والترويج لفكرة ان فلسطين كانت ارض بلا شعب ولا حضارة , وجعلها الله ارض الميعاد لبنى اسرائيل .
لقد تعرضت الحضارة الكنعانية من طمس واقصاء على يد كثير من الدارسين والباحثين والكتاب والنقاد فى الغرب , بفعل الضغوط المتعددة والمتواصلة التى بذلتها وتبذلها الدولة العبرية , لتحريف وتزييف الجغرافيا والتاريخ القديمين , ولانشاء ذاكرة جديدة للتاريخ القديم , تتسع للوجود العبرى على حساب الوجود العربى الكنعانى الفلسطينى . لقد سقط اكثرهم فى وهم ان الفلسطينين الكنعانيين ليسوا اكثر من موجة بشرية اوروبية عابرة لفلسطين , جاءت من جزيرة كريت واجتاحت فلسطين , ويرى الكاتب الفلسطينى على حسين خلف فى كتابه )الحضارة الكنعانية والتوراة( الصادر عام 1999 ان هذه الهجرة لم تكن فى الواقع الا عودة الى القاعدة الجغرافية التى كانت قد انطلقت منها )غزة وبئر السبع والنقب( . وقد تزامنت هذه العودة مع عودات مماثلة لشعوب اخرى , اصطلح على تسميتها بشعوب البحر الى قواعدها الحغرافية التى كانت قد انطلقت منها بعد ان انهكتها الحروب . وبهذا المعنى فأن الفلسطينيين العائدين من كريت الى وطنهم الام لم يكونوا سوى احدى القبائل الكنعانية الاصلية .

الواجب الملقى على عاتق هؤلاء الباحثون فى شؤون التاريخ القديم للمنطقة هو اعادة النظر فى كثير من المغالطات التى نراكمت عبر القرون وخاصة فى تحريفات وتزوير التاريخ من قبل محررى التوراة بخصوص السكان الاصليين والسكان الطارئين , وبخصوص الاوضاع السياسية والتاريخية والحضارية السائدة فى تلك العصور . الا ان بعض الفلاسفة والمفكرين اليهود يحاربون بلا هوادة فى طمس هذه الحقائق ايمانا منهم بالنص التوراتى , وادعائهم وزعمهم بأن الفلسطينين ليسوا سوى موجة بشرية قدمت الى فلسطين من جزيرة كريت , وان فلسطين الكنعانية قبل العبرانيين كانت تفتقد الى مظاهر الحياة الحضارية المتقدمة , وقد غدت كل هذه التصورات مسلمات او بديهيات سائرة فى كتب الباحثين والدارسين المرموقين .

والتاريخ يذكر ان الحضارة الكنعانية كانت اكثر تطورا بأنفتلحها على الحضارة الفرعونية والاشورية والكلدانية والبابلية وتأثرها بكل هذه الحضارات . واول ملامح هذه الحضارة من الناحية الدينية هو ذلك الاتجاه التوحيدى لدى الكنعانيين والذى عبروا عنه بتنزيه الههم )ايل( من التجسيم او الرسم او النحت , وعدوه )رب الارباب( رب السموات السبع , وعرشه فى السماوات العلى . وحتى المصادر اليهودية اعترفت بوجود النبى العربى الكنعانى )ملكى صادق( قبل واثناء هجرة ابراهيم عليه السلام من العراق الى فلسطين عام 1850 قبل الميلاد , والذى توارثت اسرته حكم القدس لحقبة طويلة من الزمن . وقد عده عباس محمود العقاد احد الانبياء العرب , وذهب الى ان الحرم القدسى الشريف اقيم فوق المعبد الذى كان يتعبد فيه .وثم علينا ان لاننسى ان اهم ملامح الحضارة الكنعانية فى اقرار العالم اللغوى البارز كارل بتراتشيك بأن اللغة فى فلسطين وحتى اطراف شبه الجزيرة العربية قد انحصرت فى لغة الكنعانيين , ولغة اوغاريت . اما مؤرخ الحضارات السامية القديمة سبتين موسكاتى فقد ذكر ان الكنعانيين هم الذين انتقلوا باللغة العالمية القديمة من تطور المقاطع السومرية والاكادية والرسوم الهيروغليفية الى طور الابجدية , بدليل الاكتشافات الاثرية فى تل بلاطة وتل ابوشوشة فى نابلس وتل العجول فى غزة التى تضم البدايات الاولى للغة الكنعانية , وبدليل الاكتشافات الاثرية المذهلة فى اوغاريت التى اظهرت هذه الابجدية مرتبة على النحو المعروف )ابجد. هوز . حطى . كلمن( وهى لغة كنعانية بأقرار هاريس فى كتابه )تطور اللهجات الكنعانية( وان جميع اللهجات الكنعانية المتفرعة عن اللغة الام )اللغة الكنعانية( بأعتماد الترتيب الابجدى للحروف والكتابة من اليمين الى اليسار .

وهناك من الكتاب والباحثين المنصفين اعادوا الاعتبار الى الحضارة الكنعانية , منهم الباحث كيث وايتلام فى كتابه )اختلاف اسرائيل القديمة , اسكات التاريخ الفلسطينى( الصادر عام 1996 , وهو كتاب كشف فيه الحقائق عما يجرى من طمس وتزوير واضح للتاريخ الكنعانى الفلسطينى على يد الدارسين التوراتيين . وهكذا نتوصل الى لب الحقيقة , اننا لن نجد عند اليهود شيئا لن يأخذوه من حضارات المنطقة المحيطة بهم . ابتداء من الحضارة المصرية القديمة اخذوا نجمة داود , ونظام الضرائب, مرورا بنظام الكهنة نفسه والهيكل , والمعبد , واردية الكاهن نفسه , والتابوت والعين الحاسدة والتعاويذ والتمائم والاحجية وحتى السحر . وفى دراسة للبرفيسور فريدمان فى فصل عنوانه )حنق فى الصنعة فوق حنق( من كتابه من الف التوراة ؟ يقول)بقدر كبير من الافتخار لايلام عليه فى الواقع متى اعتبرنا بالسطوة التى ظلت لتلك الكتابات على العقول والواقع ان المحرر الذى اعنيه تخصيصا بأنه عزرا ظل اقل من اسهموا فى تأليف اسفار موسى الخمسة حظا من التقدير فعادة يعطى قدر اكبر من التقدير لمن الفوا حكايات وشرائع العهد القديم وقد يكون فى ذلك ظلم كبير له فهو كمحرر لم يقل استاذية وصنعة فى زمانه عن مؤلفى الوثائق اليهيوية والكهنوتية فى ازمتهم بل والواقع ان مهمته لم تكن اصعب من مهامهم فحسب بل وكانت خلاقة بنفس القدر تطلب القيام بها قدرا عظيما من الحكمة والحاسة الادبية فى كل خطوة كما تطلب قدرا من المهارة لايقل اهمية عن المهارة فى فن الحكى. وعزرا فى نهاية الامر هو الذى ابدع لنا العمل الذى ظللنا نقرؤه كل تلك السنين فهو الذى جمع كل تلك الحكايات والشرائع التى مارست تأثيرا على ملايين البشر بالف طريقة واعطاها شكلها النهائى. فهل ذلك تأثيره هو ام تاثير من الفوا المصادر التى جمعها ؟ ام لعله يكونان الافضل ان نتحدث هنا عن شراكة ادبية اسهم فيها كل اولئك المؤلفين وهى شراكة لم يخطر لمعظمهم ببال انها ستقوم فيما بينهم (

اسفار التكوين من كتبها ؟ هل حقا كتبها موسى بنفسه , كما يرى معتنقى الديانة الديانة اليهودية وبعض المسيحين المتعصبين الاصوليين , وماذا يعنى التكوين ؟ انه يعنى ايجاد الشىء واحداثه او اخراجه من العدم الى الوجود , وهذا تعريف مناسب لسفر يحاول ان يسرد كيف نشأ الكون , وجهزت الارض لسكنى المخلوقات , وخلق الانسان ليعيش عليها , ولكن كيف نعرف الحقيقة ان موسى كتب هذه الاسفار بنفسه ؟ ان علماء واحبار اليهود يقولون لنا ان موسى كتبها اثناء وجوده فى برية سيناء , وربما انهى كتابتها سنة 1513 قبل الميلاد . وبات من الواضح اليوم ان اعتبار الاسفار الخمسة من تأليف موسى امرا مشكوكا فيه تماما . وقد جاء فى مقدمة الطبعة الكاثوليكية للكتاب المقدس الصادر عام 1960 مايلى )مامن عالم كاثوليكى فى عصرنا يعتقد ان موسى ذاته كتب كل التوراة , منذ قصة الخليقة , او انه اشرف حتى على وضع النص , لان ذلك النص قد كتبه عديدون بعده , لذلك يجب القول ان ازديادا تدريجيا قد حدث , وسببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية (

وتعد الاسفار الخمسة اهم اجزاء العهد القديم , وتنسب بجملتها الى النبى موسى بوحى من الله . واصبح هذا الاعتقاد بأن هذه الاسفار كتبها موسى وبمرور الزمن ايمانا ثابتا لايتزعزع عند بنى اسرائيل , وحتى اصبح هذا الاعتقاد عقيدة يهودية منذ عهد فيليون الاسكندرانى ويوسفيوس فى القرن الاول قبل الميلاد . اللذان عاصرا المسيح , واعلنا ان موسى هو مؤلف التوراة , الا ان التوراة نفسها تقدم لنا شواهد تقطع بأن تلك النسبة الى موسى باطلة تماما , واصبح من الصعوبة بمكان اثبات سفر التكوين -وهو الاهم والاكبر ولاضخم من كتاب التوراة - يعود كتابه للنبى موسى . ويرجح علماء الغرب ان معظم الاسفار التوراتية قد تم تألبفها بين النصف الاخير من القرن التاسع قبل الميلاد , واوائل القرن السادس قبل الميلاد , وان بعضها يمكن ارجاعه الى اواخر القرن الرابع قبل الميلاد . لانه هناك تناقضات واضحة وصريحة فى هذا السفر مع العلم الحديث , وهى تقع فى ثلاث مسائل اساسية , مراحل خلق العالم , وتاريخ ظهور الانسان على الارض , ورواية الطوفان . وهذه المواضيع المهمة تثبت لنا عدد مهم من الشواهد والتناقضات والمستحيلات فى التوراة .
ومن اهم تلك الشواهد مايلى :

1- اذا كان موسى هو حقا مؤلف التوراة فمن المستحيل ان يذكر عبارات تدل على اسمه مثلا قوله )واما الرجل موسى فكان حليما جدا اكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض( فهنا واضح تماما ان الكاتب شخص اخر يتحدث عن موسى , وثم هناك ايضا اية اخرى تقول )وايضا الرجل موسى كان عظيما جدا فى ارض مصر , وفى عيون فرعون وعيون الشعب ( خروج 11-3 )فمات هناك موسى عبد الله فى ارض مؤاب حسب قول الله , ودفنه فى الجواء فى ارض مؤاب( تثنية 34-5 . وبالطبع يستحيل ان يكتب موسى عن نفسه انه قد مات , بل ويحدد موضع دفنه .

2- وجود اسماء لمواضع وامكنة جغرافية يستحيل ان يكون لدى موسى علم بها , وهو لم يدخل اراضى فلسطين فى حياته كلها , وبالاضافة الى ذلك ان اكثر تلك الاسماء لم تكن قد سميت فى زمنه , بل اطلقت عليها الاسماء بعد وفاته بثلاثة او اربع قرون , مثل اسم مدينة دان )تكوين 14-14 وتثنية 34-1( والقرى الاخرى المعروفة بأسم يائير )عدد 32-41 وتثنية 3-14(

3- فى التوراة يطلق اسم ارض العبريين على فلسطين , وهذا الاسم لم يطلق الا بعد لك بعدة قرون . بينما كانت تدعى ارض الفلسطينيين والكنعانيين .

4- هناك خطأ فاضح ومكشوف فى سفر التكوين ,يؤكد على ان التوراة كتبت بعد وفات موسى بعدة قرون , وهذا الخطأ مثلا قولها )قبل ان يملك ملك من ابناء اسرائيل( تكوين 36-31 وعدد 24-7 . وهى عبارة لايكتبها الا شخص عاصر العهد الملكى الاسرائيلى , وعرف بقيام المملكة فى ذلك العهد .

5- لم يكن معلوما فى عصر النبى موسى انه سوف يظهر انبياء بعده , بينما نجد فى التوراة تعبير )ولم يظهر نبى مثل موسى ( تثنية 34-10 فهذا القول يشير الى معرفة محرر التوراة بظهور انبياء بعد موسى , والمفترض ان ذلك لم يكن معلوما زمن موسى , وهؤلاء الانبياء لن يبدا تواجدهم الفعلى الا بعد عهد صموئيل , وقيام المملكة الاسرائيلية .

6- والنقطة الجوهرية فى التوراة , هناك تعبير متواتر هو )حتى اليوم( مثلا تسمية مدينة كذا بهذا الاسم وهذا اسمها )حتى اليوم( او الى حدث وقع مما ادى الى تدمير مدينة كذا , وظلت على حالها ذلك )حتى اليوم( وهذا التعبير يؤدى الى معنى يقينى الى مسافة زمنية اخرى ادى فيها الحدث , وتفصل بينه وبين بداية تدوين التوراة , وليس من المعقول ان موسى يكتب الحدث ثم يدعى بقاءه )حتى اليوم(

ومن خلال تأكيدنا على كل هذه الشواهد , مايدحض نسبة التوراة الى موسى . وقد اكد الفيلسوف الانجليزى توماس هوبز )1588-1679( ان تدوين التوراة قد تم بعد موت موسى بزمن طويل , اما الفيلسوف اليهودى باروخ اسبينوزا )1632-1677( فقد انكر اى احتمال يمكن بموجبه نسبة التوراة الى موسى , وقدم على ذلك شواهد عديدة , من القرائن التى تشير الى ان كتب العهد القديم بدءا من سفر التكوين وحتى سفر الملوك الثانى , قد كتبها عزرا الذى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد . وكان الطبيب الفرنسى جاك اوستراك )1684-1766( اول من كشف من احتواء سفر التكوين على روايتين مختلفتين , واوضح حقيقة وجود اسمين مختلفين للاله فى ذلك السفر , وهما )الوهيم ويهوه( فأكتشف اوستراك ان الاجزاء التى تستخدم اسم )الوهيم( تروى رواية مختلفة عن تلك التى تستخدم اسم )يهوه( . ثم يأتى بعده الالمانى جراف ليوضح تلك الاجزاء المختلفة , ويقلب ذلك التصور التقليدى الذى شاع عن كون القصة الالوهيمية هى الاقدم ليؤكد ان القصة اليهودية كانت هى الاقدم , بينما دونت القصة الالوهيمية فى فترة العودة من السبى البابلى على يد عزرا .وحتى يوليوس فلهاوزن الالمانى )1844-1918( فقد ذكر عن وجود اربعة وثائق مختلفة يتكون منها العهد القديم وهى

1- مصدر يهوى : وقد اخذت التسمية من اسم الاله يهوه , ويرجع استعمال هذا المصدر الى حوالى 850 قبل الميلاد فى مملكة يهوذا الجنوبية . وقد ركز هذا المصدر على الوعد الذى اعطه الله )يهوه( الى ابراهيم .
2- مصدر الوهيمى . وهو الاسم الالهى الغالب )ايل( اى الاله واللوهيم اى الالهة , ويرجع زمن تأليفه الى حوالى 770 قبل الميلاد , ويرجع تأليفه فى المملكة الشمالية لاسرائيل .
3- سفر التثنية : ويعنى بالاغريقية )القانون الثانى( وقد تم تأليفه خلال القرن السابع قبل الميلاد , وتزعم الرواية التوراتية انه كان مخفيا فى فجوه بجدار المعبد , وقد تم الكشف عنها عام 622 قبل الميلاد , اثناء حكم الملك يوشيا اليهودى عند ترميم معبد اورشليم .
4- المصدر الكهنوتى : وهو تجميع كهنوتى يرجع الى القرن الخامس قبل الميلاد , ويركز على شعائر العبادة والطقوس . ويقوم جوهره على وجوب اخلاص اليهود للعهد حتى يستحقوا الخلاص والوفاء بالعهد , وذلك عن طريق التزامهم شريعتهم بدقة وان يحفظوا على العهد القديم مع الله )يهوه( . ويرجع زمن ذلك المصدر الى عهد عزرا , وقد تم ادماج هذا المصدر مع المصدرين السابقين اليهوى والالوهيمى حوالى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد , وقد تم تجميع المصادر الاريعة فى كتاب واحد هو العهد القديم حوالى عام 200 قبل الميلاد .

اما سيجموند فرويد Sigmund Freud فيقول )ان النص -نص العهد القديم- كما وصلنا يكشف عما فيه من اثار ماظل يدخل عليه من تغيير وتعديل فهو من جانب قد مر بعمليات من المراجعة زيفته عملا على جعله متفقا والمرامى الخفية لمن ظلوا يراجعونه وحرفته وشوهته وزيدته بل وقلبته الى عكسه( ثم يستمر فى القول )وهكذا نجد فى كل موضع تقريبا فجوات ملحوظة وتكررات مزعجة وتناقضات جلية تكشف كلها عن حقائق لم يكن المقصود اطلاقا ان يكشف عنها ( ويستمر فرويد قائلا )فمن كل الحالات والاشارات المباشرة وغير المباشرة فى التوراة يتكشف لنا ضرب من عملية طمس ماهو مسجل على اللوح بطبقة من الكتابة فوقه اى من طمس نص بمحوه وكتابة نص اخر مكانه ثم طمس النص الثانى بمحوه واحلال نص ثالث مكانه وهكذا يتكشف لنا تراكب طابق فوق طابق من النصوص وضع كل منها فوق الاخر ليخفيه عبر المراحل المختلفة لتطور المجتمع اليهودى وتطور ديانته وهو تطور استمر طوال الاف من السنين ( ويشير ايان ويلسون Ian Wilson فى كتابه الخروج Exodus الى التناقضات والتكرارات والتحولات العديدة الملحوظة فى حكى اسفار التوراة وما يدل عليه كل ذلك من الاسفار لم تؤلفها يد واحدة او يد شاهد عيان او حتى ايد اهتم اصحابها بالتنسيق بين ماكتبوه بل جمعت جمعا عشوائيا من خليط متنافرة من المصادر بعد مرور عدة قرون( .

فهل هؤلاء النساخ القدماء للاسفار العبرانية كانوا حقا مشهورين بدقتهم , حافظوا عليها بأمانة ؟ رجال الدين المسيحى يعترفون بصراحة مطلقة انه توجد فى الاسفار القديمة اختلافات , ولكنهم يعتبرونها ذا اهمية زهيدة , وخصوصا فى مايتعلق بالتعليم والعقيدة , وبالرغم من ذلك انه لاشىء فى كل ذلك يغير فهمنا للتعاليم الدينية للكتاب المقدس , حتى بالنسبة للقارىء والتلميذ العادى , كما ذكر ذلك الباحث ميلر بوروز فى كتابه )ادراج البحر الميت( .

ان المصداقية التاريخية لاى كتاب مقدس هو ان يكون النص مطابقا للواقع , والمصاقية هذه لايهم ان تكون لها علاقة بالغيبيات , قدر ماتعنى مدى مطابقة النص لواقع واحداث اثبتتها نصوص تاريخية . ويمكن فى بعض الاحيان ان يطابق النص وبعض احداثه مع احداث تاريخية واقعية , ولكن الاضافات والحشو والزيادات التى اضيفت الى النص خرجت به عن معنى المصداقية الحقة . ولهذا فأن التعامل مع النص التوراتى بكامله كنص صادق تاريخيا امرا لايمكن الركون اليه , لان التناقضات التى ينطوى عليها العهد القديم , كفيل ان ينزع الثقة عنه منذ البدء . ففى التوراة احداث وقعت فى القرن التاسع قبل الميلاد , فيها مبالغات ولايمكن قبولها وتصديقها اطلاقا , وهى اقرب الى الاسطورة منها الى التاريخ الواقعى الصادق . ففى سفر القضاة 15-16 مثلا يحدثنا كيف قتل شمشون الف فلسطينى بفك حمار . وفى سفر الملوك الاول 20-29 )فضرب بنو اسرائيل من الاراميين مائة الف رجل فى يوم واحد( فمثل هذه الروايات لايمكن تصديقها , لان المعركة التى حدثت عام 860 قبل الميلاد بين اخاب ملك اسرائيل وبين بنحدد ملك دمشق لم يكن عدد نفوس دمشق بكاملها تحتوى على مائة الف رجل فى ذلك الوقت . فهذه الخرافات يمكن اعتبارها من الاساطير اليهودية .

ويجب الاشارة هنا , ان العهد القديم قد اشارة وبكل وضوح على وجود كثير من الاسفار الواضحة يحيلنا اليها , فلا نجدها ضمن كتابهم المقدس . مما يدلل بوضوح على ضياع الكثير من الكتب والاسفار , ومن اهم هذه الاسفار والكتب )كتاب حروب الرب( )سفر ياشر( )سفر قوانين المملكة( )سفر اخبار صموئيل الزائى( )اخبار ناثان النبى( )اخبار جاد الرائى )سفر اخيا الشيلونى( )سفر يعدو الرائى( )سفر اخبار ياهو بن حنانى( الخ . وهنا يمكن القول ان هناك ستة عشر الى عشرين كتابا قد ضاعت من العهد القديم ومن التداول , وكان ضياع هذه الكتب والاسفار بسبب ظروف المنطقة والحروب التى خاضها بنى اسرائيل , مما اثر كثيرا على تدوين العهد القديم بسبب هذه المؤثرات الخارجية المختلفة والاحداث التى وقعت فى المنطقة , مما ادى الى تدوين التوراة على يد عزرا فى حذف وزيادة , وحتى اصبح من المشكوك قيه حول مدى اصالة سفرى الجامعة ونشيد الانشاد , وهل هما مقدسين يهوديين , ام دخيلين من ديانات اخرى .

وذهب اكثر علماء المسيحية ان اليهود قاموا بتحريف التوراة فيما يخص المسيح , بل يذهبون فى القول ان اليهود عندهم الاستعداد الكامل لممارسة الكذب , اذا كان فيه فائدة , ويقول المؤرخ موشيم فى كتابه المطبوع عام 1832 , كما جاء ذلك فى كتاب اظهار الحق )كان بين متبعى رأى افلاطون وفيتاغورس مقولة مشهورة , ان الكذب والخداع لاجل ان يزداد الصدق وعبادة الله , ليسا بجائزين فقط , بل قابلان للتحسين , وتعلم اولا منهم يهود مصر هذه المقولة قبل المسيح .

وجاء فى كتاب كشف الظنون تأليف حاجى اغا , انه فى عصر الخليفة العثمانى بايزيد خان اسلم حبر يهودى , وقام بتأليف رسالة اسماها )الهادية( وجاء فى هذه الرسالة )قد وجدنا فى اشهر تفاسير التوراة المسمى عندهم بالتلمود , انه فى زمان تلماى الملك طلب من احبار اليهود التوراة , فخافوا على اظهارها , لانه منكر لبعض اوامرها , فأجتمع سبعون رجلا من احبار اليهود , فغيروا من الكلمات التى كان ينكرها ذلك الملك خوفا منه , فأذا اقر على تغيرهم فكيف يؤتمن على اية واحدة( . وحتى البرتستانت هم اكثر المغالين بأن التوراة والاناجيل هى وحى الله , لذا فأن شهادتهم بالتحريف يكون لها قيمة , فقد تقدموا بخطاب الى ملك انجلترا جيمس الاول )1556-1625( قالوا فيه بأن الزبورات الداخلة فى صلاتهم تخالف النص العبرى بزيادة ونقصان وتبديل وتحريف فى مائتى موضع تقريبا . فأذا صح وجود هذا التحريف من قبل اليهود ؟ فماذا بقى من التوراة ؟

وجاء الحاخام والفيلسوف اليهودى موسى ابن ميمون الذى ولد فى الاندلس , ويعتبر مؤسس الحركة الفكرية بين اليهود , فقد تتلمذ على العلم والفلسفة الاسلامية الاندلسية فى ازهى عصورها تفتحا , وعلى ابن رشد . فقد اثر الاسلام وفلسفته فى اليهودية والمسيحية من بعد , وكانت الاندلس خلقت شروط تطور اليهودية , فراحت اليهودية تستوعب غيرها من الفلسفات والعلوم , وقبلت الجدل نسبيا فنشأت حركة فكرية بين يهود الاندلس لاول مرة , قاد فلسفتها الجديدة ابن ميمون , بعد ان كانت اليهودية قبل ابن ميمون تمنع التفكير خارج العقيدة , فتتعين الطوائف الاصولية على تطبيق الشريعة حرفيا بلا تغيير . وقد بقى اليهود منغلقين على انفسهم فلم يبدع احبار اليهود الا بقدر ماسمحت التوراة والتلمود , وان فعلوا ففى داخلهم , ولهم هم دون سواهم , وبقوا على هذا المنوال لاكثر من سبعة قرون بعد موسى ابن ميمون حتى ظهر موسى ميندلسون فى القرن الثامن عشر فى المانيا Moes Mendelsohn وكان فيلسوفا وحاخاما اورثوذوكسيا اصوليا , وكان داعيا لتحديث اليهودية , الا انه بقى اصوليا لايأخذ بالتنوير وعلمنة اليهودية , لان ذلك لايروق لبعض احبار اليهود . وقد شجعت الحركة المنديلسية اليهود على الخروج لاول مرة من العزلة والاندماج فى المجتمع , وتعلم لغات الشعوب التى يعيشون بين ظهرانيها , ودعى الى تحرير مجتمعات اليهود من عقلية الغيتو فى المجتمعات المضيفة وتحديثها , فالخروج بها من القرون الوسطى الى عهد تنوير غير مسبوق . فأن خروج اليهود الميدنسيلين من عزلتهم جعلهم يحتكرون منار العلم والفكر والفن وحتى السياسة التى ربطوها بتعاليمهم الدينية , واصبحت ديانتهم جزءا مهما من سياساتهم الدولية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حوار الأديان، الإنجيل، المسيحية، التصرانية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  واخيرا انكشف القناع عن وجه خامنئي الإرهابي بالتورط في هجمات 11 سبتمبر
  الرد على شبهات الماديين، في نفي وجود الخالق
  شواهد على وجود الوحى
  بشارات انبياء بني اسرائيل بمحمد( الحلقة الاخيرة)
  كيف نقيم وجهات نظر المحللين حول الانسحاب الروسي من سوريا ؟
  يطبلون ويزمرون ويرقصون لتصريحات النكرة ابراهيم الجعفري
  لماذا احزاب المعارضة التونسية لاتريد تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية.؟
  في تونس يحاربون كل وطني شريف بحجة الإرهاب: نموذج فوزي مسعود
  خمنئي سيحرر سوريا من الكفر، وسوريا ستحرر ايران من الملالي
  بشارات انبياء بني اسرائيل بمحمد(3)
  بشارات انبياء بني اسرائيل بمحمد(2)
  خفايا الاتصالات السرية بين أمريكا وإيران لغزو العراق يكشفها السفير الأمريكي السابق
  دعنا نكذب في كشف الحقائق (عن حزب اللات) التي يكذبونها
  هل معاوية حقا من الفئة الباغية بعد مقل عماربن ياسر؟
  هل حزب الله(حالش) من اتباع المقاومة والممانعة ياسلام؟
  بشارات انبياء بني اسرائيل بمحمد(1)
   هل بدأت السعودية بشحن الاسلحة الى اهل السنة في لبنان؟
  هل سيادة العراق مازالت باكر ام اغتصبت بوحشيه ؟
  يقول : بعد استشهاد النبي.. عيننا على المهدي عليهما السلام
  الهزيمة الايرانية في سوريا قادمة مهما تعلقوا بأذيال الروس
  هل الحرب العالمية الثالثة تبدأ من دابق؟؟
  الاختلاف بين موقف ادم وابليس
  اهل البيت اعتمدوا على الشورى وليس على نظرية الامامة الالهية
  هل ستعبر السعودية وتركيا الحدود السورية لنصرة المعارضة؟
  حوار الاديان: هل التوراة كتاب مقدس؟
  النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو البارقليط في الانجيل
  العملية السياسية الجديدة للامريكان في العراق
  الاهداف والمشاريع الامريكية الايرانية تسير متلازمة في زمن اوباما
  نبذة تاريخية عن الفرس حمراء الكوفة وتواجدهم في المدينة
  مسؤول ايراني:العراق وايران دولة واحدة (ايرقستان)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، سيد السباعي، نادية سعد، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، صباح الموسوي ، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، د- جابر قميحة، كريم السليتي، مراد قميزة، يحيي البوليني، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، محمد يحي، فتحي الزغل، صلاح المختار، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، أحمد الحباسي، إيمى الأشقر، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، الهادي المثلوثي، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، فتحي العابد، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، صفاء العربي، علي الكاش، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، العادل السمعلي، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، عواطف منصور، محمد الياسين، أحمد النعيمي، أحمد بوادي، ياسين أحمد، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، حاتم الصولي، د - عادل رضا، د- محمد رحال، رافد العزاوي، فوزي مسعود ، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة