البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حوار الأديان...وحرية الرأي...في مواجهة الجهاد

كاتب المقال رحاب أسعد بيوض التميمي - الاردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4547 rehabbauod@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما تم إدماج ثقافتنا بالثقافة العلمانية ضمن منظومة التخريب الدولية، لم يكن ذلك عبثاً,بل كان بسوء نية مُمنهج ومدروس للطعن في فكر وعُمق الأمة الضارب جذورها في التاريخ،للإلتفاف على معاني العزة، والقوة فيها،ليسهل تضييعها أو تغييبها عن نصرة دينها حينما لا تتحد في رؤيتها لعدوها...

وحتى يبقى تعريف العداء قائم على وجهات نظر متفاوتة بين هذا، وذاك، عند أفراد فقدوا بوصلتهم فأضلوا الطريق...
وحتى يستطيعوا مُحاربة الأصوليين الجهاديين بحُرية الرأي المضادة...
وحتى يُتهم كل من يغارعلى شرع الله،وينتفِض ﻷجله بأنهُ إقصائي،يريد أن ينفرد بقرارته إن أراد انتصاراً لشرع الله...
ويُتهم بأنه ديكتاتوري لا يقبل بالآخر المُخالف له في الرأي عندما يقع التصادم من أجل تلك الأحكام،حتى تقع أحكام الدين موقع النزاع الشخصي،وليس موقع التقديس الذي لا يجوز المساس به,وكأنه إنتصار لرأي شخص بعينه وليس إنتصار لشرع،ليلبسوا على الناس فهمهم للدين حينما يتم تقديس الرأي على الدين...
وهذا ما كان
(حتى) أصبح تعريف العدو موضع نزاع عند الأغلب وكأنه مجهول غير معلوم,يُشار إليه من غير يقين,لأنهم لا يجتمعون على مصطلح واحد في تعريفه،عندما طغت العلمانية على السطح،وبعدما ارتضاها البعض دين لا يُميز من خلالها الفرق بين اﻹنتصار للنفس، وبين اﻹنتصار لدين الله...

بل أصبح أكثر هذه الشعوب يعتبروا الإنتصار لدين الله هو تدخل المرء فيما لا يعنيه،وأن ذلك من أولويات علماء الزمن التائهين الطائعين،الذين ضلوا حينما رضوا بالحياة الدنيا عن اﻷخرة بديلاً...
وحتى ذهب البعض إلى أبعد من ذلك حينما أصبح يتهم كل من يريد أن ينتصر لدين الله بأنه يسعى ليحتكر الدين لنفسه حينما يقف في مجابهة العلمانيين،أو أنه يدعي وكالة الله في الأرض...
وهنا وقعت الكارثة حينما ظن البعض الكثير,أن إعطاء الرأي في الدين هو من باب الحُرية الشخصية حتى ولو كان هذا الرأي يتعلق بأحكام الدين وقواعده اﻷساسية،وبالمقابل لا بُد من اﻹستماع إلى الطرف الآخر أثناء خوضه في آيات الله من باب تبادل وجهات النظر المتفاوتة والمختلفة...

وفي هذا جُرم عظيم ﻷن هذا الدين قواعده ثابتة،لا تخضع ﻷمزجة البشر وتحليلاتهم الناقصة،بل التسليم لأوامر الله بالسمع والطاعة هو معنى وجوهر اﻹسلام,لذلك لا يجوز لأحد أن يُعطي رأيه في آيات أو يخوض فيما هو معلوم من الدين بالضرورة،أو فيما هو مقطوع به بالقرأن والسنة,ﻹغلاق باب الضلالات ولحماية المسلم من إتباع هوى نفسه والشيطان,ولدرء مفاسد مترتبة من تزيين الشيطان للمعاصي...
فإذا كان لا يجوز حتى البقاء في مجلس فيه خوض أو طعن في أيات الله,فكيف بالمشاركة في هذا الحديث...
والله سبحانه وتعالى يقول (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )]الأنعام: 68 [
واﻷصل أن النهي عن الخوض في آيات الله سيجعل المسلم يحمل رسالة الإسلام بأمانة وإخلاص،يُحارب من خلالها سُبل الشيطان الرجيم التي تريد أن توقع المسلم في الضلال أو في الكفر...
فيذود عن آيات الله ما استطاع ويقف في وجه كل من يُحاول أن يستهزء أو ينال من هذا الدين بقصد أو بغير قصد,حتى لا يُكتب من الكافرين أو المنافقين،وحتى يحمي هذا النسيج من كيد الكائدين الذين لا ينتصرون إلا ﻷنفسهم كما قال تعالى
(وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )]النساء140: [
وطبعاً حرية الرأي المسمومة هذه التي أصبحت دارجة بين المسلمين،والتي تدعو الإنسان إلى التعبير عن رأيه،ووجهة نظره دون أن تحِده بحدْ عدمْ الاقتراب من آيات الله والأحاديث النبوية والتي أصبحت للأسف مطية لكل ناعق,حتى يستطيع أولئك اﻷفاكون من محاربة ثوابت هذا الدين بدعوى هذه الحرية المزيفة بكل يسر وهدوء،وبكل تقنية...

وبما أن المعضلة تكمن بالجهاد،الذي لا يقبل بوجود المُزيفيين،ولا ببقاء محتل في ديار الاسلام,ولا يسمح بأن يُوكل أمر المسلمين إلى أعدائهم...
كان لا بُد من التسلل إلى آيات الله وإقتطاع ما بدى لهم منها زوراً وبهتاناً،والعمل على تغييب آيات الجهاد التي تدعو إلى رد العدو ومعامتله بالمثل،بالتركيز على آيات التسامح والعفو دون تأصيل وتفصيل لها,وإسقاط ايات الجهاد وإبعادها من الطريق،حتى تؤدي أيات التسامح الغرض المطلوب منها،وهي الدعوة إلى التعايش مع الأعداء وقُطاع الطرق،فتضيع الحقوق التي لا تؤتى إلا بالسيف...

لذلك كان لا بد من استخدام علماء لم يتمكن الإيمان من قلوبهم،ولم يتجاوز الإسلام حناجرهم،مِمًن ضلوا وأضلوا الطريق،مٍمًن يدعون العلم الشرعي ليسهل إدخال الطُعم إلى الجسم الإسلامي دون أن يشعر بذلك الأكثر المُغيبون...
وتم ذلك من خلال علماء السلطان الذين أحبوا الدنيا وكرهوا الجهاد،حرصاً على أنفسهم ،فتمت الدعوة إلى حوار الأديان الذي دًعت إليه ما يُسمى بهيئة علماء المسلمين ليكون البديل عن الجهاد بدعم أوروبي وأجنبي مُساند,ولتكتمل بذلك أدوات التأمر على هذه اﻷمة...
بعد أن تم التأمر على دولة الخلافة العثمانية وإنهائها،وفرض الدولة العلمانية بديلاً عنها...
والتي سعت هذه العلمانية من البداية الى هدم الإسلام من النفوس،وإنهاء المظاهر الدينية من كل مؤسسات الدولة...

ليسهل وصول التخريب إلى أساس البنيان،حتى أصبحت لغة الحوار الهادئ هي لغة الجهاد المُستحدثة للإنقضاض على كل معاني القوة المتمثلة بالجهاد والسلاح لكي تبقى الأمة في سبات عميق،بعيدة عن مواجهة أعدائها عندما ترضى بالحوار بديل عن الجهاد...
يريد أولئك الأفاكون منا قبول الدًنِيًة في الدين،وأن نستسلم ﻷعدائنا،ونُسلم لهم رقابنا ،تحت مظلة الحوار في جُرأة على التزوير،والتحريف لم يسبق لها مثيل...
فكيف يا من أضعتم البوصلة وتُهتم عن الطريق...

كيف يجوز الحوار مع من إغتصب،والتطبيع مع من إقتحم البيت بغير حق،وأي حوار هذا الذي يجرى مع الأعداء قبل أن تُرد الحقوق...
كيف وأين تُصرف هذه الدًنِيِة...

فالحوار وسط هذه الفوضى ما هو إلا تسليم وقبول بالآخر الذي لا يرانا إلا عبيد عنده, الحوار أيها اﻷفاكون,لا يجوز إلا بعد أن تُطًهِرْ الأرض من رجس المشركين،وبعد رد كيدهم في نحرهم،وإسترداد كُل ما سُلب،ونُهب من غير حق،وبعد أن يُؤخذ بالثأر لهذا الدين الذي هو مصدر قوتنا وعزتنا والذي لا نحيا إلا به،ولا نذل إلا بالبُعد عنه,ولا يتم إلا بشروط الاسلام الذي يعلو ولا يُعلى عليه،حتى يكون الحوار فاعلاً وناجحاً وما عدى ذلك كله...
فأبجديات التعايش،والحوار مع الإنسان المسالم من أهل الكتاب معروفة،ولا تحتاج لمؤتمرات لعقدها
قال تعالى
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)]الممتنحنة:8-9[
فهذه الآيات تُؤصل،وتُفصل بين المُحتل،وبين غيره من الناس المُسالمين الذين لا يُشكلون خطراً ولا حول لهم ولا قوة,والذين يجب الإقساط إليهم,إذاً الإقساط الذي سيأتي من خلال الدعوة إلى الحوار والتعايش منهي عنه مع من أباحوا دمائنا،ومع من أخرجونا من ديارنا لأن هذا يتعارض مع دعوة الجهاد التي هي ذروة سنام الاسلام,والتي فيها الذود عن الإسلام بمجابهة أعدائه...
وإنما المقصود بالحوار الواجب...
الدعوة إلى دين الله لمن أضل الطريق من الكفار والمشركين المُسالمين،بالحُجة والدليل لبُطلان إدعائهم في الشرك...
ولتوصيل الأمانة التي كُلف المسلم بحملها في الدعوة إلى دين الله وليس المقصود به حوار التنازلات والمُهادنات
((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ*يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ*هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ]ال عمران:64-68[
وطبعاً غاية المطالب بالحوار من الأعداء لا تقف عند تلك المقاصد من تعطيل الجهاد,وإنما غاية شيطانية أوسع لا تُخفى إلا على من أعمى الله قلبه وأطفأ بصيرته,ليتم محاصرة الجهاد والمجاهدين,بأنهم اﻷرهابيين والمتطرفين الذين يدعون إلى سفك الدماء ,وليلبسوا على الناس فهمهم لدينهم...

حينما يرون أن هذه الدعوة انما جاءت من قبل علماء الأمة الذين يثقون بهم(والذين ما وصلوا إلى مناصبهم إلا بالنفاق والتنازلات) ظانين أنها دعوة خير ما داموا هُم دُعاتها ،لأنهم الأعلم بالعلم الشرعي،ولا يعلم أولئك الذين فقدوا بوصلتهم ببُعْدِهم عن الدين، خطورة هذا الحوار المسموم الذي لا يخدم إلا الصهيونية،وأعداء الدين الذين تسللوا إلى دم هذه الامة وسمموه...

وهذا ما كان عبر عقود طوال من الحوار لم يتم الإنتصار فيه لله بكلمة واحدة،ولا للأمة بحرف,بل هو حوار مجاملات وتنازلات عن ثوابت هذا الدين...
لأن من جاء لحوارنا أعلم بنا,وأدرى بنقاط ضعفنا منا،ويعرف أننا مهزومون،وأن المهزوم ضعيف،ويعرف حقيقة هؤلاء الدُعاة،وأن حُبهم للدنيا سيدفعهم للتنازل والمجاملة على حساب الدين لشدة حرصهم عليها,فتنازُل هؤلاء العلماء الضالين عن قاعدة أساسية من أساسيات هذا الدين،لا تقوم لهذا الدين قائمة إلا به وهي العزة التي تُسيج هذا الدين فتزيده قوة إلى قوته،العزة التي بها يتم إرهاب أعداء الدين بالجهاد،دون مُهادنات ولا تنازلات،حتى يُدرك أعداء الله من خلاله أن هذه أمة لا تخشى أحد إلا الله وحده،ولا تعنيها القوة المادية التي ما كانت لتكون لولا إرادة الله...
فيُحسب لها ألف حساب،والذلة بين المؤمنين حينما يتجاوز بعضهم لبعض حرصاً على هذا الجسد الذي يجمعهم

(يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيْنِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِيْنَ يُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُوْنَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ)] المائدة:54[
لقد شرب المسلمون شُربة العلمانية التي ظنوا أنها الديمقراطية التي تجمع بين شعوب أديانها مختلفة،ونسيوا أن من جاء بالعلمانية هم من هدموا دولة الخلافة العثمانية، وتآمروا عليها،لكي يؤسسوا لدولة يهود في المنطقة،وأنهم هُم من يرفضون الاحتكام لشرع الله بحجة رفض الديكتاتورية...
حتى أصبحت هذه الامة تقف عاجزة مستسلمة للقتل،والذبح الذي يحصل في جسدها عبر عقود تنتظر أن يمر هذا الذبح على كل أفرادها...
تظن أن هؤلاء الكفار واﻷفاكون لهم دوافعهم ومُبرراتهم في القتل والتنكيل في هذا الجسد,ما داموا هُم مغيبون عن حقيقة المعركة,بل أصبحت هذه الشعوب لا تُعادي ولا تقف إلا في وجه المجاهدين الذي يذودون عن عرضها ودينها تُسارع إلى إدانتهم باﻹرهابيبن انتصاراً لقاتليها...
حتى تُبعد شُبهة الإرهاب التي تلاحق الأحرار من أمتها...
لأنها أمة فقدت بوصلتها،وفقدت مع فقدانها كل شيئ...
حتى أصبحت لا تشعر بأي شيئ,وحتى أصبحت لغة الحوار هي لغة الجهاد،الذي تؤمن به،وتدعو الى إستخدامه أمام كل أنواع الأسلحة الفتاكة ولا حول ولا قوة الا بالله...

ولن يُعذر حتى الإخوان المسلمون في نهجهم الذي خدم هذه الدولة العلمانية،حينما هادنوها في طريقتها ونهجها،بدل أن يقفوا في وجهها،بل وساعدوها حينما روجوا أن التربية تبدأ من البيت ومن الأسرة وليس من رأس الهرم،وإنشغلوا وأشغلوا الأفراد الذين يبحثوا عن التوجه الديني بالعمل على تربية الفرد على الإعداد،والاعداد فقط مع وقف التنفيذ,من تحفيظ للقرأن الكريم وتعليم لأحكام التجويد عبر أكثر من سبعين عاماً دون أن ينطلقوا من مرحلة الإعداد إلى مرحلة التنفيذ بإعلان الجهاد...
وبين هذا وذاك,فقد الشباب بوصلتهم,فلا هيئة علماء انتصرت للجهاد،ولا علماء وقفوا وقفة واحدة للدفاع عن الدين,ولا إخوان مسلمين منتشرين هنا وهناك،أخلصوا في دينهم لله ليتم الإجماع عليهم...
و بعد أن فقدت الشعوب ثقتها بالإسلامين لانهم مهادنون ومنافقون،ولأن هذا الدين لا ينتصر إلا بالاصفياء والمخلصين،زادت ثقة الشباب بالعلمانية لأنها في مواجهة أحكام الجهاد التي تقف عائقاً أمام حُبهم للدُنيا التي غزت قلوبهم بعدما فقدوا بوصلتهم...
وبما أنهم فاقدون لطريق الصواب،إختصروا الحياة بالرضا بفكرة التعايش والحوار ،حتى مع من هو واضح عدائه لهذه الأمة،وحتى مع من يحمل السيف في وجهها حرصاً على هذه الدنيا التي أحبوها...
لقد عمت الغفلة عن الدين حتى غرق العالم الإسلامي بالعلمانية في كل مناحي الحياة, وحتى أصبحت الدعوة إلى العلمانية إنتصار للديمقرطية،والدعوة الى تطبيق شرع الله كمنهج حياة ديكتاتورية حتى عند من يحملون شعار الإسلام...
كما جاء على لسان الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسية في لقاءه على الجزيرة بأنه لن يسمح للديكتاتورية أن تحكم في إشارة لسؤال حول إمكانية تحكيم شرع الله...
ليقع الشباب في الفخ الذي دُبر لهُم دون أن يلتفتوا لقوة قبضته...

وعلى الجانب الأخر تم محاصرة كل من يحمل الفكر الجهاد ي في نهجه،بإتهامه بالديكتاتورية واﻹقصائية وعدم قبول الآخر،لأنه يُصر على الانتصار لأحكام الله،وإلغاء أحكام الشيطان الرجيم...
وها نحن نعيش في زمن تم تحريف وتزوير معاني القرآن الكريم تحت مسمع ومرأى علماء إختاروا الدنيا على الآخرة،وتحت مسمع ومرأى كل غيور على دينه...
ولكن الله سبحانه متم نوره ولو كره الكافرون والحاقدون على هذا الدين
)يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)] الصف: 8[


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الجهاد، حوار الأديان، حرية المعتقد، حرية الرأي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الإسلام مُتهم عند الإخوان لذلك يسعون لتحسين صورته
  نحن أمة لا نتفكر ولا نتعظ ولا نتدبر
  حوار الأديان...وحرية الرأي...في مواجهة الجهاد
   بعض مقاصد الفوضى الخلاقة
  اللعنات تتوالى على الأرض بسبب مُوالاة بني إسرائيل
  رسالة الى شباب الإخوان...أفيقوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا
  أيا خيل الله اركبي ... وشدي الرحال وتأهبي
  عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه
  العالم العربي بين فكي كماشة أمريكا وأعوانها...وروسيا وخلانها
  العقيدة بين الإخلاص والمُوالاة
  مَن صَعُب عَليهِ جهادْ النفسْ لنْ يَسهُلْ عَليهِ جهادْ القتالْ!
  تجديد البيعة للشيطان الرجيم ....رداً على الإنتصار لسيد العالمين
  دعاة العقل المعطلون لحدود الله
  وامعتصماه
  قصة قطع جسر الأردن من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية ذهابا وإيابا (*)
  الهزيمة تبدأ بالإستسلام والرضوخ للأمر الواقع المرير
  أنا لم أخلق لأغض النظر
  كيف تم سلخ الأمة عن قضاياها؟
  سبب هزيمتنا أننا من يُحارب الخير فينا
  ألم يأن ل"حماس" أن تغير وتبدل وخاصة أن الكُرة بملعبها
  لماذا هذا الإستنفار ضد الدولة الإسلامية بعد هزيمة إسرائيل في غزة
  كيف تعيش المُصالحة الذاتية والسلام مع نفسك والسكون
  حوار، هدوء, شجب، إدانة..
  أجيبوني !! أنتم يا رعاة "القردة والخنازير"
  تفجيرات مركز التجارة العالمي الشيء بالشيء يُذكر، ونربط ما يصير في غزة والعراق وسوريا
  أيها السادة..الدعوة عامة في النظام العالمي..إلا الإسلام يُحظر عليه الحضور
  الوضع في العراق مقبرة للمخطط الإيراني الممتد من الفرات الى النيل
  حياة الإنسان بين التسيير و التخيير
  سر زيارة بابا الفاتيكان للاردن وعلاقتها بقدوم المسيح سبحان الله
  سيناريو المؤامرة على الثورة الليبية ونصيحة للمجاهدين الثوارمن أجل إجهاضها

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، مراد قميزة، منجي باكير، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، أنس الشابي، سلام الشماع، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، ياسين أحمد، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، سلوى المغربي، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، محمد العيادي، عواطف منصور، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، سيد السباعي، عبد الله الفقير، فهمي شراب، علي عبد العال، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامح لطف الله، مجدى داود، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، أبو سمية، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، صفاء العربي، حاتم الصولي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة